الإندبندنت- اجتجاجات النقب قوبلت بوحشية

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 22, 2022

في صحيفة الإندبندنت، نقرأ مقالا في صفحة الرأي للناشطة الفلسطينية ريا الصنع بعنوان "الاحتجاجات في منطقة النقب جنوب إسرائيل قوبلت بوحشية".

وتقول الكاتبة إن "الشرطة الإسرائيلية المدججة بالسلاح أمطرت الحشود بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته طائرات من دون طيار، كما أطلقت الرصاص المطاطي".

وكان الآلاف قد تجمعوا يوم الخميس الماضي في منطقة النقب، جنوب إسرائيل، "للاحتجاج على انتزاع الملكية من مجتمعات البدو الفلسطينيين".

وقالت الصنع إن "ثلاثة اشخاص أصيبوا في الوجه بشكل مباشر واحتاجوا إلى جراحة. وأصيب أحدهم بنزيف داخلي".

وأوضحت أن المظاهرة "جاءت بعد ثلاثة أيام من النضال المستمر بقيادة سكان قرية سعوة الأطرش الذين قاوموا مبادرة تشجير ينفذها الصندوق القومي اليهودي وهو هيئة شبه حكومية بدعم من السلطات الإسرائيلية".

وتقول الصنع إنه "لا توجد مبادرة خضراء بسيطة، فهذه عملية تشجير مثل نزع الملكية والتهجير".

وأضافت "في استمرار للخطاب الاستيطاني الاستعماري الذي لطالما كان سمة من سمات الاستيطان الصهيوني في فلسطين، يدعي الصندوق القومي اليهودي والمسؤولون الإسرائيليون أن البدو ليس لهم حق ملكية خاصة وأن الأرض هي أراضي دولة".

وتابعت "للتشجير تاريخ طويل في فلسطين كأداة سياسية للسلطات الإسرائيلية - تستخدم لإخفاء تاريخ الوجود الفلسطيني من خلال زرع الغابات على أنقاض القرى الفلسطينية التي دمرت في النكبة. كما أنها كانت آلية للاحتفاظ بالأرض ومنع مجتمعات النازحين من العودة. تشكل الأرض المستهدفة أرضا زراعية قيمة - وبالتالي، فإن ما يحدث هو هجوم على قوت الناس ويُنظر إليه على أنه مقدمة لنزوحهم".

وقالت "في النقب على وجه التحديد يعتبر التشجير إحدى الطرق التي سعت بها إسرائيل لتهجير الفلسطينيين البدو والقضاء على وجودهم".

وعن قرية سعوة الأطرش، قالت الكاتبة إنها "واحدة من 36 قرية بدوية فلسطينية في النقب ترفض إسرائيل الاعتراف بها. ويعيش في هذه القرى حوالي 100 ألف من سكان المنطقة الفلسطينيين البالغ عددهم 300 ألف نسمة. تعتبر هذه القرى غير شرعية من قبل إسرائيل وتحرم من الوصول الأساسي إلى البنية التحتية والخدمات. كل هذه القرى معدة للإبادة وسكانها مهجرون".

وقالت "هذا هو السبب في أن أولئك الذين حشدوا واحتجوا يرون أن الهجوم على السعوة أوسع بكثير من مصير قرية بعينها. لهذا السبب بدأت المواجهات وانتشرت في مناطق أخرى".

وتابع المقال إنه "في مظاهرة الأسبوع الماضي، كان المتظاهرون من الشباب في المقام الأول - ولا شك أن هذا يعكس جزئيا حقيقة أن أكثر من 50 في المئة من السكان البدو الفلسطينيين في النقب تقل أعمارهم عن 17 عاما. كان هناك أيضا حضور قوي جدًا للمرأة، وهي سمة تعمل بشكل متزايد على تشكيل النضال الفلسطيني ككل".

وقالت إنه "كانت هناك موجات من حملات الاعتقال التي تهدف إلى سحق معنويات الناس".

وأضافت "حتى 19 يناير / كانون الثاني، قُبض على حوالي 150 شخصا منذ 10 يناير / كانون الثاني، 40 في المئة منهم قصر، ولا يزال 17 منهم رهن الاحتجاز. واحتجزت أجهزة الأمن الإسرائيلية خمسة متظاهرين وحرموا من التمثيل القانوني. الاعتقالات الجماعية هي استراتيجية مألوفة تستخدمها السلطات الإسرائيلية كآلية تأديبية ضد أولئك الذين يجرؤون على الاحتجاج على تجريدهم من ممتلكاتهم".

وقالت الصنع إن أحداث النقب أثارت موجة من المظاهرات في شتى أنحاء الأراضي الفلسطينية.

وأوضحت أنه "بالنسبة للفلسطينيين، إن النضال في قرية سعوة الأطرش والنقب بشكل عام ليس نزاعا محليا، بل هو صراع يرون فيه قصة مألوفة عن نزع الملكية والتهجير. أثبت مستوى العنف المستخدم لقمع الاحتجاجات عمليا، أنه بغض النظر عن وضع المواطنة (الفلسطينيون في النقب هم مواطنون إسرائيليون)، يواجه الفلسطينيون في كل مكان طوفا من قوات الأمن الإسرائيلية".

وأشارت إلى أن "هذه الديناميكيات المتشابكة للوحدة في المقاومة والقمع كانت روح مايو/ أيار 2021 - عندما انتفض الفلسطينيون في كل مكان ضد التهجير الذي حدث في الشيخ جراح في القدس".

وختمت الكاتبة بالقول إن "السبيل الوحيد المتاح لدينا هنا هو الاستمرار في بناء قاعدة للعمل بشكل جماعي. لسنوات، عملت إسرائيل على سحق التنظيم على مستوى القاعدة. وبالتالي، فإن الطريقة الوحيدة للمضي قدما هي بناء هياكل تعمل لصالحنا، منفصلة عن المؤسسة السياسية. في نهاية المطاف، لا يمكن فصل النقب عن بقية فلسطين، إذا أردنا تحقيق أي تغيير ذي مغزى، وتأمين كرامتنا، والاعتراف بمجتمعاتنا وأرضها".