ذا هيل- روسيا تنفذ تكتيكات الحرب الباردة لتوسيع نفوذها

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 18, 2022

رأى الكاتبان جون إي. هيربست وديبرا كاغان في موقع مجلة "ذا هيل" الأمريكية أن روسيا لا تمانع في تنفيذ سياسات أتاحت للإتحاد السوفياتي توسيع نفوذه في القرن الماضي، في الوقت الذي يرفض كثيرون أن يأتوا على ذكر الحرب الباردة.
من أوروبا إلى القطب الشمالي إلى أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، يتبنى الروس بالكامل تكتيكات الحرب الباردة، بينما تكافح الولايات المتحدة للحاق بهم. ويمارس الروس هذه السياسة منذ سنوات.
وذكر الكاتبان بمولدوفا، حيث عمدت قوات روسية بعد أيام من استقلال هذه الجمهورية عام 1992، إلى إنهاك الجيش المولدوفي الصغير. واليوم، هناك 1500 جندي روسي ومئات ممن يسمون "قوات حفظ السلام" يحتلون ترانسنيستريا، وهي منطقة روسية انفصالية، صادف أنها تحاذي الحدود مع رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي.
واستخدمت روسيا التكتيكات نفسها عندما غزت جورجيا عام 2008، بالإشارة إلى منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كمنطقتين إنفصاليتين شرعيتين.

غزو أوكرانيا
واستمر هذا النهج بجائزة كبرى لفلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا، تلاه ضم واندفاع آخر نحو الغرب.
كل هذه المغامرات أسفرت عن مقتل أشخاص ودمار. ومع ذلك، فإن الرد من قبل الغرب لم يكن كافياً لإضعاف طموحات بوتين، التي تتغذى على نحوٍ كبير من الإبتزاز.
وعندما وصلت إدارة الرئيس جو بايدن إلى السلطة، كان عليها أن تتعامل مع هجمات سيبرانية واسعة وعمليات تجسس على بنى تحتية وحتى على الحكومة الأمريكية.
وكانت الهجمات السيبرانية موضوعاً رئيسياً في قمة بايدن وبوتين في جنيف، وأملت واشنطن في أن تتوقف الحملات الرقمية أو أن تتباطأ على الأقل. وبالكاد مر شهر واحد، حتى تبين أن الهجمات لم تتوقف، وأن الكرملين لا يكاد يفعل شيئاً لوقفها. وفقط في أواخر عامذاك عمدت واشنطن إلى شن عمليات سيبرانية لإغلاق ومعاقبة اللاعبين الذين يطالبون بفديات في روسيا.
وبينما تحشد روسيا قواتها من أجل هجوم شامل جديد على أوكرانيا، ومع تدخل قواتها في كازاخستان لدعم النظام، فإن شبكتها الدعائية تبث رسائل لدعم هذه الجهود. من نشر معلومات مضللة الهدف منها إعطاء انطباع بأن ثمة غزواً قادماً لروسيا، إلى ترويج المزاعم التقليدية بأن الغرب يحرض سراً على الثورة في أي مكان توجد فيه احتجاجات، ومن السهل تجاهل الحقيقة عندما يسعى الكرملين خلف مصالحه العدوانية.
وهناك رابحون وخاسرون على المسرح العالمي. فقد ربح الناتو وانهزم الإتحاد السوفياتي وحلف وارسو لأنهما لم يحملا مقومات الديمومة. إن الأصوات النشاز التي تصدر في الغرب مفترضة أن توسيع الناتو هو سبب السلوك المرعب لروسيا، هي أحد أسوأ أنواع إلقاء اللوم على الضحية.
ولفت الكاتبان إلى إن توسيع الناتو حصل لأن الأوروبيين الشرقيين وجمهوريات البلطيق ليست لديهم الثقة بأن روسيا ستغير مسارها. وكانوا على حق. فلو لم تكن روسيا على هذا الشكل من التنمر، لما كانت هناك لائحة منتظرين للإنضمام إلى الناتو.
ويجب أن لا يخطئ أحد. إذ أن روسيا عينها على أكثر من أوكرانيا والدول التي تعتقد أن لها حق السيطرة عليها في جوارها. إن بوتين يريد من الناتو أن يرحل. وبخلاف ذلك، يسعى إلى تقييد وتقليص ما يمكن لأعضائه الذين يعيشون بالقرب من روسيا. والمحادثات التي تجري مع روسيا لن تجعلها تتراجع عن تكتيكاتها المصاغة جيداً للتدخل والغزو والضم.