إيزفستيا- أخطأوا الهدف

  • شارك هذا الخبر
Friday, November 18, 2022

كتب الخبير السياسي ألكسندر فيدروسوف في "إزفيستيا" عن عدم استعداد الولايات المتحدة لتوسيع الصراع مع روسيا إلى أراضي الناتو.

وجاء في مقال فيدروسوف، مدير مركز "استراتيج برو" للتحليل السياسي:

في الغرب، اعتادوا على إمكانية، بل وجوب، أن يتهموا الروس بالمسؤولية عن أي حالة غير مفهومة. الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو ردة الفعل المتحفظة إلى حد ما من قبل المسؤولين الغربيين ووسائل الإعلام على الحادث الذي وقع في قرية بشيفودوف البولندية. لأول مرة منذ بداية الصراع في أوكرانيا، سقط صاروخ على أراضي دولة عضو في الناتو. وكما لو أن ذلك كان لحظة مناسبة جدا لهستيريا معادية لروسيا، لكن الغرب بدا هادئا بشكل مريب وعقلانيا بصورة غير عادية في تقويم الوضع.

ماذا يعني ذلك؟ يشير ذلك إلى أن الولايات المتحدة غير مستعدة لإثارة صراع مع روسيا على أراضي الناتو. فواشنطن تدرك ما يمكن أن يؤدي إليه مثل هذا التصعيد في التوتر. حتى لو بذلت أوكرانيا أو بولندا نفسها قصارى جهدهما لجر حلف شمال الأطلسي إلى صدام عسكري مباشر مع روسيا، فمن المستبعد أن ينجحا. فبوضوح، لا تريد واشنطن ولا عواصم أوروبا الغربية اللجوء إلى آليات المادة 4، ناهيكم بالمادة 5 من ميثاق الناتو.

مفهوم أن إرسال الأسلحة والمدربين إلى أوكرانيا شيء، وهو ما يفعله الغرب مع إفلاته من العقاب تقريبا، وشيء آخر تماما السماح للنزاع بالانتشار مباشرة إلى أراضي دول الناتو. من الواضح أن موسكو ليست مستعدة لذلك. لكن الولايات المتحدة، على ما يبدو، تشارك روسيا رغبتها في منع التصعيد غير المنضبط.

ولذلك، يمكن القول إن التواصل بين مدير المخابرات الروسية الخارجية، سيرغي ناريشكين، ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، بشأن مسألة الاستقرار الاستراتيجي خبر جيد.

ولذلك أيضا، فإن الاستئناف المحتمل للمفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحد من الأسلحة النووية خطوة في الاتجاه الصحيح. وهذا هو السبب في أن ردة الفعل العقلانية وغير المتوقعة من الأمريكيين على الحادث في بولندا لا تستحق فقط الاهتمام، بل والتأييد بمعنى ما.


روسيا اليوم