خاص- زعامة الشمال تعود إلى زغرتا... ميشال معوّض: "من هنا أبدأ"- ريكاردو الشدياق

  • شارك هذا الخبر
Friday, May 20, 2022

خاص- الكلمة أونلاين

كتب ريكاردو الشدياق في "الكلمة أونلاين":


لم يتقدّم على الأحداث السياسيّة التي سبقت الإنتخابات النيابيّة سوى اللقاء الذي جمع فيه الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله حليفَيْه المارونيّين، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المرده سليمان فرنجية. أخرج لقاء "موارنة المحور" الرأي العام اللبناني بإنطباع بأنّ فرنجيّة هو الرئيس الحتمي الذي سيتبع رئاسة العماد ميشال عون بعد ٣١ تشرين الأوّل القادم.

أتت نتيجة الصناديق في ١٥ أيّار عكسيّة، لتُحبط المُعوّلين والمنتظرين. لم تظهر النتيجة الفعليّة للقاء فرنجية - باسيل بأبوّةٍ من نصرالله إلاّ بعد أسبوعَين من حصوله، حيث أحدث ردّة فعل شعبيّة سياسيّة في الصناديق الزغرتاوية بالدرجة الأولى، والبترونية بالدرجة الثانية، لتُعيد تيار رينيه معوّض السياسي الشهابي، ممثّلاً بالنائب المُنتخَب ميشال معوّض، إلى الزعامة المارونية في الشمال الثالثة حاصداً ٩٢٦١ صوتاً في زغرتا الزاوية ومتقدّماً على طوني سليمان فرنجية بـ٣١٥ صوتاً، ليدخل تالياً إلى المنطقة عصباً ثورياً ممثّلاً بميشال الدويهي مع ١٧٦٨ صوتاً، في حين أحدث مرشّح "القوات" مخايل الدويهي اختراقاً تحجيمياً بـ٣٨٥٠ صوتاً، وهو رقم يحمل رسالةً للإستحقاق المقبل في العام ٢٠٢٦.

وتحجّمت أرقام التيار الوطني الحر في المنطقة، ولم يعد البلوك البرتقالي المتواضع في زغرتا سوى "سنَد" لوصول جبران باسيل إلى الحاصل الإنتخابي.

ومع هذه الصدارة الإنتخابيةّ، يكون ميشال معوّض قد بدّل واجهة الهويّة السياسية لزغرتا، والتي استخدمها "المرده" واضعاً إياها في جعبته منذ أن تصدّر آل فرنجيّة الأرقام الإنتخابيّة في القضاء.

سياسياً بعد ١٥ أيّار، معوّض وفرنجيّة إسمان مطروحان جدّياً لرئاسة الجمهوريّة، مع التّسجيل أنّ كلاًّ منهما يمثّل ظرفاً سياسياً رافعاً لانتخابه رئيساً. الفرق بين الإثنين أنّ ترشيح معوّض لم يأتِ من نفسه ولا عن لسانِه، بل من قبل دوائر قرار دبلوماسيّة على ثقة بالحالة التي يمثّلها منذ والده الرئيس الشهيد، مروراً بوالدته النائب السابق نايلة معوّض، وصولاً إلى اليوم، اللحظة التي يقود فيها "شمال المواجهة" والفريق السيادي الشمالي في وجه "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، وكأنّه يقول اليوم: "من هنا أبدأ".

أمّا فرنجيّة، فترشيحه نابعٌ من إرادته وعن لسانه، وطموحه المُعلَن الذي أخذ يسوّقه ويغذّيه في سلسلة زيارات متتالية إلى موسكو. هذا الطموح اشتدّ مع عقد "تفاهم معراب" بين رئيس "القوات" سمير جعجع وعون، ووصول الأخير إلى بعبدا. الآن، بات فرنجيّة بحاجة ماسّة إلى مفترقٍ دوليّ طارئ للوصول إلى الرئاسة، يقضي بحصول تسوية داخلية ويُجلس أفرقاء المحورَين على طاولة واحدة لإعادة تقاسم الرئاسات الثلاث، وهو الأمر غير الوارد في هذه المرحلة، في ظلّ اشتداد الإحتدام السياسي بين "حزب الله"، فاقد الأكثريّة، ومعارضيه المتعدّدي الأولويّات.

بالعودة إلى معوّض، علِمَ الرجل، قبل الإنتخابات، وعبر مواقف عدّة له، أنّ البلد مُقبل على تغيير في هويّته البرلمانية سيُنتج قيادات مستقلّة وتغييريّة جديدة وحصر رهانه حالياً بخيار مواجهة "حزب الله"، وهو كان ينتظر هذا التطوّر الفاصل ليبني على الشيء مقتضاه، لناحية تموضعه مع القوى والأحزاب السياديّة والتغييريّة الأخرى التي تطمح لتوحيد الصفوف واستراتيجية العمل، في انتظار كيف سيتفاعل ذلك مع المسار الدولي، الأميركي والروسي، تجاه الوضع اللبناني.

الفرق بين ١٤ أيار ٢٠٢٢ وصباح ١٦ أيار أنّ ميشال معوّض كان نائباً مستقيلاً من المجلس بعد ٤ آب، فعاد إليه متصدّراً النقاط الشمالية، وغدا عملياً الـ"جوكر" الرئاسي المستقبلي الأكثر جدّية بين الموارنة، مقابل فرنجية الذي يحاول الإبقاء على نفسه "أمراً واقعاً رئاسياً" بعد ميشال عون.

لننتظر ونرَ إرتداد نتائج ١٥ أيار على اللبنانيين، دولياً، سياسياً، إقتصادياً... والأهمّ أمنياً.