خاص- الاضطراب الهضمي عوارضه ومخاطره .. والدولة غائبة- ريبيكا مرهج

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, November 16, 2022

خاص الكلمة أونلاين
ريبيكا مرهج

كما تجري العادة في لبنان المعرفة منقوصة والدولة غافلة عن المتابعة، نحن نتحدث عن مرض ، يمكن ان يؤدي الى الموت ، بالرغم من قلة ذكره لكن يكثر المصابين به في لبنان، وهو مرض "الإضطراب الهضمي".

هذا المرض بحسب المدربة الصحية لأمراض المناعة الذاتية وصحة الأمعاء السيدة نسرين واكيم صوايا هو مرض مناعي يدعو الجسم لردة فعل عند تناول أي أطعمة تحتوي على gluten مثل القمح، الجودار، والشعير أي الحبوب التي تحتوي على مادة الـ Gliadinine. عند تناول المريض أي من الأطعمة التي تحتوي على هذه المكونات يمكن أن تترجم ردة الفعل على عدة أشكال:
- الإسهال أو الإمساك
- النفخة
- ألم المفاصل
- الأكزيما
- نقص حاد بالفيتامينات
- ارتفاع قوي بأنظيم الكبد
- عدم النمو لدى الأطفال وقلة التركيز
- ألم الرأس القوي عند الكبار
هناك فوق الـ 330 عارض يختلف بين مريض وآخر، وفي بعض الاحيان يكون المرض صامت عند البعض ولا يظهر إلا في فحص الدم.
في لبنان يعتبرونه مجرد نظام غذائي وأن مأكولاته للأغنياء فقط بسبب غلاء اسعارها، فربطة الخبز المؤلفة من 5 أرغفة الخالية من الغلوتين يتراوح سعرها بين 100 و150 ألف ليرة، أما ربطة المعكرونة بين الـ 150 والـ200 ألف ليرة، وغيرها من المأكولات الباهظة الثمن.
لكن بحسب صوايا فإن المجتمع اللبناني أضحى على معرفة أكثر بهذا النوع من الحساسية بسبب البرامج التوعوية التي تعرض على الشاشات وأن النظرة اللبنانية والعربية وحتى الغربية بدأت تتبدل. وعند سؤالها حول وجود مؤسسات أو جمعيات تعنى بهذا الموضوع أكدت المدربة الصحية أن لا جمعيات في لبنان حتى الآن، كان هناك واحدة في القدم لكنها تفككت، واليوم "نعمل على إعادة إنشاء جمعية جديدة من المفترض أن تكون جاهزة قبل العام الجديد".

وأضافت صوايا أنه في لبنان "نحن بحاجة لإنشاء برامج توعية في المدارس والجامعات لجميع أنواع الحساسية ليس فقط الـCeliac خصوصًا أن نسبة المصابين بهذه الحساسية تتزايد عامًا بعد آخر جراء النظام الغذائي المعتمد".

وعن دور الدولة وحضورها في هذا الموضوع، بأسف شديد قالت نسرين أن "الدولة غائبة ، فلا يمكن الإعتماد عليها بالمبادرة الذاتية، بل نحن نعمل على تفحص المنتجات المزيفة بأنفسنا أي التي تزور فحص الغلوتين أي التي تضع أنها خالية منه لكنها في الحقيقة تحتوي عليه، ونرفع الشكوى مباشرة إلى وزارة الإقتصاد التي تعمل بعدها على حل المشكلة". وفي موضوع مراقبة الأسعار أكدت أن "الوزارة لا تستطيع ضبط الأسعار لأن المكونات التي تستخدم في صناعة المنتوجات ليست محلية، كون المنتجات اللبنانية للأسف لا يمكن الوثوق بصحة فحصها، وفي ظل وجودها في الأسواق اللبنانية الدولة غائبة عن لعب دورها".

وأضافت أن "الأسعار لا تحتمل في لبنان، لأن مجرد وجود وسم Gluten free على المنتج تضرب الأسعار عشرة مرات، لكن الخبر الجيد ان مريض الإضطراب الهضمي يستطيع الوصول إل بديل، أنا أدعو كل شخص أن ينضم إلى مجموعتنا لنستطيع مساعدة بعضنا البعض،ونصنع طحين من الحبوب الكاملة الذي من خلاله يمكننا إعداد الخبز والمعكرونة وغيرها".

ودعت صوايا الجميع لمقاطعة المنتوجات ذو الأسعار الخيالية "لأنه لدينا مرض، وعلاجنا هو حميتنا، ونحن مرغمين على تناول المنتوجات الخالية من الغلوتين وليس من أجل التباهي بحمية معينة".
إذا مثل كل الأمراض التي تتطلب متابعة مدى الحياة الدولة غائبة، والغني وحده من يستطيع أن يستمر في أي علاج أما المواطن الفقير اللبناني مصيره إما المعانات أم مد يده للمساعدة إلى حين استفاقة الدولة، وإلى حينها دمتم سالمين.