خاص- "الحزب" بين مطرقة عون وسندان بري مجدداً.. إلى حفلة الجنون در! - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 30, 2022

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

لم تنتظر حركة "أمل" ورئيسها نبيه بري مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا لكسر الجرة. ارتأى القيمون على الحركة كسرها قبل ساعات من نهاية الولاية الرئاسية بعدما فاض الكوب بين العدوين اللدودين اللذين حاولا جاهدين طوال 6 سنوات امتصاص النقمة على بعضهما البعض بتمن من حليفهما المشترك حزب الله. هما وان كانا فقدا السيطرة على هذه العملية عند بعض المنعطفات، الا انهما كانا يعودان الى قواعدهما سالمين لأن الحزب بمون. لكن ما كان قبل مغادرة عون الكرسي الرئاسي يبدو واضحا انه لن يكون كما بعده لا بالنسبة لـ"الثنائي" عون وباسيل اللذين يخططان على ما يبدو للانتقام ممن أفشل العهد، ولا لبري الذي كان يعد الايام لوصول الولاية الرئاسية لنهاياتها.

بالأمس مقدمة أخبار تلفزيون nbn التابع لبري التي هاجمت بشدة عون وبتعابير ومصطلحات غير مسبوقة كانت بمثابة صفارة انطلاق المعركة المفتوحة والعلنية بين الطرفين، وان كان رئيس "الوطني الحر" كما الرئيس عون مهدا لها، ان من خلال اتهام الأول ميقاتي بدعم من بري بقرار بعدم تشكيل حكومة جديدة منذ تكليفه او من خلال تصويب رئيس الجمهورية على الحوار الذي يخطط رئيس البرلمان للدعوة اليه واعتبار ذلك خارج عن صلاحياته.

فبعدما كان العونيون طوال المرحلة الماضية، أقله بالعلن، يحاولون الصاق مسؤولية عدم التأليف للاستحواذ على صلاحيات الرئاسة الاول بميقاتي، باتوا اليوم يقولونها بالفم الملآن ان "بري هو الذي يحرك ميقاتي ويشجعه على عدم التأليف للامساك بالبلد بعد عودة عون الى الرابية".

وبات واضحا أن "التيار الوطني الحر" وبعد احتفال مغادرة عون قصر بعبدا، سيتفرغ لخطوات تصعيدية أعدها بتأن وأطلع عليها حليفه حزب الله وأمينه العام خلال لقاء جمع الاسبوع الماضي باسيل بالسيد نصرالله. فحتى وان كان التكتم سيد الموقف بخصوص هذه الخطوات، تؤكد مصادر مطلعة ان "التيار" سيلجأ الى تصعيد يبدأ بالسياسة من خلال خطوات "دستورية" كتوقيع مراسيم استقالة الحكومة مرورا باعلان عدد كبير من الوزراء عدم استعدادهم للمشاركة بأي اجتماع للحكومة يدعو اليه ميقاتي، وصولا لخطوات بالشارع في حال أصر ميقاتي على جمع ما تبقى من وزراء واتخاذ اي قرار كان. وتشير المصادر الى ان كل الخطوات التي تقرر اتخاذها منسقة تماما مع حزب الله الذي يغطيها، على ان تبقى قنوات التواصل مستنفرة لاتخاذ اي قرارات جديدة بناء على المستجدات.

ولا شك أن حزب الله لا يجد نفسه مرتاحا على الاطلاق لما آلت اليه الأمور، هو الذي بذل جهودا مضنية للتصدي لوصول البلد الى نهاية ولاية عون من دون انجاز عملية تشكيل الحكومة، لذلك وضعه اليوم أقرب ما يكون لكونه بين مطرقة عون وباسيل وسندان بري. فلا هو قادر على التصدي للاستنفار العوني ولا يستطيع كبح جماح بري الناقم والمحتقن من 6 سنوات من حكم عون. وتشير المصادر في هذا الاطار الى ان الحزب يعرف تماما كيف يدوزن علاقته بحليفيه فقد مر بما هو أصعب من هذه المرحلة ونجح بتخطيها، لافتة الى ان "هذا الضغط والمخاوف من تحول الجدل والفوضى الدستورية الى مواجهات في الشارع قد تنفع معه مقولة "لا تكرهوا شيئا عليه خيرا" اذ انه قد يسرّع عملية انتخاب رئيس للجمهورية التي يفترض أن تكون أولوية الأولويات في هذه المرحلة".

ولم يعد خافيا ان فريقي الصراع في البلد يلعبان بالنار، فكلاهما يعتبران ان من مصلحتهما اثارة الغرائز الطائفية. سواء "الثنائي" عون – باسيل الذي يبدو بأمس الحاجة لشد عصب شارعه المنهك من أزمات السنوات الـ6، او ميقاتي الذي لا زال يحاول ان يكسب ود دول الخليج ويسقط عن نفسه حقيقة انه الرئيس الذي كلفه حزب الله تشكيل الحكومة، وهو يحاول ان يقوم بذلك من خلال التصدي لمطالب ورغبات باسيل.

بالمحصلة، ورغم كل التوقعات بأن القوى المعنية لن تجازف بملامسة سيناريو الفوضى وبأنها ستلجأ لتشكيل حكومة في الربع ساعة الأخيرة، الا انها وكعادتها تفاجىء الداخل والخارج بلا مسؤوليتها وتبديتها اجنداتها ومصالحها الخاصة على مصلحة لبنان واللبنانيين..لذلك أهلا بكم بحفلة جنون جديدة ستضع البلد مجددا على كف عفريت!