خاص -"التفاهم الاميركي - السعودي "…: هكذا رئيس لبناني يقلّص دور "الحزب" …! - سيمون ابو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Monday, July 18, 2022

خاص الكلمة أونلاين

اتى مضمون البيان السعودي - الاميركي حول لبنان تتويجا بين الدولتين لمواقف الولايات المتحدة الاميركية التي تشدد على دعم كل من شعبه، جيشه وسيادته..
وايضا اتى البيان كتأكيد مشترك لما كانت تتضمنه البيانات التي صدرت عن لقاءات ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، في الخليج وكذلك على كل من مصر، الأردن، وتركيا، وابان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى السعودية ولقائه ولي العهد السعودي، بحيث لم يخلو أي بيان لهذه اللقاءات من الاشارة الواضحة الى ضرورة استعادة لبنان لسيادته دون إغفال رفض سيطرة حزب الله على قرار الدولة.
اذًا كان للبنان خلال اللقاء الرئيس الاميركي جو بايدن وبين الامير محمد بن سلمان، في ظل التقارب السعودي-الاميركي تحت عنوان تطوير وحماية المصالح الاستراتيجية المشتركة للبلدين، اهتمام اكثر مما توقعه المراقبين عبر عنه المضمون المسهب للبيان الذي شملت عباراته كل ماهو مطلوب لحماية سيادة لبنان والتمسك باتفاق الطائف استدراكًا لأي محاولة للاطاحة بالنظام الحالي. في حين اتى رفض تدخل ايران في الدول العربية وبينها لبنان في سياق منفصل، عن البيان المتعلق بلبنان.

البيان الاميركي السعودي الذي خلص الى هذا المضمون، جاء حين رسمت زيارة بايدن مشهدا جديدا للمواجهات بين دول المنطقة وبين الجمهورية الايرانية الاسلامية بدءا من التأكيد الأميركي –الاسرائيلي على المواجهة بكل الوسائل، اي ان بايدن بارك العمليات الامنية للمخابرات الاسرائيلية التي تطال ايران، وصولا الى استعمال القوة كما صدرعن مسؤولين اسرائيليين، اذا ما اقتربت طهران من انتاج قنبلة نووية، في مقابل ترسيخ التحالف بكل انواعه بين واشنطن ودول الخليج للحد من تمدد ايران وضربها استقرار دول الاقليم.
فالاهتمام الذي حظي به لبنان من اللقاء بين رئيس الولايات المتحدة الاميركية وبين رؤساء دول خليجية وعربية زارها الامير بن سلمان، وبايعته زعيما عربيا-اسلاميا لدوره ونهجه، وبات هذا الرجل محور الحدث الدولي الحدث الموازي لزيارة بايدن وفق الاعلام الغربي، بعد أن كسر محاولات تطويقه وعزله وباتت العلاقة معه حاجة استراتيجية اميركية لاكثر من غاية اقتصادية او سياسية في ظل التحول في علاقات دول المنطقة.
فاذا كان هذا الاهتمام مستندا على تعديلات واشنطن في سياستها تجاه ايران والمنطقة، ستكون تداعياته على الساحة اللبنانية من خلال ملفين ساخنين اي الاستحقاق الرئاسي وترسيم الحدود بما لا يعيق استخراج إسرائيل للغاز وضخه لاوروبا لتعويض حاجتها الحيوية والاستراتيجية بعد شحه عنها اثر الحرب الروسية -الاوكرانية.

على صعيد الاستحقاق الرئاسي، بدا ان الاهتمام الاميركي-السعودي مغاير كليا للظروف التي كانت مخيمة في العام ٢٠١٦ واوصلت العماد ميشال عون حليف حزب الله الى قصر بعبدا، نتيجة انشغال السعودية بعدة عوامل وبينها مواجهة ظهور داعش واستثمار ايران لهذا الامر وتداعياته وكذلك اهمالها الشأن اللبناني خلافا لما ظهر مؤخرا من تحرك منتج انتخابيا للسفير السعودي وليد البخاري، اذ يومها انتخب عون قبل اسبوع من موعد اجراء الانتخابات الاميركية التي ادخلت دونالد ترامب الى البيت الابيض.

حاليا وضع لبنان تحت المجهر الدولي والعربي، يترجم بعدم القبول بمرشح حزب الله الى رئاسة الجمهورية ، سيما ان المعطيات لدى اوساط عربية متابعة للشان اللبناني، تقول بان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ينوي تعديل النظام الحالي لصالح تعزيز الحضور الرسمي للشيعية السياسية - العسكرية في النظام، وسيترك حليفه المرشح الرئاسي جبران باسيل في الحلبة، لتعطيل الانتخابات وادخال البلاد في تسوية متكاملة تطيح باتفاق الطائف على وقع فراغين رئاسي وحكومي، نتيجة مقاطعة قوى يفوق عددها الثلث المعطل عن جلسات الانتخاب عندها .
واذا ما تعذر نفاذ حزب الله في خطته لتعديل النظام، تكمل الاوساط سيدعم حزب الله المرشح سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية الذي لقي سابقا تأييداغربيا وذلك، على قاعدة تسوية رئاسية - حكومية يراهن ان تعمل عليها باريس، ولا تعترض عليها واشنطن وعدد من الدول العربية.
وفي حال كانت توازنات القوى الاميركية - العربية، رافضة ايضا لوصول فرنجية، في ظل عدم امكانية وصول رئيس للجمهورية مواجه لحزب الله ستتحرك قوى التسوية على غرار اتفاق الدوحة، و سيجد الحزب وفق الأوساط، ذاته امام خيارات ضيقة، بما يدفعه للموافقة على رئيس من نتاج تسوية واسعة اي داخلية وخارجية وهو امر يشكل نصف انتصار ضد حزب الله، لان هكذا رئيس لن يؤمن ما وفره عون للحزب من غطاء ودعم، لكن هذا المسار الرئاسي لا يمكن فصله عن قرار ايران التي تستعمل لبنان ورقة لتعزيز موقعها التفاوضي مع واشنطن تحديدا في الملف النووي، والحفاظ على نفوذها في الاقليم ..ومدى تساهلها في ملف الاستحقاق الرئاسي ..
ويعتبر ملف ترسيم الحدود، بين لبنان واسرائيل ورقة قوية في يد ايران التي ينفذ حزب الله طلباتها، وهي الى جانب حساباتها تنفذ طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعرقلة ضخ الغاز الى اوروبا من حقل كاريش، لاخضاع الدول الاوروبية ومنعها من دعم اوكرانيا بعد ارهاق الاقتصاد والمجتمع الاوروبين.


وثمة اشكالية في ملف ترسيم الحدود، بأن ايران التي تضغط في ملف الترسيم لتعزيز لهجتها وتحقيق مكاسب من تفاوضها ،ام من خلال اعطاء رسالة بأن استخراج الغاز غير مسموح طالما هي تحت العقوبات التصاعدية وتعيش ظرفا اقتصاديا قاهرا يدفع احيانا نحو تحركات شعبية ضد النظام، وعندها يبقى اتفاق التوصل لاستخراج الغاز، عملا غير مسموح به طالما هي لا تستطيع التصرف بانتاجها النفطي اقله ..
فالاشكالية التي تطغى على ملف الترسيم تكمن في تمايز الاجندات او الحسابات بين موسكو وبين طهران، لان ما تقبل به ايران وعلى حزب الله تنفيذه قد ترفضه روسيا، فلن يسلك طريقه للتنفيذ، وما قد تقبله روسيا لا تتمكن ايران من رفضه فتبقى عالقة في شرك بوتين ..ومصير حربه على اوكرانيا .
وفي منطق الاوساط المواكبة للملفات اللبنانية وبينها الاستحقاق الرئاسي وترسيم الحدود، بأن البلاد امام تسوية ثلاثية الابعاد رئاسية -حكومية - ترسيم الحدود، او فراغ طويل المدى... دون أن تسقط الأوساط من حساباتها أن الإنفجار الكبير يخيم على المنطقة بتداعياته الكارثية... سواء قبل حسم الاستحقاق الرئاسي او بعده.