خاص- مخطط الحزب للتعامل مع الاستحقاق الرئاسي- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, August 2, 2022

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

على بُعد شهر واحد من الموعد الدستوري الذي يتيح الدعوة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، لم تحسم معظم الأطراف خيارها "الرئاسي" بعد، اما لكونها مقتنعة انه لن يحصل بموعده أو لأنها تنتظر تبلور الصورة الاقليمية والدولية لتبني على أساسها موقفها. وتترقب معظم هذه القوى بكثير من الاهتمام قرار حزب الله في هذا المجال باعتباره فرض نفسه اللاعب الاساسي فيه منذ العام 2016 كما في اللعبة السياسية اللبنانية ككل، وبخاصة كونه حاليا "مايسترو" فريق 8 آذار وقادر على التأثير المباشر على جميع حلفائه ومن ضمنهم "التيار الوطني الحر".

في حارة حريك لا أجوبة حاسمة مرتبطة بالانتخابات الرئاسية انما هناك مسلمات لدى قيادة حزب الله لا تنوي الحياد عنها أبرزها عدم تكرار تجربة العماد ميشال عون، لا بالشكل ولا بالمضمون بحيث انها لا تريد فرض رئيس بالقوة يكون مصير عهده مماثلا لعهد عون لأنها تعي ان ذلك قد يعني دق المسمار الأخير في نعش الوطن الذي شارف على لفظ أنفاسه الأخيرة، لذلك تبدو منفتحة على كل الخيارات ومن ضمنها رئيس توافقي يحظى اجماع لدى معظم الكتل النيابية. أما من حيث الشكل، فيبدو جواب الحزب حاسما لجهة امتناعه وحلفائه عن تعطيل نصاب جلسة الرئاسة لأكثر من عامين ونصف كما فعلوا في الانتخابات الرئاسية الماضية.

وبحسب المعلومات، فان الحزب سيحاول استنفاذ كل الوقت قبل الاعلان عن مرشحه، فهو قد يؤخر ذلك حتى دعوة رئيس البرلمان نبيه بري لجلسة الانتخاب على ان يترافق ذلك مع تأكده انه سيكون هناك نصاب يسمح انتخاب رئيس. وتقول مصادر قريبة من الحزب انه "لم يعط كلمة او وعدا لأي من حلفائه المرشحين لا بالأمس ولا اليوم"، لافتة الى انه "حاليا في مرحلة الاستماع والترقب، كما انه يفضل ان يدعم مرشحا أعلن ترشيحه بشكل رسمي، لا أن يخرج ليُعلن أحد الاسماء بوصفه "مرشح الحزب" لأنه يعي ان ذلك يضر بأي مرشح ويقلص حظوظه بالفوز". وتضيف المصادر:"حتى على المستوى الداخلي الحزبي لم يتخذ بعد حزب الله اي قرار بدعم مرشح معين وبالتالي هو يجيب سائليه الكثر عن الموضوع ان لا شيء لديه بعد ليطلعهم عليه".

ويندرج اللقاء المرتقب بين رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس لجنة التنسيق والارتباط في حزب الله باطار سعي الزعيم الدرزي لاستطلاع جو الحزب الرئاسي.وتقول مصادر مواكبة للتطورات على خط المختارة – حارة حريك ان "البيك لطالما حرص على الا يكون اي رئيس للجمهورية خصما له، لذلك يسعى اليوم للتواصل مع الحزب بخصوص المرشح الأفضل لقيادة المرحلة المقبلة والأرجح انه سيسعى لطرح مجموعة من الأسماء خلال اللقاء لتبيان حظوظها وان كان اعلانه في مقابلته الاخيرة انه قد يدعم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية في حال أُعجب ببرنامجه الرئاسي يرفع حظوظ الأخير وقد يؤدي لتكرار سيناريو انتخاب رئيس لمجلس النواب لجهة تكتل حزب الله – أمل – جنبلاط مع عدد من المستقلين ما يضمن انتخاب رئيس بالدورة الثانية بـ65 صوتا يؤيده كل هؤلاء".

وتسود حالة من الاستياء سواء في صفوف "القواتيين" كما ما يُعرف بالقوى "السيادية" لجنوح جنبلاط مجددا باتجاه المحور المؤيد لحزب الله. فلا اعلانه امكانية دعم فرنجية للرئاسة تقبله هؤلاء ولا طلبه للقاء مع مسؤولين بالحزب يستسيغه من يفترض انه يلتقي معهم على المبادىء والعناوين الوطنية الكبرى، خاصة وان ذلك يُسقط أكثريتهم النيابية ويعيد تعويم الفريق النيابي المؤيد للحزب ويجعل منه الأكثرية.

ويبقى التعامل العوني مع الملف الرئاسي اساسيا بالنسبة للحزب الذي وان بدا مقتنعا بانعدام حظوظ رئيس "التيار" جبران باسيل الا انه سيسعى لعدم خسارة حلفه معه، وتقول المصادر ان أقصى التنازلات التي سيقدمها باسيل في حال قرار الحزب السير بفرنجية رئيسا تكمن بالتصويت بورقة بيضاء باعتبار ان مده بأصوات العونيين النيابية بات محسوما انه لن يحصل.