صحيفة إسرائيلية: ماذا لو صدق "السيّد" في تهديداته؟
شارك هذا الخبر
Wednesday, August 10, 2022
جاء في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبريّة:
الحكومة الانتقالية برئاسة يئير لبيد اجتازت بنجاح زائد اختبار “بزوغ الفجر” في غزة، لكن لن تسمح لنفسها حتى ولا بدقيقة واحدة من الارتياح.
لكن الاختبار التالي، وهو أصعب وأعقد بأضعاف، ينتظر خلف الزاوية مع حلول الأسبوع الثالث من الشهر القادم؛ عندما يبدأ، كما هو مخطط، التنقيب في طوافة الغاز كاريش أمام شواطئ لبنان.
تهديدات حسن نصر الله لضرب الطوافة إذا لم تضمن “كل حقوق” لبنان في مجال إنتاج الغاز، أدت إلى تسريع الاتصالات بين إسرائيل ولبنان من خلال الوسيط الأمريكي في مسعى لعقد الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بينهما قبل بدء التنقيب.
الوسيط، عاموس هوكشتاين، مكث في لبنان الأسبوع الماضي، ومن هناك انتقل إلى إسرائيل. كل الأطراف تبث تفاؤلاً، ولكن ليس ثقة تامة بإمكانية الوصول إلى توقيع في رأس الناقورة في هذا الزمن القصير.
ولتشديد الضغط، قال مصدر مقرب من “حزب الله” إن تنظيمه وإن كان “لا يشارك” في المفاوضات ويبقي ذلك لممثلي حكومة لبنان، لكنه لن يكتفي بالتقارير فقط عن الاتفاق المتبلور، وسيصر على “رؤية الورقة النهائية” قبل مصادقته.
لليونانيين، المشاركين في الملكية على الطوافة الذين حاولوا الاستيضاح من “حزب الله” ما إذا كان نصر الله جدياً بالفعل في تهديداته، قيل إنه خيراً يفعل إذا ما أبعدوا الطوافة عن المكان “لأننا لن نتمكن من ضمان ما يحصل”.
في التقارير الأخيرة من لبنان، قيل إن الوسيط الأمريكي بلغ محادثيه هناك بأن “إسرائيل لا تعتزم بأي حال الاستسلام لابتزاز نصر الله”. لكن لا يعني ذلك أن تهديداته تؤخذ بخفة.
لقد عقد “الكابينت” الأمني الأسبوع الماضي، بحثاً في الموضوع بمشاركة كبار رجالات جهاز الأمن، وواضح للجميع بأن “حزب الله” لا يشبه الجهاد الإسلامي بأي حال: لا بكمية الصواريخ الهائلة التي تحت تصرفه (أكثر من 100 ألف، على حد زعم قائد الحرس الثوري الأسبوع الماضي)، ولا بالمدى، ولا بمستوى دقة بعضها، ولا في مجالات أخرى، مثل إدارة المعركة وسلسلة القيادة.
مغامرة نصر الله
سطحياً، هناك ما لا يقل عن سببين ينبغي أن يجعلا نصر الله يمنعاه من الخروج إلى مغامرة عسكرية مع إسرائيل: الأول، مكانته الجماهيرية في لبنان التي هي في أسفل الدرك؛ فالشبكات الاجتماعية تتهمه بأنه المسؤول الحصري عن تحطم الدولة ومعاناة ملايين المواطنين الذين يصعب عليهم البقاء: “نريد أن ننتج الغاز لا أن تجرنا إلى حرب أخرى مع إسرائيل”.
والسبب الآخر يرتبط بالاستنتاج الذي يجدر به أن يستخلصه من أنماط عمل الجيش الإسرائيلي في حملة “بزوغ الفجر”، وخصوصاً من التحسين الدراماتيكي في أداء القبة الحديدية والاستخبارات الدقيقة التي سمحت لإسرائيل بتصفية مسؤولي التنظيم. هكذا مثلاً يروون في غزة بأن قائد اللواء الجنوبي الذي صفي، خالد منصور، لم يعتقد أنهم سيصلون إليه كونه اختبأ في مبنى في عمق مخيم اللاجئين في رفح، وكان محوطاً بمبان أخرى بكل جوانبه.
المسألة هو أن أحداً لن يكون واثقاً من أن نصر الله قد تعلم الدرس المزدوج وسيحذر بأضعاف على ألا يكرر الخطأ الذي أدى به في 2006 إلى حرب ضد إسرائيل وتدمير الضاحية الجنوبية في بيروت.
في تهديداته الأخيرة، تسلق على شجرة عالية جداً، ومن شأنه أن يفكر خطأ بأن إطلاق النار نحو طوافة كاريش ستنتهي بمواجهة محدودة مع إسرائيل، ثم سيدعي النصر في نهايتها مثل الجهاد الإسلامي في غزة. وهذا على ما يبدو هو الاختبار التالي لحكومة لبيد.