غداً يتقرّر مصير الأكثريّة النيابية، وغداً يتقرّر أيّ لبنان نريد... نعم، بصوتكَ الحُرّ أيها الناخِب تُقرِِّر مصير الوطن، وبصوتكَ ووعيكَ وحُسن اختياركَ تستطيع أن تُغيِِّر الأكثريّة الحاكِمة وتقلُب كل المُعادلات...
إذا كنتَ مُقتنِعاً وراضياً بوضعِكَ الحالي وبفقركَ و "تعتيرك"، فأعِد إنتخاب الأكثرية الحالية والسلطة الحالية وفريقها الفاسِد والفاشِل، بمرشّحيه ونوابه وأحزابه، و"مَدِِّد" أزماتكَ السياسية والإقتصادية والمالية والنقدية إلى ما لا نهاية. أمّا إذا كنتَ غير راضٍ عن هذا الوضع التعيس، وتشكو من الفقر والذلّ والقهر والعتمة والفساد وفشل المسؤولين وهيمنة السلاح غير الشرعي على المؤسّسات والقضاء والمرافئ والمعابر... فما عليكَ إلاّ أن تختار "المعارضة".
على الناخِب الحُرّ أن يكون واعياً لِما ينتظِر وطننا من أخطار وتحدّيات وجوديّة.. فهو أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا ينتخِب فريق "السلطة"، أي فريق "المُمانعة والمقاومة" الذي يريد أن يُحافِظ على سلاح "حزب الله" ومُصادرة قرار السلم والحرب، ويضمّ: "حزب الله"، وحركة "أمل"، و"التيار الوطني الحرّ"، و"تيار المردة"، و"الحزب السوري القومي"، و"حزب البعث"، و"الطاشناق"، و"الأحباش"، وحلفاء 8 آذار... أم ينتخِب فريق "المعارضة"، أي الفريق الذي يرفُض سلاح "الحزب" والسلاح الفلسطيني والميليشيوي، ويُطالب بال"حياد الإيجابي" وبتحييد لبنان عن صراعات المنطقة... ويضمّ: "القوات اللبنانية"، و"الكتائب اللبنانية"، و"التقدمي الإشتراكي"، و"مُتمرِِّدو المُستقبل"، و"الحوار الوطني"، و"حركة الإستقلال"، ونعمة افرام، وأشرف ريفي، وبعض المستقلين وحلفاء 14 آذار...
سألني أحد المرشّحين "الأوادم"، الذي أكنّ له كل محبة واحترام، لأنه نظيف الكفّ، طيّب المعشَر، ذو أخلاق حميدة وصِفات أخلاقية عالية... سألني بطريقته المُحبَّبَة: مَن ستنتخِب؟ فأجبتهُ: يا صديقي، أنتَ أطيب الناس وأحَبَّهُم إلى قلبي، ولكنّي لن أنتخبكَ، لأنكَ وفريقكَ أضعتُم البوصلة وأخذتُم شعبكُم إلى محورٍ لا يُشبههُ بشيء. فمن أجل ماذا؟.. هل من أجل بعض المَنافِع والكراسي المخلّعة التي لا تُساوي شيئاً؟ لقد تشاركتُم وتحاصصتُم وغطّيتُم الفاسدين و"البلطجيّة" والميليشيات" "و"سكتُّم" عن الفساد، و"سكتُّم" عن تعدُّد الولاءات، و"سكتُّم" عن تهديد القضاء وطَمس جريمة المرفأ، و"سكتُّم" عن السلاح غير الشرعي، و"سكتُّم" عن الإنقلاب على الدولة والنظام، و"سكتُّم" عن مُصادرة القرار الوطني، و"سكتُّم" عن الفراغ في السلطة، و"سكتُّم" عن عدم إجراء الإصلاحات وبناء الدولة"... فيجب أن تقرّوا وتعترفوا بخياراتكُم الخاطئة وبفشلكم. عُذراً يا صديقي، أنا أُحبّك، ولكني لن أنتخبك.