التلغراف- ماذا وراء "حملة إيران غير المسبوقة" ضد الأقلية البهائية؟

  • شارك هذا الخبر
Sunday, August 7, 2022

صحيفة التلغراف نشرت تقريراً بعنوان "إيران تشن حملة قمع كبيرة على أقلية البهائية الدينية".

وتحدث التقرير، الذي حمل توقيع مراسل الصحيفة في القدس جيمس روثويل، عن أن "الأقلية الدينية البهائية في إيران تواجه أسوأ حملة قمع لها منذ عقود بعدما نفذت طهران موجة من عمليات هدم المنازل واعتقلت قادة رئيسيين".

وأضاف التقرير: "نزل عدة مئات من العملاء الإيرانيين هذا الأسبوع إلى روشانكوح الضعيفة في محافظة مازندران، حيث صادروا 20 هكتاراً من الأراضي وهدموا ستة منازل على الأقل".

وأوضح التقرير أن: "إيران اعتقلت العديد من قادة الطائفة البهائية الذين تزعم أنهم يتجسسون لصالح إسرائيل، وهي تهمة كثيراً ما وجهها النظام إلى الأقلية بأدلة ضئيلة".

وأشار إلى أن: "قادة المجتمع المحلي يقولون إن إيران أغلقت عشرات الشركات البهائية في جميع أنحاء البلاد في الأيام الأخيرة، في حين لم تقدم الدولة أي دليل على أن أياً من أولئك الذين وقعوا في قبضة القمع قد انتهكوا أي قوانين".

وقال التقرير إن: "الديانة البهائية، التي تأسست في القرن الـ19 في إيران، ليست غريبة على الاضطهاد، وكثيرا ما استخدمت ككبش فداء عندما تواجه البلاد اضطرابات داخلية أو ضغوطاً دولية".

وأضاف: "على الرغم من أنهم أكبر أقلية دينية في إيران، إلا أن النظام يعتبر معتقداتهم هرطقة. ويقع مقر الديانة في مدينة حيفا شمال إسرائيل، وهي حقيقة يستخدمها النظام للتنديد بالعقيدة".

واعتبر التقرير أنه: "يمكن ربط الجولة الأخيرة من الاعتقالات بتهم التجسس بالإحراج في طهران بسبب سلسلة من العمليات الإسرائيلية البارزة هذا العام والتي كشفت جوانب رئيسية من البرنامج النووي للنظام وأدت إلى إقالة رئيس مخابراته".

ونقلت الصحيفة عن الممثلة الرئيسية للمفوضية البهائية الدولية لدى الأمم المتحدة قولها إن: "هناك مخاوف من أن إيران قد تشرع في أكبر جولة من الاضطهادات منذ الثورة الإسلامية".

وقالت بني دوغال: "البهائيون على دراية جيدة بالاضطهاد والهجمات التي تشنها الحكومة [الإيرانية]، لكن الطبيعة الصاخبة للهجوم الحالي غير مسبوقة تقريباً".

وأضافت: "يعود الأمر إلى السنوات الأولى للجمهورية الإسلامية في الثمانينيات وبعد ذلك بقليل عندما كانوا يهاجمون المجتمع بشراسة... من الصعب معرفة سبب هذا الازدياد [في الاضطهاد] لكنه يأخذ أبعاداً مقلقة للغاية".

وأشار التقرير إلى أنه: "خلال اضطهادات الثمانينات، تعرض أعضاء الديانة البهائية للهجوم من قبل غوغاء، وعذبوا وأعدموا، في حين ترك الناجون بلا مأوى بسبب هجمات الحرق العمد ضد مجتمعاتهم".

وقالت دوغال إن: "اللجنة ستكتب قريباً إلى أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، تحثه على إثارة القضية مع القادة الدوليين".

وفي حديث للصحيفة، قالت باديده سابتي، المتحدثة باسم مجتمع البهائيين في إيران ومقرها لندن: "كل يوم كانت هناك أخبار جديدة عن اضطهاد البهائيين في إيران، ما يدل على أن السلطات الإيرانية لديها خطة تدريجية تنفذها لاقتلاع الطائفة البهائية المسالمة من إيران".

وأضافت: "أولاً أكاذيب صارخة وخطاب كراهية، ثم مداهمات واعتقالات، واليوم الاستيلاء على الأراضي، والاحتلال، وتدمير المنازل. نناشد المدافعين عن حقوق الإنسان دعم البهائيين، وندعو الحكومة الإيرانية إلى وقف هذه الهجمات القاسية والظالمة".

وقال مراسل التلغراف: "لم يتضح السبب الدقيق للموجة الأخيرة من الاعتقالات والهدم، لكن يمكن ربطها بحملة أوسع نطاقاً بدأت بعد تعيين بديل لرئيس المخابرات الإيراني، ما شهد اعتقال مخرجين سينمائيين والعديد من الأجانب والسياسيين الإصلاحيين البارزين".

وأشار المراسل إلى أن التلغراف "اتصلت بالسلطات الإيرانية في لندن للتعليق لكنها لم تتلق ردّاً فورياً".


BBC