على الرغم من قساوة الظروف التي تعصف بنا، الا أن البهجة غمرتنا منذ بضعة أيام عند سماعنا بالخبر اليقين والذي انتظرناه طويلا، وهو البدء بصيانة وتزفيت طريق ضهر البيدر. فمن منا لا يعرف طريق ضهر البيدر؟ ومن منا لم يسلك هذه الطريق الدولية التي تربط العاصمة بالمحافظة الأكبر في لبنان، محافظة البقاع؟
لطالما شكل هذا الخط الحيوي مادة اساسية وجديرة بالاهتمام لدى البعض في مثل هذه الأيام والظروف أي قبيل الاستحقاقات المصيرية كالانتخابات النيابية، فيما تقل أهميته في ظروف أخرى. لن نقع في فخ الأسماء، فمنهم من سارع في تزويد الطريق بالانارة اللازمة منذ سنوات محققين بذلك انجاز الثمانية اشهر، ليعود الظلام ويغمرنا مرة جديدة، وذلك يعود بطبيعة الحال الى أن القيمين شديدوا الحرص على استدامة الانارة مستندين بذلك على كل الوسائل المتاحة. فلما الاستفادة من الطاقة الشمسية مثلاً؟ لربما وضعت الألواح الشمسية فوق مصابيح الانارة لحمايتها من الشتاء! ولما كل هذا الجدال بالاساس؟ فإنارة المركبات على هذا الطريق كفيلة بشعشعة الطريق.
الا انه ومن ناحية أخرى، من الممكن ان يكون القيمون حريصون على نفسية المواطن، فلا يرغبون في أن يعلم المار من هناك بمدى تعاسة الطريق والتكلفة الباهظة التي سيتكبدها لتصليح سيارته بعد مروره، فيبقى من الأفضل أن تُترك له المفاجأة لحينها.
ولكي لا ننسى، عمل نواب امتنا على مشاريع ضخمة خلال الأعوام السابقة، وكان آخرها في العام 2019. فحينها خرجوا من الجلسة يبشرون اللبنانيين بموافقة مجلس النواب على انشاء نفق طريق بيروت-البقاع على طريقة ال BOT ويهللون، مشيدين بما يحمله هذا النفق من ايجابية للبنانيين، وفيما تُبنى ابراج في دول أخرى خلال أشهر ومستشفيات خلال أسابيع وفيما تتمتع بعض المناطق اللبنانية بطرقات مميزة، لم نتلمس حتى الآن اي تباشير لاي نفق على الطريق الدولية، بل اقتصر الموضوع على تسكير الخنادق على ضهر البيدر بمبادرة من وزارة الأشغال قبل الانتخابات..ومشكورة سلفاً، علماً أن وعورة هذا الطريق لم تأتي من تلقاء نفسها أو مرور الزمن عليها بل بسبب المواصفات العالمية التي اُنشأت على أساسها.