خاص- باسيل يطرح احياء اتفاق معراب... ولهذا ينتظر ماكرون مغادرة عون القصر - سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Monday, August 1, 2022

خاص - الكلمة أونلاين

سيمون أبو فاضل

يبدو واضحا أن استنساخ مقولة انتخاب رئيس قوي للجمهورية أو من بين الأقوياء، أي يتمتع بشعبية، بات طرحا يستحيل تطبيقه على الاستحقاق الرئاسي المقبل ..

فالقوات اللبنانية التي حصلت على نواب وعدد كبير من أصوات المقترعين، ما يعتبر مبايعة مسيحية لها، لن يتمكن رئيسها الدكتور سمير جعجع من الدخول الى قصر بعبدا لأسباب متعددة، يتعاطى معها بواقعية، إنما سيكون له دور مؤثر وهو الذي يطالب بالتفاهم على رئيس سيادي .. كما يملك جعجع هامشا بأن يتبنى أحد "أوجه ١٤ آذار " ومنهم على سبيل المثال رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض او رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني الدكتور فارس سعيد ليستطيعا جذب النواب المستقلين المشتتين وكذلك التغيريين لتوسيع حضور هذا الفريق في الاستحقاق انتخابا أو تعطيلا للجلسة ... بما يمكّن هذا المحور من أن يكون مساهما في إيصال الرئيس المقبل، إذا تعذر أن يفوز مرشحه...

في المقابل، لا يستطيع التيار الوطني الحر الذي حل ثانياً بعد القوات اللبنانية في التمثيل المسيحي، أن يوصل رئيسه النائب جبران باسيل إلى رئاسة الجمهورية، ليس فقط لأنه معاقب بقانون ماغنتسكي للفساد، بل أيضا نتيجة عداوته مع سائر القوى التي ترفض خلافته لرئيس الجمهورية ميشال عون ..

لكن باستطاعة باسيل، حليف حزب الله ، وكان قد عبّر عن عدم حماسته للوصول إلى رئاسة الجمهورية، أن يدعم مرشحاً من محوره السياسي سبق أن باشر تحركاته، أي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي يردد أنه ليس مرشح الممانعة، وذلك بعد إعادة إقناع باسيل وإيجاد مخرج يتولاه حزب الله، الذي لا يريد أن يخسر رئيساً له خلفاً لعون في بعبدا، وينال عندها باسيل حصته..

كما أن باسيل في الوقت ذاته يميل لتجديد "محاصصة معراب"، بإعلانه احتمال التفاهم مع جعجع على رئيس توافقي، لرهانه ربما أنه في هكذا اتفاق يتقاسم الرئيس والحصة المسيحية على المستويات كافة مع جعجع، كناخب أقوى منه في هذا الاستحقاق، وهو العاشق للصفقات والفنان في الانقلاب عليها، وهكذا يرى أنه يبعد كأس انتخاب فرنجية عنه، وإسقاط الثلاثية المسيحية، أي فرنجية رئيساً للجمهورية إلى جانبه وجعجع..

لكن المعطيات المحيطة بالمسار الرئاسي ترى أنه في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وتحديداً فرنجية، ضمن المهلة الدستورية، حيث يراهِن الأخير على أن يشكل محط دعم نيابي لقوى نيابية حليفة له، وكذلك من نواب يدورون في فلك رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، فإن المساعي الخارجية ستتكثف تجاه لبنان، لكون واقعه المتردي على أصعدة حيوية عدة، يتطلب الإسراع في انتخاب رئيس جديد مع برنامج عمل إنعاشي للبلاد....

ولا يمكن عزل انتخاب رئيس جديد للجمهورية عن التاثيرات الاقليمية - الدولية على هذا الاستحقاق، وسط سعي هذه الدول كل من موقعها لأن يطمأنها الرئيس المقبل، بعد تجربة الرئيس القوي ميشال عون وتداعياتها على المؤسسات الأساسية بنوع خاص ..

دخول لبنان مرحلة الفراغ الرئاسي سيتزامن، وفق أوساط فرنسية، مع انطلاق التحرك الفرنسي مجددا كما تفض ، تحت عنوان المبادرة الدائمة، حينها يكون عون قد خرج من قصر بعبدا وأضحى رئيسا سابقا، لا يضع على طاولة كل لقاء ضرورة انتخاب باسيل والمساومة على مصير الاستحقاق أو ضمان مطالبه، وبينها عدم فتح ملفات عهده وكذلك باسيل..

لكن التحرك الفرنسي لن يستطيع ان يوصل صديق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اي المصرفي سمير عساف الذي ورد اسمه في ملفات مشبوهة وملتبسة عدة، تحت عنوان الاهتمام الفرنسي في لبنان على حساب سيادته التي لم يسع ماكرون لحمايتها، بهدف ارضاء ايران وحزب الله، لدواع اقتصادية مستقبلية في طهران وآنية في بيروت ... وهو في ذلك يستخف بالقوى التي تصف ذاتها بالسيادية.

ان محاولة ماكرون تنصيب عساف بهدف تأمين مصالح اقتصادية لبلاده، مستفيدا من تفرده في الملف اللبناني، تراها اوساط غربية متابعة للملف الرئاسي "ولادة ميتة ولا ممكن تنفيذها"، فلن تقبل واشنطن ان تستفرد باريس بالرئاسة اللبنانية، اضافة الى كلاما رشح عن قوى محلية بأنها لن تقبل برئيس يريد بيع ممتلكات الدولة وتسييلها، عدا عن ان معظم القوى الناخبة تريد بعد تجربة عون المريرة رئيسا للجمهورية يمكن التواصل معه بسهولة، ولا يستقوي عليهم بفرنسا، اذا ما صح الامر ودخل قصر بعبدا ..سيما ان ماكرون يدرس زيارة لبنان بعد نهاية العهد و عقد لقاءات مع الاطراف المؤثرة والناخبة في الاستحقاق الرئاسي.

حتى حينه، لم يحسم كل من جعجع وباسيل قراره النهائي لكون الاستحقاق لم يدخل مهلته الدستورية، وكذلك حزب الله ، الذي لن يكون له تاثير كما الحال عند دعمه عون سابقا، في مقابل مباشرة قوى مختلفة و مراجع مؤثرة تركيز انظارها على مرشحين توافقيين داخل هذا النادي، ليدخلوا الحلبة عند بداية الفراغ. ويدور هذا التركيز حاليا على كل من قائد الجيش العماد جوزيف عون، والوزيران السابقان ناجي بستاني وزياد بارود... مع توقع دخول اسماء اخرى عضوية هذا النادي، اذ ان لكل من هؤلاء، وفق اوساط سياسية متابعة لهذا الاستحقاق، اسهم رئاسية متباينة، وانتخاب اي منهم، الى جانب رصيده الشخصي وسيرتهالمهنية، هو نتيجة تقاطع داخلي موزع بين بكركي - القوات اللبنانية - التيار الوطني الحر - حركة امل - حزب الله - الكتائب اللبنانية - الحزب التقدمي الاشتراكي -التغيريون والمستقلون، دون اغفال واشنطن، باريس السعودية، مصر ، سورية ...

اذا كل هذه القوى الداخلية - الخارجية، كما سابقا، ستهتم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية او تشكيل الحكومات، وباتت القناعة لدى معظم القوى اللبنانية بأن البلاد لا تتحمل من جديد رئيسا للمواجهة الداخلية، وقد عبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بوضوح عن ذلك بتكراره الكلام عن المواصفات الضرورية التي تحتاجها البلاد والشعب فيما خص الرئيس المقبل، وهو ما يتلاقى مع قناعة الخارج المؤثر في الاستحقاق الرئاسي..

هذا الواقع لا يتطلب مكابرة اعلامية لعدد من القوى التي تدعي السيادة والحرص على لبنانية الاستحقاق وكرامة رئاسة الجمهورية، لأن ما ذكره وزير خارجية مصر السابق احمد ابو الغيط في كتابه "هذه شهادتي"، اثر طلبه من الرئيس حسني مبارك ان تلتقي الاطراف اللبنانية في مصر بعد احداث ٧ ايار ، اجابه بأن ليس لمصر " قدرات "..، وكانت اللقاءات في الدوحة ...، وبعدها فوجئ مبارك بأن هذه القوى اللبنانية "وافقت" في قطر على ما كانت لا تقبل به في السابق...
ففي المعنى الذي قصده مبارك وابو الغيط عن هذه القوى، انه اذا ما فرض التوافق الخارجي على لبنان بذاته لإيصال رئيس تسوية ..عندها ....لكل منهم " علاج " و" معالجة "...وسيكون للبلاد رئيس جديد ...