التايمز- هناك فرق بين شجاعة المنتخب الإيراني وجبن المنتخب الإنكليزي

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, November 22, 2022

قالت صحيفة “التايمز” اللندنية، في افتتاحيتها، إن الوقت قد حان للتوقف عن شيطنة البلد المضيف لمباريات كأس العالم، والتركيز على اللعبة الجميلة. وتحت عنوان “أحلام الدوحة” قالت: “بالرغم من التبجّح، لم يكن الفريق الإنكليزي هو الذي انتهز الفرصة في الدوحة، يوم أمس، من أجل القيام بفعل سياسي متحد. فقد خطط الفريق الإنكليزي والويلزي، إلى جانب الفرق الأوروبية، لارتداء كابتن كل فريق شارة قوس قزح (شعار المثليين) أثناء مباريات كأس العالم، احتجاجاً على سياسة الدولة المضيفة قطر من حقوق المثليين أو أل جي بي تي. وجاء القرار بعد تحذير من فيفا، الهيئة المشرفة على المباريات، بأن أي لاعب يرتدي الشارة سأصدر بحقه بطاقة صفراء لخرقه القواعد المتعلقة بالشعارات السياسية في الملاعب.

و”بدلاً من ذلك، كان الفريق الإيراني هو الذي أثار انتباه العالم، عندما رفض ترديد النشيد الوطني للجمهورية الإسلامية، التي تحاول، وبعنف، قمع التظاهرات المعادية للحجاب، والتي انتشرت في كل أنحاء البلاد”.

و”كان الاحتجاج الصامت للمنتخب الإيراني قوياً جداً، نظراً للمخاطر الشخصية التي ستواجه اللاعبين وعائلاتهم. وبالمقابل فقد كانت خطة المنتخب الإنكليزي تعبيراً عن مواعظ أخلاقية، وبدون ثمن، أياً كان. وبدا هذا واضحاً من الطريقة السريعة التي تخلّى فيها الفريق الإنكليزي والفرق الأخرى عن التحدي عندما بدا أن الكلفة ستكون عالية، أي البطاقات الصفراء”.

وتعلق الصحيفة قائلة: “بالتأكيد هناك نفحة نفاق من المؤسسة الرياضية التي تعبر عن رغبة شديدة للانضمام إلى شيطنة قطر، وتبدو جبانة في اتخاذ مواقف قد تحدث فرقاً”.

وترى الصحيفة أن منع قطر العلاقات المثلية، وكذا الجنسية، خارج مؤسسة الزواج إهانة للقيم الغربية، مع أن محاكمات أشخاص لخرق القوانين تعتبر نادرة، ومع ذلك هناك الكثير من الدول لديها نفس القوانين بدون أن تكون سبباً في منعها لكي تنظم مباريات رياضية دولية (بما فيها إنكلترا التي نظمت عام 1966 نهائيات كأس العالم).

وفي يوم الأحد نظمت أبو ظبي، جارة قطر، سباق سيارات “غراند بري”، شاركت فيها عدة فرق بريطانية. وبعد شهر سيلعب الفريق الإنكليزي ثلاث مباريات كريكيت في باكستان، وتتطلع السعودية ومصر لتنظيم مباريات كأس العالم لعام 2030 إلى جانب اليونان. وقطر ليست بعيدة عن العالم، ولا سجلها في انتهاكات حقوق الإنسان الذي تم تصويره. وبالتأكيد هي دولة أكثر انفتاحا من روسيا، التي نظمت كأس العالم، أو الصين التي نظمت الألعاب الأوليمبية الشتوية العام الماضي. وأنشأت مجلس شورى منتخباً، ولديها شبكة “الجزيرة” التي تعتبر حرة أكثر من أي شبكة إقليمية منافسة لها.

وتظل ظروف العمال، الذين يشكّلون نسبة 90% من السكان، أقل من المعايير الغربية، لكنها، ومنذ حصولها على حق تنظيم المباريات قبل 12 عاماً، كانت تحت سمع ونظر العالم، واضطرت لأن تقوّي قوانين العمال وحقوقهم.

وتقول الصحيفة: “يصعب علينا مقاومة الشكوك بأن محاولات شيطنة قطر تعكس حسّاً بأنه لم يكن يجب منحها حق تنظيم كأس العالم على الإطلاق. الشكوك، التي لا تزال تحوم، ولم يتم إثباتها، حول طريقة حصول قطر على حق تنظيم المناسبة. وبالتأكيد سيبدو غريباً عقد مباريات كأس العالم في مملكة صحراوية وبدون تاريخ كروي. وتبدو 200 مليار دولار أنفقت على بناء سبعة ملاعب وشبكة مترو كاملة وفنادق وبنى تحتية لاستيعاب ملايين الزوار فاحشة، في ظل مظاهر القلق العالمي من التغيرات المناخية”.

ومع ذلك فإن وقت التعبير عن مظاهر الرفض كان قبل 12 عاماً، ومضت تلك اللحظة، ومن وقت طويل. قطر التي تقوم على أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم لها الحق في إنفاق ثروتها بالطريقة التي تريدها. ويتطابق كأس العالم مع إستراتيجية متماسكة وطويلة الأمد لتطوير اقتصاد الإمارة وتقوية أمنها من خلال استخدام ثروتها لتعميق تحالفاتها في منطقة متقلبة وجيران عدوانيين. وكبلد على علاقة تجارية قوية، ومزوّد رئيسي للغاز، فإن هناك الكثير من الأسباب للاحتفال.

والآن، وبعد أن بدأت إنكلترا وويلز حملتهما، فقد حان الوقت لترك قطر وشأنها، والاستمتاع بالكرة.


القدس العربي