الصنداي تايمز- الغرب لديه فائض في الأماني ونقص في العزم إزاء موسكو
شارك هذا الخبر
Sunday, July 24, 2022
في الصنداي تايمز ، مقال للكاتب رود ليديل بعنوان "للأسف في أوكرانيا، الغرب لديه فائض في الأمانيّ ونقْص في العزم".
وأخذ الكاتب يعيب التغطية الإعلامية الغربية لسير الحرب في أوكرانيا ميدانيًا، مشيرا إلى خروج خبراء عسكريين غربيين كل بضعة أيام قائلين إن الروس عاجزون تمامًا، وإن التمرد يستشري بين جنودهم، فضلًا عن أن تكتيكاتهم العسكرية بالية في مواجهة المدفعية الثقيلة للأوكرانيين المسالمين الديمقراطيين النبلاء.
ويشير الكاتب إلى أن كل تصريح يدلي به سياسي أوكراني يؤخذ كما هو مهما كان مثيرا للسخرية، ومن ذلك أن بوتين نجا من محاولة انقلاب، فضلًا عن التقارير الخاصة بأعداد القتلى على الجانبين.
ويلفت ليديل إلى أن الانتصارات الأوكرانية مهما كانت متواضعة تحظى بتغطية إعلامية غربية كبيرة، بخلاف العمليات الروسية مهما كانت كبيرة - ما لم تكن قصفا لملجأ أيتام، على سبيل المثال لا الحصر.
يقول الكاتب إن المشكلة تتمثل في أن رؤية الغربيين للحرب ليست محايدة وإنما هي مدفوعة بأمانيّ إيقاف بوتين وما يمثّله من خطر داهم.
ولا أدل على ذلك، بحسب كاتب المقال، من إصرار صحف غربية على القول إن بوتين يبدو مريضا حائل اللون، وإن وجهه منتفخ، وإنه يتحرك بصعوبة (رغم ممارسته لعبة هوكي الجليد)، وإن يديه ترتعشان، وإنه باختصار لن يعمّر طويلا.
وهنا يشير الكاتب إلى تقرير وكالة المخابرات الأمريكية سي آي أيه، والذي يفيد بأن بوتين يتمتع بصحة جيدة للغاية كما لو كان لا يزال شابا.
يقول ليديل: "إذا كنتم تنتظرون موت بوتين، فقد يطول انتظاركم".
ويرى الكاتب أن السبب وراء هذا العوار في رؤية الإعلام الغربي لسير الحرب الأوكرانية ميدانيا هو العجز التام والشعور بالخزي إزاء هذا العجز.
يقول ليديل إن الفزع من تحذير الكرملين من نشوب حرب عالمية ثالثة حال تدخّل الغرب في الحرب، وما قد يصاحب ذلك من استخدام للسلاح النووي، دفع الغرب إلى اللجوء لسلاح العقوبات "الجبان".
لكن متى كانت العقوبات مجدية؟ يتساءل الكاتب الذي رأى أنها في حالة الحرب الأوكرانية أثبتت فشلها بامتياز أكثر من أي وقت مضى. ويضيف: ها هي روسيا المكتفية ذاتيا تبلي بلاء حسنا، بينما الدول التي تفرض عليها عقوبات تعاني ويلات التضخم ونقْصَ احتياجاتها من الغاز.
ويؤكد ليديل أنه لا يوجد إجماع عالمي بشأن بوتين.
يقول الكاتب إن الدول الغربية تمد أوكرانيا بالسلاح التي تخشى هذه الدول نفسها استخدامه، وبسبب هذه الخشية فإن عملية الإمداد تسير بوتيرة بطيئة وتكون مصحوبة بكل التحذيرات والاشتراطات الضرورية لإبقاء الغرب بعيدا عن المواجهة مع الروس.
باختصار -يقول ليديل- إن الغرب يريد الكثير مقابل أقل القليل؛ فهو يريد أوكرانيا أن تنتصر على أن يُعيد لنفسه الفضل في هذا النصر، لكنه في الوقت ذاته ليس لديه استعداد لعمل أي شيء قد يُفسد عليه رفاهيته.
ويختتم الكاتب قائلا: "أخشى أننا قد نضطر في لحظة ما لمواجهة الروس .. بدلا من ترك أفقر دولة أوروبية في المواجهة وحدها بينما نكتفي نحن بالوقوف في مدرجات المتفرجين نصرخ ونهتف على نحو مثير للشفقة."