خاص- بالتقارير حال الاهراءات.... تدعيمها شعارات شبه مستحيلة!- مارغوريتا زريق

  • شارك هذا الخبر
Thursday, August 4, 2022

خاص- الكلمة أونلاين
مارغوريتا زريق

قبل أيام من إحياء لبنان الذكرى السنوية الثانية للانفجار المروع، الذي وقع في الرابع من آب 2020، وهز العاصمة والعالم بأجمعه، مودياً بحياة أكثر من 200 ضحية وشهيد، سقط جزء متصدع من إهراءات مرفأ بيروت يوم الأحد بعد تكرار اندلاع النيران فيه، وكنا قد شهدنا مواقف نارية قبل الانهيار وردود أفعال صارخة بعد الانهيار من فعاليات سياسية وحزبية .
في هذا السياق عرض مديرعام الاهراءات الاستاذ أسعد حداد للكلمة اونلاين، بالوثائق والدراسات، حال الاهراءات بعد الانفجار مباشرة وامكانية تدعيمها كما يصرح البعض وما زال.

وشرح لنا ان الاهراءات مكونة من صوامع كبيرة بالاضافة الى صوامع صغيرة فيما بينها، سعتها حوالي 60000 طن من الحبوب، لكن لحظة الانفجار كانت تحتوي على حوالي 45-50 الف طن. الاشتعال الذي حصل منذ اسبوع وما زال هو من ناحية العلفيات والذرة وليس القمح كما يشاع.
وأوضح، لقد بدأنا بالفعل باستخراج الحبوب قبل وصول مساعدة شركة " RECYGROUP "، وذلك لتفادي تحولها داخل الصومعات الى " METANE" فتؤدي بعدها الى إنفجار. كما أحدثنا ثقوب بكل الصوامع التي استطعنا الوصول اليها، باستثناء القسم الشمالي لان الانفجار أحدث فيه تصدعات كبيرة وأدى الى توسع قطره بطريقة خطيرة، افرغنا ما امكننا، اما الباقي كان بحاجة الى شفاطات محددة، سحب الاتربة والاحجار مع الحبوب تؤدي الى تعطيلها، مما يحتم اصلاحها واعادة العمل من جديد وشفط المزيد من الاتربة وتعطيلها مرة أخرى، هذه العملية تأخذ الكثير من الوقت كما انها تحتوي على مخاطر كبيرة، والآلات وتصليحها مكلف جداً.

وتابع في ايلول ال 2021 بدأت اشتعالات مشابهة لما حصل منذ اسبوع، تدخل حينها الدفاع المدني وفوج الاطفاء وعمل على إطفائها، مما أدى الى زيادة خطيرة في الرطوبة ، والنتيجة كانت فقط تأجيل الاحتراق وليس اخماده نهائياً، لذا عاد وظهر في كانون الاول، لكن من ناحية أخرى وللموضوعية، فقد خففت المياه من إضعاف الباطون والحديد ومنعت السقوط السريع كما حصل منذ يومين.
وأوضح، لو بدأ تبريد الحريق بشكل دائم منذ اليوم الاول، لكان من الممكن ان نؤجل انهيار الصوامع على الاقل حتى الشتاء، حينها تصبح الحرارة منخفضة، ولكن كنا ذاهبين حتماً الى مشكلة أكبر وأخطر في بداية السنة الجديدة، فمع ارتفاع نسبة الرطوبة تزداد كمية الحبوب المتخمرة وتنتشر أكثر فأكثر في باقي الصوامع.

بسؤاله عما اذا كان هناك حل يمكن تطبيقه، أجاب : "من المؤكد انه حتى الآن لم يحصل اي دراسة فعلية حول تكلفة التدعيم، واذا اردنا تدعيم القسم الجنوبي، علينا ليس فقط ايقاف سقوط الصوامع، بل ايضا التحضير لعدة اجراءات، منها كيفية استخراج الحبوب والتكلفة، التأكيد على امكانية استخراجها في الاصل، ما هي الآلات والمعدات المطلوبة وما هي كلفتها، لان التكلفة يمكن ان تقارب الملياري دولار، واذا لم نستخرج الحبوب لا امل من التدعيم لان الاشتعالات ستعاود من جديد.
وأضاف كان يجب مصارحة الشعب بالحقيقية والوضع الفعلي للاهراءات، والسماح لهم بإيجاد خبراء من خارج الدولة للاطلاع على التقارير لان لا ثقة فيها، من ثم تقديم خطة كاملة لهم عما يمكن القيام به، والعمل للمحافظة على القسم الجنوبي بعد هدم القسم الشمالي بسبب التصدعات فيه، وتحويله الى شاهد ومعلم يخلد الحدث، لكن يجب ان يترافق مع هذا الاقتراح دراسة سريعة على البلوك الجنوبي وتبيان التكلفة الحقيقية والاهم التأكد من صموده في وجه عوامل الطبيعة من هزات او غيرها، هذا العرض يجب ان ينفذ الآن وليس غداً، لان الوقت ليس حليفنا.

وايضاً اذا بقي القسم الجنوبي مكانه وبقيت قوانين المرفأ والخطة الرئيسية فيه على حالها، فمن المستحيل الدخول لاي كان بهدف زيارته ولا حتى من اراد الصلاة على روح شهيده، الحل الانسب نقله او فتح منفذ خاص له فقط .
وأكد ان كل ما يقال هو لعب على شعور الاهالي بطريقة بشعة، ولمن يدعي انه كان من الممكن تدعيم الاهراءات واستباق سقوطها، أؤكد انهم لا يعلمون على اي اساسات قائم هذا المعلم الكبير، وانه ليس بناء عادي ليدعّم ببساطة ، والظروف ليست ابدا بعادية ، تحت الاهراءات وتحديداً تحت الماء يوجد حوالي 15 الى 16 متر دعامات، هناك حوالي ال2000 منها، منها انحرف ومنها تلف ومنها تصدع، تكلفة سحبهم او اعادة ترميمهم باهظة جداً.
وانهى، الاهراءات ليست السبب، الاهراءات هي ايضاً ضحية، وخسرت شهداء.

انقسم الشارع اللبناني بين مؤيد يعتبر أن الحجر "لن يعيد الضحايا إلى ذويهم"، ومعارض يتهم السلطة بتدمير الشاهد الأخير على الانفجار المدمر الذي هز العاصمة اللبنانية، نحن نعيش في بلد تحكمه سلطة غاشمة تتقاسم المصالح والمغانم على حساب دماء شهدائها، لكن الأخطر ان نحول الشاهد الصامت الى قضية يتبناها بعض السياسيين والناشطين فقط لاستقطاب اهالي ضحايا وشهداء المرفأ وبالتالي استقطاب مؤيدين لهم، لا اعلم من الاخطر، ولكن الابتعاد عن الهدف الاساسي وهو معرفة الحقيقة هو الخطر المدمر.