خبراء اقتصاد ألمان: سنخرج جميعا من الأزمة أكثر فقرا

  • شارك هذا الخبر
Sunday, September 25, 2022

أدى التراجع الحاد في القوة الشرائية والتضخم المرتفع بسبب ارتفاع أسعار الطاقة للشركات إلى دخول الاقتصاد الألماني مباشرة إلى الركود، وفقا لاستطلاع رأي شمل خبراء اقتصاد.
وبينما توقع مارك شاتنبرج، الخبير لدى مركز "دويتشه بنك ريسيرش"، تقلصا في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 3.5 في المائة العام المقبل، رأى خبراء آخرون أن التراجع سيكون أقل حدة إلى حد ما، لكنه سيطول جميع مجالات أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقالت فريتسي كولر-جايب، كبيرة الاقتصاديين في بنك التنمية الألماني الحكومي "كيه إف دابليو": "سيترك الانكماش الاقتصادي بصماته على سوق العمل"، مضيفة أنه من المتوقع أن تعاني الأسر وقدرتها الشرائية خصوصا خلال هذه الأزمة. وأضافت "بسبب التضخم المرتفع، تدهور الوضع المالي للأسر بشكل كبير منذ بداية العام".
ويتبنى شاتنبرج رأيا مشابها، حيث قال: "سيتعين على نسبة كبيرة من الأسر التعامل مع خسائر واضحة في الدخل الحقيقي". ولخصت كاتارينا أوترمول، الخبيرة الاقتصادية في مجموعة "أليانز" للتأمين، الوضع بشكل أكثر وضوحا: "سنخرج جميعا من الأزمة أكثر فقرا"، مضيفة أن ألمانيا تمر حاليا بأسوأ أزمة خلال الـ50 عاما الماضية، هذا يقزم من الأزمة المالية الكبيرة وأزمة ديون منطقة اليورو".
وأكدت أوترمول ضرورة الحد من عواقب التضخم من خلال تدابير السياسة المالية من قبل الدولة من ناحية، ومن خلال مدخرات الأفراد من ناحية أخرى.
ويرى البنك المركزي الألماني "بوندسبنك" في نشرته الشهرية الصادرة أخيرا، أن ألمانيا دخلت مرحلة "تراجع واضح ومعمم ومستديم" لاقتصادها على خلفية ارتفاع تكاليف الطاقة على الشركات.
وكتب "بوندسبنك" في مذكرة طغى عليها التشاؤم، أن "مؤشرات الانكماش تتزايد" في الاقتصاد الألماني، وهي ناجمة في معظمها عن "الشروط العامة للعرض الاقتصادي، خصوصا إمدادات الطاقة، التي تدهورت إلى حد كبير إثر الحرب الروسية - الأوكرانية".
وتابعت المؤسسة المالية، أن التضخم الذي يواصل الارتفاع وقارب 8 في المائة في أغسطس، والغموض المخيم حول مستقبل إمدادات الطاقة وأسعارها، سيضران بالقطاعات "المستهلكة للطاقة"، التي تعول خصوصا على الغاز، من خلال التأثير في صادراتها واستثماراتها، وكذلك في "الاستهلاك الخاص ومزودي الخدمات الذين يعولون عليها".
وبعد وقف إمدادات الغاز الروسي لألمانيا، التي كانت تعتمد عليه بنسبة 55 في المائة قبل الحرب في أوكرانيا، حذر البنك المركزي أن الإمدادات ستكون "في غاية الصعوبة خلال الأشهر المقبلة".
وبعدما سجل إجمالي الناتج المحلي زيادة متواضعة قدرها 0.1 في المائة في الفصل الثاني من العام، توقع "بوندسبنك" أن "يتراجع بشكل كبير في الفصل الرابع" و"على الأرجح خلال الفصل الأول من العام المقبل"، دون أن يورد أرقاما محددة.
وفي سياق متصل، أعلنت شرطة المسطحات المائية في ألمانيا أمس، إغلاق نهر موزيل عند مدينة كوشيم غربي البلاد أمام حركة السفن بسبب حادث تصادم بين سفينة شحن وفندق عائم.
وأوضحت الشرطة أن أسباب تصادم السفينتين في منطقة ضيقة بالممر المائي الجمعة لا تزال غير معروفة بعد. وذكرت أن الحادث أسفر عن خروج سفينة الشحن عن المسار واصطدامها بجدار رصيف مائي، فيما لم يسفر الحادث عن وقوع شيء للفندق العائم واستطاعت السفينة الفندقية مواصلة رحلتها بعد التصادم، ولم تقع إصابات جراء الحادث.
وقال متحدث باسم الشرطة إن سفينة الشحن علقت في قاع النهر، وسيتم انتشالها، مشيرا إلى أنه سيتم إيقاف حركة السفن في نهر موزيل عند مرتفع مدينة بريدرن.
ونظرا لأن ارتطام سفينة الشحن بالرصيف المائي أدى إلى تساقط أحجار من الرصيف على إحدى الطرق المجاورة، فقد تم إغلاق هذا الطريق لبعض الوقت، وذلك بعد حدوث تلفيات في سيارة مرت من فوق بعض الكتل الحجرية. ولم يتم تقدير قيمة الأضرار المادية الناجمة عن الحادث بعد.


الاقتصادية