محمد الرميحي- إيران المأزومة هل تُصدر أزمتها إلى الخارج؟
شارك هذا الخبر
Saturday, November 26, 2022
لدينا إحصائيات شبه مؤكدة أن العراق يئن شبابه تحت تلك الآفة، وما على المتابع إلا أن يكتب (المخدرات في العراق) على الشبكة الدولية حتى يفاجأ بالنسب الكبيرة، معظمها (مهرب رسمياً) من شبكات تعمل على الحدود الشرقية. لا داعي للتذكير بتاريخ الكبتاغون القادم من خلال الحدود الأردنية والمتجه إلى دول الخليج، تلك شبكات منظمة وراءها أجهزة تمولها بالمواد السامة، وتحميها أيضاً بالسلاح، والهدف هو (تخدير المجتمعات) القريبة وجرّها بعد ذلك إلى التهلكة، تلك واحدة من الحروب ولكن ليس كلها. فالمعروف والمثبت أن هناك تهريباً للأسلحة، ومنها أسلحة فتاكة لعملاء النظام الإيراني في اليمن، وإرسال من يقوم بحشو عقول اليمنيين الشباب تحت سيطرة الحوثي بأفكار تنفي الوطن والمواطنة من أجل تثبيت الفكر الخرافي، وتأليب بعض الشرائح الاجتماعية اليمنية على غيرها في الوطن الواحد، والهدف هو جعل اليمن منصة للقفز منه على دول الجوار وإشاعة الفوضى فيها تمكيناً للاستيلاء على ثرواتها. الحروب الأخرى هي إشاعة الاضطراب والعبث بالسلم الاجتماعي في عدد من مجتمعات الخليج تحت شعارات مختلفة، قد يبدو بعضها براقاً للبعض، وخاصة من شريحة (الفقراء في الفهم السياسي)، وهدفها خلخلة تلك المجتمعات وتعميق الارتياب السياسي في الأنظمة القائمة، الذي يؤدي إلى الاغتراب والسلبية وضعف الثقة بالمؤسسات ويؤثر في درجة إذعان المواطنين وامتثالهم للقوانين السائدة والتمرد عليها. طبعاً بجانب الحرب الساخنة في شمال العراق. إنها جهود لصرف النظر عما تقوم به الشعوب الإيرانية من اعتصامات. التحوط إذًا هو العمل العقلاني الذي يتوجب التنبيه إليه، وهو أفضل كثيراً من الثقة الساذجة، والتي خبرناها في بعض محطات الصراع في الخليج، آخرها كان عام 1990 عندما احتل العراق الكويت في عمل قابل الثقة بالخيانة. فهل تقوم إيران عندما يشتد الصراع الداخلي، بعمل مباشر ومعلن ضد جيرانها في الخليج؟ الجواب العقلاني: ذلك محتمل، تفعله الآن مستترة، وقد تفعله بأكثر وضوحاً عما قريب، سواء في مضيق هرمز أو الاعتداء على المنشآت الحيوية على طول الساحل الغربي للخليج، أو تحريك مجموعات داخلية في وقت ما لإضعاف الجبهة الداخلية. كل ذلك ممكن فالدكتاتوريات تتصرف خارج المنطق عندما يصل الأمر إلى سلطتها، فالسلطة كما السم قاتلة. آخر الكلام: لمن يريد أن يأخذ العبر، عليه أن يقرأ كتاب (تسجيلات صدام حسين)، وكيف يفكر الدكتاتور عندما يدخل الجحر المظلم!