أبرشية نيابة الجبة المارونية ودعت المونسينيور فؤاد السمعاني

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 22, 2022

ودعت أبرشية نيابة الجبة المارونية وأهالي بلدة حصرون، المونسينيور فؤاد عبدالله السمعاني، في مأتم رسمي وشعبي ترأسه راعي أبرشية طرابلس المطران يوسف سويف ممثلا البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، عاونه فيه القيم البطريركي الخوري طوني الآغا، كاهن رعية حصرون القاضي انطونيوس جبارة وحشد من كهنة الأبرشية، في حضور النائب جوزيف إسحق ممثلا رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع، طوني متى ممثلا رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، حنا بصبوص طوق ممثلا الشيخ وليم طوق، رئيس بلدية حصرون جيرار السمعاني، مختاري حصرون لابا شليطا وطوني مرعب، رئيس مكتب "القوات" لابا ناصيف وأعضاء المكتب ورؤساء اخويات وجمعيات وعائلة الراحل.

وبعد صلاة الجنازة، تلا أمين سر الديوان البطريركي في الديمان الخوري خليل عرب الرقيم البطريركي، وفيه: "البركة الرسولية تشمل سيادة أخينا المطران جوزف نفاع نائبنا البطريركي العام على منطقة الجبة وأبناءنا كهنة رعية حصرون وسائر الكهنة والرهبان والراهبات، وعائلات المرحومات شقيقات المرحوم المونسينيور فؤاد- عبدالله السمعاني، وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر المحترمين. اعتاد المرحوم المونسينيور فؤاد عبدالله السمعاني، الذي نودعه معكم بكثير من الأسى وصلاة الرجاء، على تلبية نداءات الله له في كل مراحل حياته. وها هو اليوم وللمرة الأخيرة يلبي الدعوة الإلهية للحضور أمام العرش الإلهي، ويقول، ككل مرة: "ها أنذا... تكلم يا رب فإن عبدك يسمع" (1 صموئيل). هذا كان جواب الصبي صموئيل للرب عندما دعاه ليجعله نبيا. ولقد تربى على هذه الجهوزية في بيت والديه المرحومين أنطونيوس السمعاني وبديعة عبدالله يونس، حسب إرث السماعنة، وفي جو من تراث بلدة حصرون العزيزة التي أعطت أكثر من بطريرك وستة عشر مطرانا وعددا كبيرا من الكهنة والرهبان والراهبات، فضلا عن وجوهها المدنية والسياسية والعلمية والثقافية والاجتماعية اللامعة، فلبى بفرح وسخاء قلب الدعوة الإلهية إلى الكهنوت المقدس.

بدأ مسيرته في إكليريكية غزير البطريركية، ولنباهته وتفوقه وخصاله الكهنوتية أرسلته السلطة الكنسية إلى روما لدراسة الفلسفة واللاهوت في جامعة نشر الإيمان والجامعة الغريغورية للآباء اليسوعيين. وبسبب تعثر صحته عاد إلى لبنان ليواصل دروسه في جامعة القديس يوسف في بيروت، حيث نال إجازتين في الفلسفة واللاهوت. بعد أن سيم كاهنا سنة 1968 درس اللغة اللاتينية في إكليريكية غزير، وتولى مسؤولية الإرشاد الروحي لطلاب السنة الإعدادية. ثم أسندت إليه خدمة رعية حصرون منذ سنة 1969، فأداها بكل تفان وغيرة ومثالية كهنوتية، طيلة أربع وأربعين سنة. وكان في الوقت عينه يدرس اللغة الفرنسية في مدرسة حصرون الرسمية لمدة ثمان وعشرين سنة. أما الأولوية عنده فكانت للخدمة الرعائية التي تميزت بالوعظ والتعليم، وإرشاد الأخويات والجمعيات. فأضفى على الرعية روح الصلاة التي كانت تميزه، جاعلا إياها رعية صلاة، وعلى مثال الحياة الديرية الملتزمة بالواجبات الدينية والكنسية والنشاطات الروحية. واعتنى بالشأن الإداري، فسهر على إدارة الأوقاف، وأنشأ الصالات الرعائية، ورقم البيوت التابعة للأوقاف، وأعاد بناء المدافن، وبنى مع أبناء حصرون والمحسنين كنيسة القديسة حنة الجميلة.

ولكم كان يشع على وجهه فرحه الكهنوتي الظاهر بابتسامة دائمة! وكم كان جميلا اللقاء معه والاستماع إلى حديثه المجمل باللطف والحب! ولا ننسى آخر زيارة قمنا بها إليه في بيت الرعية أثناء زيارتنا الراعوية لحصرون العزيزة. وها أنت، أيها العزيز المونسينيور فؤاد عبدالله، تنتقل إلى بيت الآب في السماء، راجيا أن تنال من الكاهن الأزلي وراعي الرعاة العظيم يسوع المسيح (1 بطرس 5:4) ثواب الخادم الأمين الحكيم (لوقا 12:42). على هذا الأمل وإعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران يوسف سويف رئيس أساقفة طرابلس السامي الاحترام، ليرأس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه، وينقل إليكم تعازينا الحارة. تقبل الله بواسع رحمته روح فقيدكم الغالي في مجد السماء، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء، وعوض على الكنيسة بكهنة قديسين".

وبعد رش الماء المقدس، حمل الكهنة نعش الراحل وطافوا به حول مذبح القديسة حنة، قبل أن يوارى في الثرى في مدفن بني خصيصا لكهنة الرعية. بعدها تقبل اسحق وافراد العائلة العزاء من المشاركين.