سمير سكاف- "فراغ" الحريري ثمن فاتورة رهانات 14 آذار الخاطئة ف

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 25, 2022

من يرث الحريري والمستقبل؟! وهل يدفع التيار البرتقالي الفاتورة التالية؟


نجح حزب الله في إفشال خطيئة ربط النزاع التي ارتكبها الرئيس سعد الحريري لحظة خروجه من المحكمة الدولية. وكانت قوى 14 آذار قد اخطأت في رفض المواجهة أيضاً. كما أخطأ قسم منهم في الذهاب الى الاتفاق الرباعي. تنازل بعد تنازل في السيادة، وتراجع مستمر أمام سلاح حزب الله، الذي نجح في نقل لبنان السياسي والعسكري الى المحور الايراني، والى نقل اللبنانيين من "نيال يللي عندو مرقد عنزة" الى جهنم، مالياً واجتماعياً. أخطأ الحريري في الاعتقاد أن الشراكة مع الحزب كفيلة في تعاون الحزب الداخلي أو في تغيير اتجاه حزب الله من مسلح الى سياسي. ولم يتعلم للأسف من أمثولة استشهاد والده!

ارتكب الحريري وتياره سلسلة كوارث مالية واقتصادية باستمراره في حصد غلته من المحاصصة المذهبية الطائفية، ومن المحميات المالية، التي لم تعد بقرة حلوباً ولا دجاجة تبيض ذهباً بعد إفلاس الدولة والمصارف والمودعين في آن، لجهة سرقة الثروات الوطنية وودائع اللبنانيين. واذا كان الحريري ساهم بتمويل تياره عبر هذه المحميات من نفايات ومجلس الانماء والاعمار والهيئة العليا للاغاثة وكسارات... فهو للأمانة، من القلة، الذين خسروا من ثروتهم المالية الشخصية، بعكس معظم الباقين، وحتى بعكس والده الشهيد. وقد يكون ما قاله لجهة منعه للاقتتال الداخلي مبرراً للكثير من القرارات الخاطئة. ولكن النتائج تبينت أنها كارثية على البلاد والعباد! ولا يعني ذلك الذهاب الى الاقتتال، بل مقاومة مدنية للسلاح ولانتهاك السيادة وإعادة كافة اللبنانيين الى "لبنان أولاً"!

طمح الجنرال ميشال عون، منذ أن كان في فرنسا، حتى في عز الخلاف مع سعد الحريري، أن يشكل معه ثنائياً جديداً في شكل بشاره الخوري - رياض الصلح 2. وهو أعتقد أنه نجح بذلك في التسوية الرئاسية، التي حصلت بالإذعان. ولكن اتفاق المحاصصة "المسيحية" كما التسوية الرئاسية، سقطا بعملية وضع يد حزب الله على رأس المؤسسات، وبطمع رئيس الجمهورية وفريقه في ابتلاع كل شيء. وهو احتاج لبعض الوقت ليشعر بفاتورة "ما خلونا". ولا يبدو أن في صفوفه لاعبي شطرنج أو كرة قدم او حتى كرة سلة! ففي الشطرنج يجب التفكير في ماهية تحركات ولعبة الخصم وفي كرة القدم أو في كرة السلة هناك الهجمات المرتدة! إن فاتورة التسوية الرئاسية سيدفع ثمنها التيار البرتقالي بحكم الشراكة الرئاسية بين الرئيسين عون والحريري. وقد "ظمط" القوات بخروجهم منها ومن الحكومات الأخيرة! في حين نجح الكتائب في البقاء خارجها أصلاً. أما حزب الله وحليفه أمل فهما فوق المحاسبة، ويملكان "السلاح" لمواجهتها! أما الوزراء جنبلاط وإرسلان وفرنجية فقد حيدوا أنفسهم عن العلاقة المباشرة بالتسوية. ولكنهم معرضون قريباً لمواجهة الفاتورة الانتخابية الشعبية.

لا يهم من يرث تيار المستقبل. فلا شك أن الطائفة السنية قادرة على فرز قيادات جديدة، كما أفرزت من قبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مطلع التسعينيات. ولكن الأرجح أن الساحة السنية ستشهد ارتفاعاً في أسهم خصوم حزب الله، على حساب حلفائه! ومن بينهم بهاء الحريري، فؤاد المخزومي، أشرف ريفي، مصباح الأحدب... ويبقى أن القوى التغييرية التي تتحضر لدخول الحياة السياسية ستكون عنصراً أساسياً في استقطاب إرث الحريري السياسي، بشرط توحدها.

إن عملية خروج الحريري من الأدوار الأولى في اللعبة السياسية هو عنصر ايجابي جديد في الحياة السياسية اللبنانية. فاستخلاص العبر والاعتراف بالخطأ أمور ايجابية، من الجيد تعميمها. و"عقبال الباقيين"!