هل ستنجح المعارضة العونية باستعادة التيار من يد الصهر؟- فؤاد الاسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 22, 2022

كتب المحامي فؤاد الاسمر:

بعد ان تولى الوزير جبران باسيل رئاسة التيار الوطني الحر في العام ٢٠١٥ سارع الى اتخاذ سلسلة تعديلات واجراءات جعلته صاحب السلطة المطلقة في التيار ويعود له وحده القرار المركزي والنهائي وعلى جميع المستويات الداخلية والعامة.

فوَضَعَ انظمة حزبية تخدم هذه الغاية، وفَرَضَ تعيينات تلبي طموحاته السلطوية، وعمد الى اقصاء جميع الشخصيات والمسؤولين الحزبيين الذين كانوا يتقدمون عليه او حتى يوازونه مرتبة وموقعاً، وكرّس نفسه ممراً الزامياً لأية علاقة او حتى لقاء بالجنرال ميشال عون. كما ذهب الى الغاء تعبير "العونيين" من القاموس الحزبي ليستبدله، بمرحلة اولى، بتعبير "التياريين" ومن ثم "الباسيليين".

نتج عن ذلك معارضة شديدة قامت بوجهه من قبل فئات وشخصيات تعتبر نفسها "أم الصبي" في التيار العوني ونضاله. وهذه المعارضة اتخذت شكلان:

١-خارجي: تَمَثَلَت بسلسلة استقالات من التيار ليشكل المستقيلون مجموعة تناهض سلطة باسيل وتدعو للعودة الى المبادئ والقيّم التي قام عليها التيار العوني قبل الباسيلية.
٢-معارضة داخلية تتمثل بمجموعة شخصيات وقوى لم تترك التيار بل بقيت تحت سقفه وسلطة باسيل، انما معروفة بعدائها الشديد للصهر وبتحيّنها الفرصة المناسبة للانقضاض عليه.

وبينما يرى البعض ان الوزير باسيل تمكن من اقصاء وتهميش المعارضة الخارجية له تماماً، في حين أنه قلّمَ أظافر المعارضة الداخلية وطوّعها، يرى البعض الآخر أن باسيل أعجز من ذلك، انما هو يحارب بسيف عمه الذي هو من اراد ذلك.

مهما يكن، فمن الواضح ان الكتلة النيابية التي بقيت صامدة مع التيار اليوم يبلغ عددها ثمانية عشر /١٨/ نائباً بعد حسم عدد النواب المستقيلين والحلفاء.

وان التقديرات ترجح ان كتلة التيار ستتقلص الى عشرة /١٠/ او اثني عشر /١٢/ نائباً في الانتخابات القادمة، بفعل تهاوي شعبيته. ومن بين اعضاء هذه الكتلة هناك حكماً اربعة او خمسة أعضاء من المعارضة الداخلية، لا سيما عن اقضية جبيل والمتن وبعبدا وجزين، والذين هم أساساً ضد الوزير باسيل، انما لا مفر للتيار من ترشيحهم للانتخابات النيابية بفعل حضورهم وحجمهم الانتخابي، الامر الذي سيوفر حجماً للكتلة العونية المناهضة لباسيل توازي حصته النيابية.

وعلى خط موازٍ تتحضر المعارضة الخارجية بدورها للانتخابات النيابية القادمة في عدد من الاقضية، وهي تمنّي النفس بمقاعد نيابية وبحضور يحدّ من اندفاعة الصهر وطموحاته.
فهل ستتمكن المعارضتان العونيتان من تثبيت أقدامهما في الانتخابات القادمة كخطوة اولى ضمن سلسلة خطوات قد تجمعهما تحقيقاً لطموحهما السياسي المركزي المشترك باستعادة التيار من يد الصهر؟