هدايا المقاومة للعدو- بقلم المحامي فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, August 6, 2022


اتخذ الحزب الالهي في لبنان شعاراً وهدفاً له هو حماية الكيان اللبناني وبالمقابل مقاومة الكيان الصهيوني وازالته من الوجود.
انما عملياً ماذا تحقق من شعاراته ووعوده؟
لقد ساهمت هذه الوعود والشعارات بمضاعفة الدعم والمساعدات الاميركية والدولية لاسرائيل، وكذلك شد العصب اليهودي وتدفق التحويلات من مختلف اصقاع الأرض لهذا الكيان ما ادى الى ازدهاره وتطوره، وذلك مقابل انهيار كارثي للدولة اللبنانية وتلاشي مؤسساتها وافلاس قطاعاتها الاقتصادية وتجويع أبنائها وهجرة شبابها.
فعلاوة على استغلال العدو لحالة العداء المعلنة هذه ليشن كل فترة ضربات قاسية على لبنان وشعبه وتدمير بنيانه، فإن الارقام تشكل خير معبّر عن نتائج هذه المقاومة.
فبينما بلغ الناتج المحلي الاجمالي لدولة العدو في العام ٢٠٢٠ مبلغ ٤٠٢ مليار دولار، بلغ الناتج المحلي الاجمالي اللبناني في العام ٢٠٢٠ مبلغ ٣٣ مليار دولار.
وبينما تجاوزت قيمة الودائع المصرفية لدى كيان العدو الألف مليار دولار، يعاني القطاع المصرفي اللبناني من افلاس خطير.
بلغ عدد سواح كيان العدو ٤،٥٥ مليون سائح في العام ٢٠٢٠ من جنسيات مختلفة بمداخيل تجاوزت ٢٣ مليار دولار، في حين لم يتجاوز عدد السواح الى لبنان ١،٦ مليون سائح في أفضل تقديرات، وغالبيتهم من اللبنانيين المهاجرين.
احتل كيان العدو المرتبة ٣٥ على قائمة الدول الأكثر فساداً، في حين احتل لبنان المرتبة ١٧٥ من اصل ١٨٠ الى جانب سوريا واليمن والصومال.
يشهد كيان العدو تطوراً اقتصادياً في مختلف مجالات الانتاج من صناعة وزراعة وطاقة بالمقابل يعاني لبنان من تدمير شامل لمختلف قطاعاته الاقتصادية والانتاجية.
وبينما انفجر مرفأ بيروت ودمر العاصمة واودى بحياة قسم من أبنائها وتدهور لبنان معه الى المرتبة ١١٨ عالمياً لجهة الأمن والآمان، أذ بالنشاط والازدهار ينتقل الى مرفأ حيفا الذي بات يوفر مداخيل متعاظمة لاقتصاد اسرائيل التي تحتل المرتبة ٢٣ عالمياً لجهة الأمن والآمان.
ان المقاومة الجدية التي ترمي فعلاً الى مواجهة العدو وتحجيمه هي التي تبني مجتمعاً سليماً معافى من نتن الفساد ومن تفلت السلاح والجريمة وتُسارِع الى تشييد اقتصاد لبناني متين وقطاعات انتاجية مزدهرة تؤمن على الاقل مقومات العيش والصمود للبنانيين.
تحافظ على الشباب اللبناني وتوفر لهم فرص العمل والاستقرار، تصون كرامة اللبنانيين بالرغيف والطاقة والدواء والطبابة والشيخوخة والثقافة وبتوفير الأمن الاجتماعي لهم.
تفرض وجوباً توحيد اللبنانيين ومنع شرذمتهم وتفعيل سلطة المؤسسات الدستورية والقانونية وانتظام عملها وبناء علاقات دولية متينة تكسر عزلة لبنان وتوفر التعاون والحماية الدولية له.
إن مقاومة أحفاد قورش للعدو تفرض وجوباً، صوّن الوطن، وتسعى وجوباً، الى اضعاف العدو وشرذمته.
إن هذه المعطيات تقود الى السؤال هل نحن فعلاً أمام مقاومة عدو أم إزاء رسم ملامح علاقة سيكشف المستقبل صورتها؟