خاص- اللبنانيون أمام فترة سماح.. بين المونديال والأعياد: ازدهارٌ ممدّد- زينة عبود

  • شارك هذا الخبر
Thursday, November 24, 2022

خاص الكلمة أونلاين
زينة عبود

بطنّة ورنّة يعيش اللبنانيون زمن المونديال كل أربع سنوات، ربّما هم من أكثر الشعوب حماسة لهذا الحدث الرياضي العالمي رغم أن المنتخب اللبناني لم يتأهّل يوماً الى بطولة كأس العالم في كرة القدم، ومع ذلك يرتفع الأدرينالين مع كل هدف وكل "بنالتي" وتبدأ التزريكات بين المشجّعين الذين يتجمّعون لمشاهدة المباريات طيلة فترة المونديال.

ومع استضافة قطر لمونديال 2022، كان حلم شريحة واسعة من اللبنانيين أن يشاهدوا المباراة على أرض الملعب لكنّهم حُرموا من ذلك بسبب حجز المصارف لأموال المودعين، رضخوا للأمر الواقع وانتظروا من الدولة أن تؤمّن لهم حق متابعة المباريات مجانا عبر شاشة تلفزيون لبنان على الأقلّ، لكن حتى الآن لا تزال الأمور رهن المشاورات حول كيفية الدفع لشركة beIN Sports.

وأمام عجز الدولة، اضطرّ اللبنانيون غير القادرين على تكبّد كلفة الاشتراك والبالغة تسعين دولاراً أي ثلاثة ملايين وستمئة ليرة على سعر صرف أربعين الف ليرة، الى البحث عن بدائل منها اللجوء الى الكابلات غير المرخّصة بكلفة عشرة الى عشرين دولارا مع رداءة في الصوت والصورة وتقطّع في البثّ بطبيعة الحال، أو الاشتراك بخدمة ألفا عبر دفع دولار واحد عن كل مباراة، وإما ارتياد المطاعم التي تنقل مباريات بطولة كأس العالم.

مع العلم أن عددا محدودا من المطاعم تمكّن من تأمين النقل المباشر للمونديال نظرا الى الكلفة العالية والتي تتراوح من ثلاثة الاف دولار الى خمسة وعشرين الف دولار بحسب حجم المؤسسة، وفق نائب رئيس نقابة المطاعم والملاهي خالد نزهة، بالإضافة الى تكاليف الشاشات الكبرى ومكبّرات الصوت وكل مستلزمات الحماسة التي ترافق هذه الرياضة.



كل هذه التكاليف المضافة على عبء تأمين المازوت والكهرباء في المطاعم، ترتّب حكماً تعديلا في الأسعار، يؤكد نزهة الذي يشير الى ان بعض المؤسسات يعتمد الـMinimum charge على الشخص فيما البعض الآخر يفرض Extra charge على الفرد في خلال فترات نقل المباريات.

ويتوقع نزهة أن يشهد القطاع المطعمي ازدهارا طيلة فترة المونديال ولغاية انتهاء الأعياد المجيدة وبداية العام الجديد.

من المعروف ان المقاهي والمطاعم لطالما كانت مقصد العديد من محبي كرة القدم ومتابعي المونديال نظرا الى الحماسة الجماعية أمام الشاشات العملاقة، وهي اليوم تحوّلت وجهة أساسية لمشاهدة المباريات خصوصا أن بعض المطاعم اقتنص الفرصة ووضع جهودا كبرى لجذب مشجّعي المنتخبات عبر تنظيم مسابقات وهدايا للزبائن.

مدير سلسلة فروع في مطعم Crepaway شربل جرجس يؤكد ان توقيت المونديال لافت هذا العام كون المباريات تجري على أرض بلد عربي، مشيرا الى انه عادة ما تكون هذه الفترة من السنة low season لقطاع المطاعم باعتبار أن الازدحام يتركّز في الأسواق التي تعجّ بالزبائن لشراء هدايا العيد بينما يبدأ ازدهار المطاعم في عشرين كانون الأول وحتى السادس من كانون الثاني، لكن هذا العام بدأ القطاع يزدهر من الآن مع انطلاقة المونديال الذي سينتهي في الثامن عشر من الجاري، اي قبل بدء موسم الأعياد في القطاع.

أما عن البرامج التي سترافق فترة المونديال في المؤسسات السياحية، فيشير جرجس الى أن المطعم يرتدي حلّة جديدة في هذا الموسم بحيث يلعب الـ"سبونسرز" دوراً أساسياً من خلال وضع كرة عملاقة لبطولة كأس العالم وغيرها من أمور الزينة الجاذبة لنظر الزبائن بالدرجة الأولى.

ويشدد جرجس على أهمية الشاشات الضخمة ومكبرات الصوت التي تزيد أجواء الحماسة خلال مشاهدة المباريات، ومع تقدّم المونديال يتمّ توزيع هدايا على المشجّعين خصوصا في المباريات المهمة والأدوار الإقصائية.

وفي إطار التشجيع، يلفت جرجس الى ان تنظيم مسابقة Guess the score التي تقوم على تخمين الزبائن نتيجة المباراة التي يشاهدونها قبل إطلاق صافرة انطلاق المباراة على ان يحظى الفائز بحسم خمسين بالمئة على كامل الفاتورة. اضافة الى المسابقة الكبرى في ختام المونديال بحيث تدخل في القرعة أسماء جميع الزبائن الذين ارتادوا المطعم خلال فترة بطولة كأس العالم على ان يجري سحب خمسة أسماء تفوز بجوائز قيّمة.


وطيلة فترة المونديال، تمّ إدراج بعض الوجبات والمشروبات التي تحمل اسماء البلدان الأربعة الكبرى المشاركة في البطولة أي فرنسا، المانيا، البرازيل واسبانيا، ويشرح جرجس ان هذه المنتخبات هي الأكثر شعبية في لبنان وعلى هذا الأساس تمّ انتقاؤها لزيادة حماسة الجماهير والمشجعين.

هي فترة سماح للبنانيين بدأت مع المونديال وتمتدّ لغاية انتهاء الأعياد المجيدة وانطلاقة العام الجديد لاستنشاق بعض الأوكسيجين والابتعاد عن الأزمات السياسية المتعاظمة، عسى أن تثمر غرسات الأمل ازدهارا في لبنان على الصعد كافة.