تجار لبنان أسواء بشر- فؤاد سمعان فريجي

  • شارك هذا الخبر
Monday, January 24, 2022

كتب : فؤاد سمعان فريجي

الأزمة الأقتصادية بدأت تلوح في آفق اللبنانيين منذ العام ٢٠١٨ وبلغت الذروة في ٢٠١٩ حيث اسدلت ستارة المستور البشع الذي كان مشهده يتلطى خلف السياسات المالية المفخخة والتي انفجرت بوجه المواطنين لتجعل منهم حطاماً فقراء متسولين !
كل بلد وحسب التاريخ ينهار نظامه المصرفي والأقتصادي يصبح جثة غير قابلة للحياة وحتى لو حدثت اعجوبة الحياة عليه !
ما يحدث في لبنان في هذه الظروف المأساوية حيث سجل الدولار الأميركي في السوق السوداء ٣٤ الفاً مقابل انهيار تام للعملة الوطنية ، ظهر الى العلن الحكم المافيوي للتجار اللبنانيين الذين يتحكمون بأرواح المواطنين ، وبتغطية مؤسفة من الناس المتآمرين على الشعب ، الذين يهرعون عند كل خبر الى تخذين المواد الغذائية والمحروقات والأدوية وبعض السلع في منازلهم دون مواجهة مع التاجر ومحاسبته والوقوف في وجهه ، حيث يدفعون نقداً وبالدولار ثمن الفاتورة مهما بلغت قيمتها دون السؤال عن همجية وارتفاع الأسعار الجنوني .
وهذا ما جعل التاجر يتغطرس ويحكم بأمره معمماً حفنة من المواطنين على بقية الشعب فيمسح جيوبهم بالسرقة تحت حجة الدولار !
اصحاب الوكالات الحصرية من مواد غذائية وأدوية ومحروقات وقطع غيار السيارات والمستلزمات الطبية وباقي المتطلبات اليومية ، هم جزء كبير من انهيار البلد ، وشاهدنا منذ سنة كيف سرقوا ( السلة الغذائية ) المدعومة من وزارة الأقتصاد ، وان بيع اصنافها لنشاهد اصناف ( السلة ) في المتاجر الأفريقية والخليجية وباقي الأسواق ، بينما المواطن اللبناني لم يستفد منها بليرة واحدة .
اصحاب المتاجر والسوبر ماركت والتعاونيات في لبنان بنوا ثروات خيالية ، ويعود ذلك لتخزينهم اكثر من ٧٠ ٪؜ من الأصناف في مستودعاتهم دون شراء او استيراد اي من السلع فتمت اكبر عملية احتكار واحتيال على المستهلك اللبناني ، والتأكيد على ذلك هو اختفاء الكثير من الأصناف من السوق اللبناني وعندما تم رفع الدعم عنها ، فجأة غرقت الأسواق بهذه السلع على سعر دولار السوق السوداء !
الدولار يعمل حالياً في السوق السوداء ٢٣ الف ليرة بينما ندفع ثمن حاجاتنا اليومية على دولار سعره ٣٥ الفاً !
لم يرف جفن لأي تاجر بتخفيض اسعاره او مرعاة ل ٧٠ ٪؜ من الفقراء الذين تزداد اعدادهم ليتحولوا لاحقاً الى قنبلة اجتماعية موقوتة .
الى وزير الأقتصاد الأنسان المحترم والذي يعمل بضمير لأنقاذ الوضع المتردي ، الحل بسيط ولا يتطلب لجان ودراسات واجتماعات ؛ قرار واحد منك ، التجار المحتكرين المتلاعبين بالأسعار ورؤوس العصابة معروفين وبالأسماء الى السجون ومحاكمتهم كمجرمي حرب جوعوا الشعب اللبناني ، وإلا سوف يقضون على ما تبقى ونصبح ضحايا وأرقاماً امام ( عصابة بابوا الأفريقية في غينيا ) من آكلي لحوم البشر .
ولأن ثقافة المقاطعة مفقودة في مجتمعنا الذي يتحمل جزء كبير من المسؤولية ، لأنه يهرع لشراء حاجاته دون محاسبة التاجر او التشهير به يعود ذلك بسبب التباعد الوطني والفكري ، المحصلة اقول الجبانة تعزز الأستبداد .