استعاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون زمام المبادرة في ملف تشكيل الحكومة بعد ما اعتبره كثيرون في وقت سابق محاولة من قبل رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الانقضاض على صلاحيات الرئاسة الاولى في هذا المجال من خلال تقديمه تشكيلة مكتملة منتصف الاسبوع حتى قبل التشاور مع عون. وعلمت "الكلمة اونلاين" ان عون ابلغ ميقاتي بأن "التشكيلة التي قدمها له بحاجة لاعادة نظر باعتبار ان فيها خلل على صعيد توزيع المذاهب على الوزارات اضف انه تم تغيير ٣ وزراء من دون تنسيق لتعيين بدائل عنهم". وبحسب المعلومات، ركز عون على اهمية ان تكون الحكومة المقبلة حكومة "محصنة سياسيا لان البلد امام استحقاقات دقيقة، انطلاقا من برنامج التعافي والكابيتال كونترول مرورا بالقوانين الاصلاحية المحالة الى مجلس النواب وصولا للانتخابات الرئاسية"، لذلك اقترح "وبهدف تسهيل التشكيل تطعيم الحكومة الحالية ب٦ وزراء دولة لتحقيق التوازن الطائفي المطلوب فيمثلون الاطراف السياسيين ويؤمنون الغطاء السياسي لها". وتوسع عون باقتراحاته، لافتا الى انه "اذا لم يتم الاخذ باقتراح زيادة ٦ وزراء دولة، يمكن تكريس الحكومة الحالية حكومة قائمة من خلال التقدم بها لنيل ثقة مجلس النواب مجددا او تعديل بعض الوزراء بعد اتفاق الرئيسين". وتؤكد مصادر مطلعة على لقاء عون- ميقاتي ان رئيس الجمهورية شدد على "وحدة المعايير بحيث لا يمكن ان يحافظ مذهب ما على وزارته ويفقدها آخر". وبالرغم من سعي عون وميقاتي لاستيعاب الاستياء المتبادل من تسريب التشكيلة التي تقدم بها رئيس الحكومة المكلف واشاعة اجواء ايجابية، تؤكد مصادر مطلعة على جو حزب الله ان "لا اشارات ايجابية توحي بولادة قريبة للحكومة، فعون مستعجل ولا يريد ان ينتهي عهده لتصريف اعمال ويريد اقرار جملة من التعيينات تحصن الفريق السياسي الذي يتزعمه، لكنه بالوقت عينه لن يقبل ان يفرض عليه ميقاتي اي حكومة يريدها. من جهته، لا يبدو الرئيس المكلف مستعجلا على الاطلاق على السير بحكومة تخدم عون وباسيل خاصة وانه يعرف انه في كلتي الحالتين سيكون الحاكم بأمره بعد انتهاء ولاية عون وانتقال كامل الصلاحيات اليه". وبالتوازي مع المستجدات على خط التأليف، كانت لافتة حركة السفيرة الاميركية على المسؤولين اللبنانيين لوضعهم في نتائج المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي. وقالت مصادر اطلعت على لقائها مع الرئيس عون انها نقلت اليه "المعطيات التي توصل اليها هوكشتاين بعد تواصله مع الجانب الاسرائيلي عبر الزوم باعتبار انه لم يزر اسرائيل"، لافتة الى انها تحدثت عن "تقدم حاصل على صعيد الطرح اللبناني وان كان لا جواب واضح بعد من الاسرائيليين عليهم باعتبار ان لديهم استيضاحات على الخط الذي رسمه لبنان 23+". واضافت المصادر:"الآن ستكون هناك اتصالات في الجانب اللبناني للرد على الاستيضاحات وان كان يمكن الحديث عن مناخ ايجابي". الايجابية التي تصر المصادر على ان الطرف الاميركي حاول اشاعتها، لا يبدو انها قابلة للترجمة لدى المصادر القريبة من الحزب، اذ تعتبر ان النقاشات اليوم تحصل داخل الغرفة اللبنانية بعد اطمئنان الاسرائيليين لتخلي لبنان عن الخط ٢٩، منبهة من "السير بطروحات اميركية- اسرائيلية تجر الى التطبيع".