خاص- عن خطيئة فرنجية مخطط الحزب وباسيل "الشرير" ويد نصرالله التي تؤلمه- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, November 11, 2022

خاص الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

لا يشبه تعاطي حزب الله مع ملف الانتخابات الرئاسية بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون تعاطيه معها قبل ذلك. فالحزب الذي ورغم دخولنا في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس في أيلول الماضي، كان لا يزال يراعي العونيين ويقف عند خاطرهم بالكامل، حتى انه لم يفاتحهم يوما قبل مغادرة عون القصر الجمهوري باسم مرشحه الرئاسي المفضل وان كانت كل المعطيات تؤكد ان رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية متقدم بأشواط في هذا المجال على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. منذ مطلع الشهر الجاري، يمكن الحديث عن نفس جديد يعتمده الحزب في مقاربة الاستحقاق الرئاسي وان كانت النتيجة في الجلسات لا تزال تصويت نوابه بأوراق بيضاء.

وتشير المعلومات الى انه خلال لقاء باسيل مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لم يطلب الأخير بشكل مباشر من رئيس "التيار" اعتماد فرنجية مرشحا، الا انه سرد له أهمية وصول شخصية كفرنجية منتمية بشكل كلي لـ"المحور" الى الرئاسة الأولى مصورا اياه مكسبا للفريق السياسي الذي ينتمي اليه الطرفين. وكما لم يُحرج نصرالله باسيل بطلب من هذا النوع تجنب الأخير احراج أمين عام الحزب بابلاغه رفضه بالسير بفرنجية بطريقة فجة، لذلك فضّل اللجوء الى الاعلام في الأيام التي تلت اللقاء ليجدد موقفه الرافض بالمطلق لتصويت نواب "لبنان القوي" لفرنجية.

ولا تخفي مصادر مطلعة على موقف الحزب امتعاضها لمقاربة باسيل للملف الرئاسي "خاصة وانه يدرك ان حظوظه شبه معدومة في المرحلة الراهنة، ولو كان الامر خلاف ذلك لما تردد لحظة باعلان ترشحه"، لافتة الى انه في "أفضل الاحوال هو قادر على الحصول على اصوات تكتله الـ21 اضافة لأصوات الحزب الـ15 اي ان النائب ميشال معوض يتقدم عليه رئاسيا".

وما يبدو واضحا ان الحزب وباسيل هما راهنا في حالة كباش لكن كل منهما يتمسك بالآخر ويرفض كسر الجرة معه، من هنا كان قرار "الوطني الحر" التمسك بالورقة البيضاء لعدم اضعاف التكتل امام التكتل الآخر الذي يصوت لفرنجية، اضف ان ذلك سيعني تبني العونيين سياسة "التغييريين" الذين يضعون أسماء يدركون انها غير قادرة على تحقيق اي خرق يذكر.

وبحسب المعلومات أيضا، ليس قرار الحزب عدم التصويت لفرنجية راهنا مرتبط بمراعاة خاطر باسيل انما لرفضه خوض معركة يعتبرها خاسرة أقله وفق المعطيات الراهنة، لذلك ينكب على اجتذاب 65 نائبا يصوتون معه لرئيس "المردة" قبل خوض معركته. وتقول مصادر مطلعة ان "الحزب يعتقد انه قادر في توقيت وظرف معين على اقناع باسيل مجددا بالسير بفرنجية خاصة واذا كان الخيار النهائي بينه وبين قائد الجيش العماد جوزيف عون، بالمقابل، يبدو باسيل واثقا من انعدام حظوظ فرنجية نتيجة الموقف السعودي منه، فحتى خطوته بالمشاركة في المؤتمر الذي نظمه السفير السعودي حول مؤتمر الطائف ليست مؤثرة بأي شكل من الاشكال في موقف الرياض التي أعلنت صراحة تبني خيار المرشح السيادي الذي لا ينطبق على فرنجية".

وتتحدث المصادر عن "احتمال اشبه بـ"مخطط شرير" لجهة ان يكون الحزب وباسيل بخلاف ما يعلنانه متفقين على مقاربة الملف الرئاسي، فيظهر حزب الله بالعلن كمتمسك بفرنجية وساع لايصاله، فيقوم بذلك بواجبه الاخلاقي تجاه حليفه وهو يدرك ان لا حظوظ لفوزه، لكنه في حقيقة الامر يسير بخيار باسيل ايا كان هذا الخيار من منطلق ان الغطاء المسيحي الذي يؤمنه له "الوطني الحر" لا يمكن استبداله بأي غطاء آخر وبالتالي سيبقى رئيس "الوطني الحر" يمسك نصرالله باليد التي تؤلمه".

وتعتبر المصادر ان "خطيئة فرنجية في العام 2016 ورفضه السير بالعماد عون رئيسا وتمكسه بالعداء للعهد، يدفع ثمنها اليوم، فلو سار بعون بالامس كان باسيل سيجد نفسه محرجا اليوم ومضطرا على السير به، وبالوقت عينه يؤسس بذلك لرئاسته عام 2028...اما اليوم فالرجلان يدوران في حلقة مفرغة وحظوظهما ضعيفة جدا".

بالمحصلة، يعول الحليفان اللدودان حزب الله والتيار الوطني الحر على من يصرخ منهما أولا، فهل يكون الحزب فيتنازل عن فرنجية ويسير بمرشح يطرحه باسيل يكون أبه الروحي، ام يصرخ باسيل فيسير بفرنجية ولكن بشروطه القاسية؟