هل تَكْسُر "الثلاثية" مع وهاب "ثنائية" جنبلاط - أرسلان؟- جان الفغالي

  • شارك هذا الخبر
Thursday, January 20, 2022

كتب جان الفغالي:

لم تشهد طائفة الموحِّدين الدروز خروجًا على هذه الثنائية إلا في ما ندَر ، خرج على هذه القاعدة الحزب السوري القومي الإجتماعي الذي كان له حضور درزي خارج هذا الإصطفاف ، كما كان هناك تمثيل درزي في بعض الحكومات خارج هذا الإصطفاف أيضًا ومنهم الوزير السابق عصام نعمان الذي كان في الحرب ركنًا من أركان " الحركة الوطنية " بزعامة كمال جنبلاط .

حتى في عزِّ الحرب ، على مدى ربع قرن ، إستمرت هذه الثنائية قائمة ، صحيح أن الإرسلانيين لم يحملوا بندقية ولم يشاركوا في الحرب ، لكن " الخصوصية الدرزية " حتَّمت بقاءهم وإبقاءهم " ، فالدروز لا يصوِّبون البندقية في صدور بعضهم البعض حتى في عز انقساماتهم وتشتتهم ، وهذه " ميزة " لديهم لم تتعلَّمها الطوائف اللبنانية الأخرى .

لم تكن المسألة مسألة " توزيع أدوار" بل إحترام كل طرف للطرف الآخر ، ولم يكن الإلتزام صارمًا : ارسلانيون انتقلوا إلى الجنبلاطيين ، والعكس صحيح.

هذه التنويعة كانت مريحة للمختارة وخلدة حتى في عز التباين : المير مجيد استقبل الرئيس بشير الجميِّل في دارته في عاليه في حضور نجليْه فيصل وطلال، في وقت كان وليد جنبلاط يعبِّئ المقاتلين لأنه استشعر رائحة مواجهة في الجبل. ( ومن مفارقات السياسة اللبنانية أنه بعد أربعين عامًا ، طلال إرسلان على طرفَي نقيض مع القوات اللبنانية ، فيما التحالف أو إلتقاء المصالح الموضوعية قائم بين وليد جنبلاط ومعراب.

هل يحتمل وليد جنبلاط الثلاثية فيما كان يشعر على الدوام بعبء الثنائية؟

لا يُخفي جنبلاط أنه كان " يُبقي " مقعدًا شاغرًا في قضاء عاليه من أجل أن يفوز به المير طلال ، صحيح أن الإرسلانيين لا يعترفون بهذه الواقعة ، لكن الأرقام كانت تشي دائمًا بأن " حاصل " المير طلال يحتاج إلى أصوات من " البيك "، فالمير طلال ليس المير مجيد ، حتى ان البعض يعتقدون بأنه " اقتنص" العباءة من شقيقه الأكبر فيصل الذي جرت الرياح السورية بما لا تشتهي سفينته ، وربما نجله عادل ن المنضوي تحت أجنحة الثورة ، سيعيد الاعتبار لدارة المير فيصل في عاليه .

اليوم هناك خصمٌ مشترك للمير والبيك هو " استاذ وئام" الذي تدرَّج من " إذاعة صوت الجبل " التي كانت ناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي ، ومنها امتد قلمه إلى صحيفتي الديار والسفير ، ولم يُنقِّل قلمه فقط بل البندقية أيضًا من كتف المختارة إلى كتف خلدة ، ليستقر أخيرًا بين دمشق وحارة حريك ، وهو يفاخر بهذا التموضع ، متخذًا مسافةً بين المير والبيك ، طارحًا معادلة الخط الثالث او الخيار الثالث لدى طائفة الموحِّدين الدروز .

لم ينزل بردًا وسلامًا موضوع توزيره في حكومة الرئيس عمر كرامي ، كوزيرٍ للبيئة ، صحيح ان توزير درزي من خارج الثنائية ، لم يكن مُستفزًّا لجنبلاط وإرسلان ، إذا لم يكن ينافسهما ، كتوزير عصام نعمان في حكومة الرئيس الحص في أول عهد الرئيس أميل لحود ، فوئام له حيثيته في الجبل ، على عكس عصام نعمان الذي لم تكن له حيثيته في بيروت .

لم يحالف الحظ وئام وهاب في انتخابات 2018 ، ووضع اللوم في ذلك على الحلفاء قبل الخصوم ، وتحديدًا على حليف واحد قادر على الحل والربط وتوفير الأصوات التي تؤمِّن الفوز ، لكن يبدو أن حلفاء وهاب لم يكونوا قد قطعوا نهائيًا شعرة معاوية مع خصومه ، فدفعَ ثمن خطأ في الحساب او في الإحتساب، لكن هذه المرة يبدو الوضع مختلفًا : حلفاؤه أعطوه وعدًا ، هو والتيار الوطني الحر سيكونان معًا.

فهل يحمل وهاب لقب " سعادة " بعد عشرين عامًا على حمله لقب " معالي " ؟

في المحصِّلة ، تجمعت ظروف درزية ، سورية لمصلحة وهاب ، فالمعلومات تتحدث عن ان هناك قرارًا سوريًا بتطويق جنبلاط درزيًا ، وهذا التطويق لا يكون سوى بتحالف الضرورة بين وهاب وإرسلان .