الغارديان- سجناء سابقون متهمون بـ"الجهاد" يطالبون بسحب فيلم وثائقي عنهم

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 30, 2022

في الغارديان وتقرير خاص لمراسلتها، تاسليما بيغام، بعنوان: "إعادة تأهيل المجهادين: سجناء سابقون في غوانتنامو يطالبون بسحب الفيلم الوثائقي".

وتقول الكاتبة ان مجموعة من معتقلي غوانتنامو السابقين طالبت بسحب فيلم "إعادة تأهيل المجهادين" الوثائقي، في رسالة مفتوحة، أعرب الرجال فيها عن "عدم ارتياحهم لمحتوى الفيلم وطرق إنتاجه".

ونُشرت الرسالة بعد عرض الفيلم في مهرجان للأفلام في نيوزيلندا تحت اسم جديد، "غير المكتوب" بحسب الغارديان. ويقول معظم بيغ، السجين السابق ومدير مجموعة "كيج" للمناصرة، عن الفيلم: "تغيير عنوان الفيلم لا يغير من روايته الضارة أو الصورة النمطية الكسولة التي يقدمها".

وتشير الكاتبة الى ان فيلم "إعادة تأهيل المجهادين"، الذي تم تصويره على مدار عدة سنوات، يتتبع قصة أربعة سجناء سابقين في غوانتنامو، محتجزين في مركز إعادة تأهيل في المملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من عدم إدانتهم بأي تهم إرهابية، يقدم الفيلم كل رجل إلى جانب قائمة بالجرائم المزعومة التي تم استخدامها لاعتقالهم من دون محاكمة في غوانتنامو لأكثر من عقد.

وسلط النقاد الضوء على أخلاقيات إجراء مقابلات مع الرجال بعد أن أمضوا ما يقرب من نصف حياتهم في غوانتنامو، حيث واجهوا التعذيب الجسدي والنفسي، بحسب الصحيفة.

وتقول الكاتبة إن أحد الرجال المشاركين في الفيلم ما زال يتحدث ويديه جنبا الى جنب، وكأنهما مقيدتان.

كما تعرض الفيلم، بحسب الغارديان، لانتقادات بسبب فشله في تبديد الصور النمطية المسيئة عن الرجال المسلمين. بالإضافة الى مزاعم أكثر خطورة بأنه يهدد سلامة وأمن الرجال الأربعة.

وقال محمد الحميري، أحد الرجال الذين ظهروا في الفيلم، للغارديان، إنه لم يكن يعلم أن الفيلم سيكون متاحا غلى صعيد دولي، ولم يكتشف أنه متاح عبر الإنترنت إلا بعد عرضه في مهرجان صندانس الأمريكي للأفلام. وأضاف الحميري "حياتي أصلا صعبة، لكن هذا الفيلم يشكل تهديدا خطيرا على حياتي وحياة عائلتي".

وقال رجل آخر إنه أخبر المخرجة صراحة، أنه لا يريد أن يظهر في الفيلم ولكن تم تجاهل رغباته. ومن جهتها، قالت مخرجة الفيلم، ميغ سميكر، إن جميع المشاركين في الفيلم وقعوا على وثائق الموافقة ونفت أن يكون الرجال قد عبروا عن أي مخاوف في المراسلات معها.

وبعد العرض الأول للفيلم، تعاونت سميكر مع "مؤسسة مناهضة التعصب والعنصرية" للقول بإن فيلمها مستهدف لأنه امرأة بيضاء غير مسلمة قامت بإخراجه، بحسب مراسلة الغارديان.

ويضيف التقرير أن سميكر تسأل الرجال في الفيلم: "هل تعتقد أنك شخص جيد أم شخص سيء؟" ومع ذلك، ليس هناك في الفيلم أي مساءلة لكيفية افتراض ذنب المتهمين. بل تسألهم المخرجة: "هل ستمارس الجهاد مرة أخرى؟".

وتقول كاتبة المقال إنه من الواضح أن طريقة الاستجواب هذه تزعج الرجال. وفي مرحلة ما، ينهض أحدهم ويغادر ويرفض أي حديث آخر مع صانعة الفيلم.

ومن جهته، قال محامي حقوق الإنسان، كليف ستافورد سميث، للغارديان إنه صُدم بعد معرفته أن فريق سميكر لم يتواصل مع أي من محامين الرجال، في ما يتعلق بمشاركتهم في الفيلم.

فيما قال غيل هيلت، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والذي دعم الجهود المبذولة لإغلاق غوانتانامو، لصحيفة الغارديان: "إذا اعتقد صانعو الفيلم أن هذا الفيلم لن يصل إلى الأشخاص الذين يمكن أن يتسببوا في إلحاق الأذى بهؤلاء الرجال، فهذا مجرد مؤشر آخر على أنهم يبدون غير مؤهلين لمعالجة هذا الموضوع. إن إخفاقات هذا الفيلم هائلة، ولا ينبغي أبدا السماح بتداوله أو عرضه على جمهور أوسع".


BBC