خاص- انهيار حائط مدرسة الأميركان في طرابلس مفتعل؟- سحر الزرزور

  • شارك هذا الخبر
Thursday, November 3, 2022


خاص- الكلمة اونلاين
سحر الزرزور

ماغي محمود، ابنة ال16 عاماً، هي التي قضت بعد سقوط سقف غرفة في مدرسة الأميركان الرسمية المختلطة في جبل محسن. لا بد أن تكونوا قد سمعتم باسمها، كيف لا وقد اعتدنا أن نتعرف على بعضنا البعض وأن نتذكر بعضنا البعض في لبنان بعد كارثة أو فاجعة!
السبب الأساسي لوقوع هذه الحادثة هو انه منذ فترة تم فتح غرفتين متلاصقتين، وتم استبدال الحائط ببناء قنطرة مكانه لتوسيع الصف. وقد قام مفتشون من وزارة التربية بالكشف على مبنى المدرسة مع التأكيد على انه لا يوجد اي خطر، رغم انه قديم العهد. وهنا كانت المفاجأة، سقوط القنطرة ووقوع ضحايا.

ليس مستغرباً ان تسبب مثل هذه الحادثة الصادمة حالة غضب شديدة في صفوف سكان طرابلس، ولدى أهالي الطلاب الذين طالبوا بالمحاسبة. والغضب نفسه انعكس على وسائل التواصل الاجتماعي التي ضجت بالحادثة، وتناقل روادها صور الضحية ومقاطع مصورة للحظة الانهيار، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الإهمال الواقع. فهل من محاسبة؟

من يرى الاهتراء في الدولة لا يستغرب ما حصل في طرابلس، هكذا علّق النائب السابق د. مصطفى علوش ابن طرابلس للكلمة أونلاين على هذه الحادثة، مشيراً الى أن هذه المشهدية تتكرر بشكل دائم انطلاقاً من غرق المراكب والموت اليومي للمواطنين بالرصاص الحي في قلب المدينة بسبب خلافات محلية. فما حصل في مدرسة الأميركان الشبه مجانية هو جزء لا يتجزأ من الاهتراء الحاصل في البلد بأكمله.
وحالة المدارس الرسمية في طرابلس لا تختلف كثيراً عن المدرسة المنكوبة، فقد أشار علوش الى أن وضعها صعب جداً، خصوصاً وأن وزارة التربية غير قادرة على التعامل مع أعداد الطلاب، كما أنها لا تستطيع أن تؤمن حاجات هذه المدارس من رواتب للأساتذة أو فيول للتدفئة.
وتعليقاً على الكشف الذي قام به مفتشو الوزارة على المدرسة، اعتبر علوش أن هذا الملف بحاجة الى تحقيق جدي، الا أن الاخير لا يؤمن بأننا سنصل الى نتيجة واضحة بهذا الخصوص، كملف انفجار المرفأ وملف القوارب غير الشرعية.
وأردف أنه من الممكن أن يكون موضوع مفتشي التربية صحيحاً وسط مجموعة من الاحتمالات: ربما انهم أعطوا تقريرهم دون أن يكشفوا على المبنى، أو أنهم لم يكشفوا على المبنى بمهنية، أو انهم اقروا بصلاحية المبنى بالاتفاق مع جهة ما للتغطية على فضيحة معينة.

اذاً، من الواضح أن عاصمة الشمال، المصدّرة للسياسيين والزعماء ورؤساء الحكومات، لا ولن تجد من يعيلها. والواقع أنه في بلد الحرف والانفتاح والثقافة وحقوق الانسان، حتى العلم أصبح بخطر. فبين اهمال البعض ومصلحة البعض الآخر، من قال أن المدارس الرسمية في المناطق اللبنانية غير مهددة بالانهيار؟