كميل شمعون بمواجهة عصابات النفط والغاز- بقلم المحامي فؤاد الأسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, May 14, 2022
بعد التدمير الممنهج للدولة بمؤسساتها ومقدراتها كافة، وبعد انهيار الاقتصاد والقطاعات الانتاجية كافة يبقى أمل اللبناني الأخير هو الثروة النفطية المتوخاة كأداة للنهوض الاقتصادي. علماً انه عند اكتشاف أية دولة من دول العالم وجود نفط وغاز في أرضها أو مياهها الاقليمية، تسارع حكماً الى إنشاء شركة وطنية حصرية تُعنى باستخراج النفط واستثمار عائداته واعتباره ثروة للشعب والأجيال القادمة. المفارقة أن اكتشاف النفط والغاز في لبنان أدى الى مسارعة الزعماء وكبار المسؤولين في الدولة الى إنشاء عشرات الشركات المملوكة منهم ومن المحيطين بهم وذلك بهدف استثمار هذا القطاع واعتباره ثروة حصرية لهم ولأحفادهم. لا يتسع المجال هنا لإيراد اسماء وتفاصيل قيود هذه الشركات، وهي بالعشرات، انما يكفي مراجعة السجلات التجارية للوقوف على واقع هذه الشركات ومعطياتها. ان مصالح القابضين على مفاصل السلطة في لبنان ومكاسبهم الشخصية والانانية ورغبتهم الآثمة بالاستيلاء على ثروة لبنان النفطية هي عناصر أساس في المعارك الانتخابية الطاحنة التي تشهدها الساحة اللبنانية اليوم، من هنا نرى تجنيد الادمغة والاجهزة ومختلف مقدرات الدولة لإحداث الشرخ الكبير والشرذمة في القوى التغييرية، من جهة، وفي إشعال العصبيات وتحفيز الزبائنية واغداق الأكاذيب والانفاق الانتخابي على الأزلام والمحاسيب، من جهة ثانية، وفي الاعتماد على المشروع الايراني والإغراق بسياسة مقايضة السلاح بالفساد، وحتى بيع القرار اللبناني، من جهة ثالثة، وكل ذلك بهدف الاستمرار بالقبض على السلطة وصولاً الى تحقيق الغايات الأنانية للعصابات الحاكمة بثروة لبنان النفطية، وحرمان لبنان من آخر أمل له بالنهوض. من الضروري والمُلِّح اليوم استعادة تجربة الرئيس كميل شمعون الذي نبذ المصالح الفردية الأنانية وأسس لوحدة اقتصادية عربية، شكلت بيروت عاصمتها، استثمرت مواردها الطبيعية وسخرتّها لخير ورفاهية شعبها. فكتب قائلاً: J'avais entrevu la possibilité de coordonner les industries et les échanges commerciaux et prévu l'établissement de voies de communications modernes s'étendant du littoral méditerranéen à la presqu'île arabique d'une part, à l'Irak et l'Iran d'autre part, de façon à transformer cette région si riche en ressources naturelles en une unité économique homogène puissante… Beyrouth avait remplacé Tanger. L afflux considérable de capitaux Irakiens, Kouétiens et Séoudiens transformait le Liban en une véritable Suisse de L orient. هذه هي المقاربة الرئيسة اليوم لإنقاذ لبنان وإخراجه من براثن الموت والفناء وحماية ثروته النفطية وتخصيصها لخير الشعب واقصاء يد ومصالح الحكام السماسرة عن ثروتنا الطبيعية. فهل نشهد استفاقة ووعي وطني يُتَرجَم بانتخاب من يملك الرؤية والمشروع، المدرسة التي بَنَت لبنان ورفعته عالياً بين الأمم، أم أن قدر القطيع التصفيق لجلاديه؟