ماكرون يمنع عقوبات اوروبية على اللصوص الحكام اللبنانيين! بقلم - د علي احمد

  • شارك هذا الخبر
Friday, August 5, 2022

نشرت جريدة لوموند الفرنسيةً
في عددها الصادر بتاريخ ٣ اب الجاري افتتاحية تحت عنوان "الكبرياء خطيئة ماكرون" .


بدأت "لوموند" بالتذكير بآن الرئيس الفرنسي قدم للشعب اللبناني اثناء زيارته لبيروت ،بعد يومين فقط من حصول انفجار المرفأ الكارثي ،في 4/8/2020وعودا كثيرة لم تر النور حتى اليوم ، ومرد ذلك تعنت الطبقة السياسية من جهة ،وضعف الوسائل التي أعتمدت لمعاقبة هذه الأخيرة من جهة ثانية.


مما لا شك فيه , ان زيارة الرئيس ماكرون لبيروت وحواره الصادق والصريح مع شباب المدينة سيدونا في"السجل الذهبي" للعلاقات بين فرنسا و لبنان. فقد توجه الرئيس الفرنسي بعد هبوط طائرته في مطار رفيق الحريري الدولي ، الى مسرح الإنفجار مباشرةً ، وشمر عن ساعديه وخاطب المحاصرين قائلا"انا اعرف وضعكم ،ولم احضر الى لبنان لأقدم أية ضمانة للنظام اللبناني . لقدجئت لامد لكم كشعب يد المساعدة ، ولاقترح ميثاقا سياسياً جديدا. عاش لبنان"


يومها طالب ماكرون أيضآ ، بفتح تحقيق دولي حول أسباب الإنفجار ،وهذا ما كانت تطالب به الأغلبية الساحقة من اللبنانيين ، التي عبرت عن سخطها على الزعامات الطائفية ، التي لم تجرؤ على ملاقاة شعبها الغاضب .

ان استجابة خطاب ماكرون لمطالب أغلبية اللبنانيين ، سببت احراجا للطبقة الحاكمة ، التي لم تستسلم على الرغم من انتفاضة خريف ٢٠١٩ ،( الشراع اطلقت عليها صفة الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية ) والمظاهرات الحاشدة التي أعقبت الإنفجار،وتصدت لمطالب التغيير اللتي قدمها قصر الاليزيه، كشرط مسبق لإصلاح الوضع المالي فافشلتها.

زد على ذلك ان نتائج الإنتخابات النيابية التي جرت في شهر أيار الماضي ،أعادت الى السلطة الطبقة التي تحكم لبنان منذ ثلاثة عقود.

مع ذلك ،

يبقى ان الخطأ الذي وقع فيه ماكرون، هو عدم التزامه بما وعد به شعب لبنان.فهو وعد بالكثير ،ولكنه لم ينفذ سوى القليل . ومن جهة اخرى لجا الى استخدام لغة نارية (فاسدون،نظام مافيوي، خيانة جماعية ...) بيد ان أفعاله لم تصل الى مستوى خطابه ، كما انه خلق امالا يصعب ان تتحقق ، وأعطى انطباعا لانه يلقن الاخرين درساً اخلاقيا، يعلم انه لا جدوى منه . الدليل على ذلك ، هو انه لم يضع تهديداته موضع التنفيذ.

فبعد مضي عام على تبني الاتحاد الأوروبي ترسانة خطوات قانونية تسمح بمعاقبة الشخصيات اللبنانية المتهمة بالفساد ، فان الاتحاد ( الذي ترأسه ماكرون من اول كانون الثاني الى اخر حزيران من العام الحالي)مانعاً ان يدرج اسم اي مسؤول لبناني على اللاءحة السوداء.


يضاف الى ذلك تردد ماكرون بل رفضه التقدم بطلب الى مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحده لتشكيل لجنة تحقيق دولية حول جريمة ٤ اب ٢٠٢٠ ..


لاشك ان ساكن قصر الايليزيه أساء تقدير قدرة النظام اللبناني على الصمود ،كما انه بالغ في تقدير فضاءل ديبلوماسية " التشمير عن السواعد" ، لذا فان لحظات الشجاعة التي اثبتها ماكرون في " حي الجميزة" ستظل ،دون شك،لحظة استكبار عابرة.

الاغرب !

الآن لم يعد ماكرون رئيساً للإتحاد الاوروبي .. وقد تسلم رئيس تشيكيا مكان الرئيس الفرنسي ..

فهل يعمد الرئيس الجديد الى احياء لائحة العقوبات الاوروبية التي تضم عشرات الفاسدين من الحكام ومعاونيهم؟


ماكرون منع عن الفاسدين اللبنانيين الحساب ، لأنه جاء ليحاورهم متوهماً بأنهم سيصدقون وسينفذون ولو جزءاًبسيطاً مما وعدوا به .. فهل يبدأ وضع جدول بأسماء حكام لبنان من اللصوص في عهد الرئيس التشيكي الاتحاد الاوروبي ، لملاحقتهم ؟


ماكرون كان يعرف ان اميركا كانت ، وما زالت تحمي اللصوص الحكام اللبنانيين ، الذين ما زالت واشنطن تراهن على استخدامهم ضد حزب الله ، فهل يتعلم رئيس تشيكيا من تجربة ماكرون ، ام يضرب رأسه بالحائط من دون ان يعرف ان الفساد وحكام لبنان وجهان لعملة واحدة ؟

باريس - د علي احمد
الشراع