فتاتان إيرانيتان تتحولان إلى رمز جديد للاحتجاجات بعد مقتلهما

  • شارك هذا الخبر
Friday, October 14, 2022

تحولت فتاتان إيرانيتان تبلغان من العمر 16 قتلتا على يد قوات الأمن إلى رمز جديد للاحتجاجات المناهضة لنظام حكم رجال الدين إلى جانب مهسا أميني التي توفيت بعد احتجازها من قبل شرطة "الأخلاق" في طهران وأشعلت شراراة الاحتجاجات.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن سور نيكا شاكرمي وسارينا إسماعيل زادة، اللتان قتلتا بطريقة وحشية، انتشرت في جميع المدن الإيرانية التي تشهد احتجاجات هي الأكبر منذ أكثر من عقد.

وأضافت أن المحتجين الغاضبين من السلطة يرفعون صور مهسا أميني إلى جانب نيكا وسارينا ويلصقونها على الجدران، فيما تضج حناجر المتظاهرين بشعارات تندد بمقتلهما.

وذكرت منظمة العفو الدولية وتقارير على وسائل التواصل الاجتماعي أن قوات الأمن قتلت سارينا إسماعيل زادة عندما ضربتها بالهراوات على رأسها خلال احتجاجات.

وساقت السلطات في وقت سابق سببا مشابها لوفاة نيكا شاكرمي البالغة من العمر 17 عاما، التي يقول نشطاء إنها قُتلت في طهران خلال المشاركة في مظاهرة.

وقالت السلطات إن الشابتين انتحرتا بالقفز من فوق أسطح المنازل. وكرر أفراد الأسرة تلك الرواية الرسمية عندما ظهروا على التلفزيون الحكومي، لكن أقارب الضحيتين يقولون إن ذلك حدث بالإكراه، وأنهم تعرضوا للتهديد بل وحتى التهديد بالسجن لردعهم عن قول ما حدث بالفعل لنيكا وسارينا.

وتشير الصحيفة إلى نيكا، التي، تسكن طهران، اشتركت بالاحتجاجات بعد أربعة أيام من وفاة أميني، حيث ظهرت في مقطع مصور وهي تقف بتحد فوق حاوية قمامة وشعرها الأسود مشدود للخلف قبل أن ترمي حجابها في النار وسط هتافات "الموت للديكتاتور" من قبل حشد من الشباب يقف الى جانبها.

اختفت نيكا ليلة 20 سبتمبر من شارع بوسط طهران حيث اشتبكت قوات الأمن مع المتظاهرين.


وقالت والدتها في رسالة وجهتها عبر مقطع فيديو نشره راديو فردا إن آخر مكالمة هاتفية لنيكا كانت قبل منتصف الليل بقليل وإنها كانت تسمع المتظاهرين وقوات الأمن وهم يصرخون.

بحثت الأسرة عنها في مراكز الاحتجاز، ولكن دون جدوى، وبعد عشرة أيام تلقت عائلتها مكالمة من السلطات تبلغهم فيها أن بإمكانهم استلام جثتها من المشرحة في وسط طهران، وفقا للصحيفة، مشيرة إلى أن والدتها أكدت جمجمتها كانت مهشمة وكسرت أسنانها وخلعت عظام وجنتيها.

بعد يومين من اختفاء نيكا، انضمت سارينا إسماعيل زاده إلى الاحتجاجات في كرج إحدى ضواحي طهران، إلى جانب بعض زملائها في المدرسة، وفقًا لمجموعات حقوقية وصحفيين إيرانيين.

في المظاهرة، أمسكت قوات الأمن بسارينا، التي كانت تدرس في ثانوية للمتميزين، وضربت رأسها بهراوة مرارا وتكرارا، وفقًا لمنظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان الإيرانية.

نقلت بعدها إلى المستشفى، لكن الأطباء في غرفة الطوارئ لم يتمكنوا من انقاذها بعد أن نزفت الكثير من الدماء.

تلقت والدة سارينا، التي تعالج من ورم في الدماغ، مكالمة هاتفية من السلطات حوالي منتصف الليل للذهاب إلى المستشفى والتعرف على جثة ابنتها، لكن السلطات لم تسمح لها برؤية الجثة.

وخلال الجنازة التي اقيمت في اليوم التالي، أحضرت قوات الأمن جثة سارينا ملفوفة بقطعة قماش بيضاء، وسمحت للأم بإلقاء نظرة سريعة على وجهها قبل دفنها، حيث لاحظت تهشم جزءا من جبينها.

ظهرت بعدها والدة سارينا، التي بدت مشوشة، مرتين على التلفزيون الحكومي حيث كررت الرواية الرسمية بأن سارينا قفزت من مبنى وانتحرت.

لكن أقارب الضحية أبلغوا الصحيفة أن قوات الأمن هددت بأنه في حال لم تؤكد والدة سارينا الرواية الرسمية، فإنهم سيعتقلون ولدها الوحيد.

وأطلقت وفاة أميني (22 عاما) وهي محتجزة لدى شرطة الأخلاق شرارة احتجاجات في أنحاء إيران مستمرة منذ أربعة أسابيع، في مظاهرات شكلت أكبر تحد منذ سنوات لرجال الدين الذين يحكمون إيران.

وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن أكثر من 150 شخصا قتلوا وأصيب المئات واعتقل الآلاف في حملة قمع شنتها قوات الأمن للاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة أميني. ونددت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بهذه الحملة.

ولعبت النساء دورا بارزا في الاحتجاجات حيث لوحت بعضهن بأغطية الرأس وأشعلن فيها النار. كما شاركت طالبات من المدارس الثانوية.