"وبينطفي القنديل وتعتّم السّهرات"... روميو لحّود وداعًا!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, November 24, 2022

كتبت سارة أبو مراد في "ممر":

"شو في خلف البحر خبريات نايمة بقصور منسيّة" تحكي لنا عن "بلاد كلها نور، كل لياليها عيد"، توّدع يومًا بعد يومٍ "شمس العيد" . "ما بخبرك شو صار بآخر المشوار بلكي السّما بتغار"... نعم، "بتغار" لأنها خطفت الموسيقار.
روميو لحّود الذي يكبر الاستقلال بـ13 عامًا، هامة موسيقيّة فارقت المدينة الأرضيّة إلى مدينة فوق في ذكرى استقلال لبنان تاركًا لبلده الذي أحبّ وزنات فنيّة لأجيال تغنّيه على الدّوام.

لحّود الذي ابتعد عن الأضواء حتّى خفت جسديًّا عن عمر 92 سنة، بعدما أفنى حياته في التّلحين والتّأليف والإخراج رسّخ فيها الفولكلور اللبناني مع فنّانات لامعات أبرزهنَّ صباح وسلوى القطريب. عُرضت أعماله الفنيّة على أهمّ المسارح، حتّى ترأس لجنة مهرجانات بعلبك الدّوليّة وشارك في لجنة تحكيم "استوديو الفنَّ" الذي خرّج أهمّ النجوم اللّبنانيينَ.

من مدرسة عينطورة إلى جامعة "موزار"، درسَ روميو ابن بلدة حبالين – قضاء جبيل، هندسة الديكور لينفّذ ديكورات محلّات وبيوت في بيروت وضواحيها. عام 1955 أقام مهرجانات السياحة في بيروت بطلب من ميشال توما، ليتمّ إنشاء مسرح "الأونيسكو" الذي قدّمت عليه الأوبرا للمرّة الأولى.
انطلق لحّود في الفنّ عام 1964، عندما أعدَّ أوبريت غنائيّة لجمعيّة مهرجانات بعلبك، حتّى طُبع اسمه لاحقًا في العديد من الأعمال الاستعراضيّة الغنائيّة والمهرجانات. لكنَّ لحّود لم يكتفِ بالإبداع محليًّا، فقد أبحرَ عالميًّا عام 1969 وقدّمَ عروضًا على مسرح الأولمبيا في باريس ليمنح لاحقًا جائزة خاصّة بالفنون المسرحيّة من "جمعيّة جنيف الدّوليّة". وكان لحّود المخرج العربي الوحيد الذي حضر حفلة تتويج شاه إيران، ودعاه البلاط الملكي في بروكسل ليقدّم حفلة في "مسرح الفنون الجميلة" وفي عدد من المدن البلجيكيّة.
في لبنان من جديد، واصلَ روميو مشواره مع صباح، فنتعاونا في أعمال فنيّة عدّة، وتبنّى زوجة أخيه الفنّانة سلوى القطريب وأطلقها في مسرحيّة "سنكف سنكف" ليستمرّ عملهما في مسرحيّات غنائيّة عديدة أهمّها "بنت الجبل" التي أعادت تمثيلها ابنة القطريب، النجمة ألين لحّود.
مهما كتبنا سطورًا إلّا أنَّنا لا نستطيع اختصار ما قدّمه الموسيقار روميو لحّود للفنّ اللبناني، ستبقى حواسّنا تغنّي "قالولي العيد بعيوني"، والزينة لبست خلخالها"، و"وحدي أنا والكاس" و"خدني معك على درب بعيد" و"شوفي خلف البحر خبريات" حتّى ولو رحل روميو لـ"مطرح ما لون الأزرق غاب"!