لقاء السفراء العرب في دار الفتوى يترجم في صناديق١٥ ايار...

  • شارك هذا الخبر
Thursday, May 12, 2022



المركزية

لافتة كانت زيارة سفراء مجلس التعاون الخليجي إلى دار الفتوى ولقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والمفتيين. وإذا كانت في توقيتها قد حولت أنظار المراقبين المصوبة نحو أول مرحلة انتخابات للموظفين ورؤساء الأقلام الذين سيتولون عملية إدارة الإنتخابات في 15 أيار إلا أن موقف السفراء أعاد البوصلة إلى إطارها الطبيعي حيث أجمعوا على أن "المقاطعة إستسلام والسلبية تجاه الانتخابات النيابية المقبلة لا تبني وطنا وتفسح المجال أمام الآخرين لملء الفراغ وتحديد هوية لبنان وشعبه العربي، ومن الواجب المشاركة في الانتخابات ليصل الى سدة البرلمان من يحافظ على لبنان وسيادته وحريته وعروبته ووحدة أراضيه". فهل يصح القول أن مشهد اقتراع المسلمين السنّة بعد زيارة سفراء مجلس التعاون الخليجي دار الفتوى لن يكون كما قبله خصوصا بعدما كشفت أعداد المقترعين في انتخابات دول الإغتراب "هزالة" في المشاركة السنية؟
رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط يكشف عبر "المركزية" أهمية هذا اللقاء وانعكاسه ايجابا على مزاج الشارع الاسلامي السني ويقول: "لقاء سفراء مجلس التعاون الخليجي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان يؤكد أن دار الفتوى هي دار اللبنانيين جميعا، و هي دار العرب جميعا. ودور دار الفتوى يمتد على مساحة كل لبنان والوطن العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. وليس مستغربا أن يحضر سفراء مجلس التعاون الخليجي للقاء مفتي الجمهوريه في ظل الأوضاع الدقيقة والحساسة التي يمر بها لبنان نتيجة الخلل السياسي؛ وفقدان التوازن التمثيلي على الساحة الوطنية بسبب إمساك بعض الفرقاء اللبنانيين؛ واعني حزب الله والتيار الوطني الحر ؛ بمفاصل الدولة واجهزتها؛ وإخراج لبنان من رسالته إلى محور ايراني لا يشبه ثقافة لبنان ورسالته الحضارية".
توقيت زيارة السفراء لدار الفتوى استوقف المراقبين خصوصا أنها تأتي عشية الإنتخابات النيابية، وفي ظل إصرار نسبة كبيرة من السنة على المقاطعة التزاما بقرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي، وأيضا كونها جاءت بعد ساعات من مغادرة النائبة بهية الحريري لبنان متوجهة إلى أبو ظبي في زيارة خاصة تستمر لأيام، حيث ستتابع من مقر إقامة ابن شقيقها سعد الحريري مجريات الانتخابات النيابية. وقد اكد مكتبها في بيان، انها "ملتزمة قرار الرئيس سعد الحريري ولا تدعم أي مرشح لا سرا ولا علنا". وفي السياق يقول الشيخ عريمط: "شئنا أم أبينا، لبنان تحول الى ساحة للصراع بين مشروعين متناقضين، الأول صفوي فارسي تقوده إيران؛ والثاني وطني عربي تقوده المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي ومصر والاشقاء العرب. والثابت أن لقاء اليوم في دار الفتوى يدور حول هذه المعطيات خصوصا أن لبنان يمر باستحقاق هام على صعيد الإنتخابات والمسلمين السنة في لبنان هم أصل وجوده ولا يمكنه أن ينهض في غياب هذا المكون الأساسي الذي حمل لواء السيادة والوطنية والعروبة على مدى تاريخه الطويل ".
التداعيات السلبية التي خلفها غياب الحريري وتعليق عمله السياسي على الواقعين الوطني والإسلامي لم تعد خافية على أحد "وقد أدى ذلك إلى الإنكفاء ورفض للواقع السياسي الذي يعيشه لبنان ويتحكّم به تحالف حزب الله مع التيار الوطني الحر وكلاهما يريدان تحويل لبنان إلى ساحة للصراع بين المشاريع المتقاتلة على ساحتنا العربية". ويضيف عريمط جازما أن "ما بعد زيارة سفراء مجلس التعاون الخليجي لن يكون كما قبله. فهذا اللقاء يضاف إليه موقف المفتي دريان وتوجيهات العلماء وأئمة المساجد لدعوة الناس إلى الإقتراع بكثافة يوم الأحد وسيساعد على زيادة نسبة الإقتراع والمشاركة في صناعة القرار التشريعي ونأمل أن ينتج عن هذا المجلس النيابي الجديد حكومة جديدة يكون قرارها حرا ومن داخل مجلس الوزراء وليس لدى حزب أو طائفة أو مكوّن سياسي في لبنان وصولا إلى انتخاب رئيس جمهورية جديد يُخرج لبنان من جهنم العهد".
ورداً على الكلام والتغريدات التي لوحت بوجود خلاف بين مفتي الجمهورية والحريري يؤكد عريمط أن "لا خلاف ولا اختلاف بين الموقفين. فالحريري لم يدع إلى المقاطعة إنما علق عمله السياسي كما فريق عمله أما المفتي دريان فقد دعا إلى مزيد من المشاركة وهذا لا يتناقض مع موقف الحريري. واليوم صدر تعميم من تيار المستقبل يؤكد على التزامه تعليق العمل السياسي إلا أنه لا يُلزم جمهور المستقبل والجمهور الداعم للرئيس الحريري. إذا هناك تكامل لا تناقض بين الموقفين".
ومنعا من استغلال كل الشعارات والمواقف التي تبث عبر وسائل التواصل الإجتماعي والتي يشير بعضها إلى تحول دار الفتوى إلى مرجعية بديلة عن بيت الوسط يؤكد عريمط "أن دار الفتوى لا تحل مكان أية شخصية سياسية. فهي كانت وستبقى مرجعية اسلامية ووطنية، وبالتالي لن تكون بديلاً عن أية قيادة سياسية إنما هي تتكامل مع القيادات السياسية والوطنية لبناء دولة سيدة حرة مستقلة تملك قرار السلم والحرب وتتمتع بسلطتها الذاتية.
ويختم الشيخ عريمط: "ملتزمون بقرار مفتي الجمهورية الجهة الدعوة إلى كثافة الإقتراع يوم الأحد 15 أيار للحفاظ على سيادة وعروبة لبنان وعدم جره إلى محاور ايرانية فارسية؛ لا تمت بصلة إلى المصلحه اللبنانيه ؛ولا تشبه المنطقة العربية".