خاص- هذا ما ابلغه الحزب لبري فأُفرِج عن الحكومة- بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 18, 2022

بات محسوما ان تراجع "الثنائي الشيعي" عن ربط مصير الحكومة بمصير المحقق العدلي القاضي طارق البيطار دون سابق انذار وبتوقيت يطرح اكثر من علامة استفهام، لم يكن نتيجة مقايضة داخلية او تسوية بديلة عن تسويات سابقة عمل حزب الله على انضاجها وكان مصيرها الفشل. ما بات مؤكدا هو انها من المرات النادرة التي يقوم بها الحزب بخطوة الى الوراء ويتراجع من دون مقابل خاصة في زمن يحاول فيه وبكل المجالات وعلى كل المستويات استثمار فائض قوته. لكن ونظرا لفداحة قرار "الثنائي" بتعطيل مجلس الوزراء ومعه البلد في مرحلة الانهيار الكبير، وجد الحزب نفسه محاصرا اكثر من اي وقت مضى ومشتتا خاصة وانه يدرك انه انجر باتجاه قرار لم يكن مقتنعا به تماما. اذ تقول مصادر مطلعة على جو الحزب انه "جارى رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالضغط من خلال مقاطعة جلسة او اثنتين لمجلس الوزراء ظنا انهما بذلك يطيحان بالبيطار ويضعان حدا للاستنسابية التي يتعاطى بها والتي تؤكد انه يستهدفهما بالمباشر، لكن وبعدما تبين ان باقي القوى السياسية لم ترضخ لهذه الضغوط ما ادى لتمديد العمل بقرار المقاطعة اضطراريا كي لا يظهر "الثنائي" كمن قام بخطوة ناقصة، وجد حزب الله نفسه وامام ضغوط شعبية كبيرة وبخاصة من داخل بيئته الشيعية مضطرا للتراجع.. هو ابلغ الرئيس بري بقراره هذا الذي تلقفه تلقائيا باعتبار ان الواقع الشعبي الضاغط الذي يتعرض له حزب الله تتعرض له تلقائيًا حركة "أمل" ورئيسها".
وبالرغم من اصرار البعض على ربط تراجع "الثنائي" بتعطل عمل الهيئة العامة لمحكمة التمييز لفقدانها نصابها القانوني ما يؤدي لتعطيل عمل البيطار، والحديث عن اتفاق تحت الطاولة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على عدم تحرير التشكيلات القضائية او القيام بأي تعيينات جزئية تملأ الفراغ الذي تشهده محكمة التمييز، تنفي المصادر القريبة من الحزب هذا الامر جملة وتفصيلا، وان كانت على قناعة بأن تعطل عمل الهيئة بات أمرا واقعا.
وتهزأ المصادر من ربط البعض قرار "الثنائي" بالمتغيرات الاقليمية والدولية وبخاصة على صعيد التقدم الذي تشهده مفاوضات فيينا وما تم الاعلان عنه عن استعداد السعودية وإيران لإعادة فتح سفارتيهما بعد إحياء العلاقات بينهما، معتبرة ان هذه الملفات اكبر بكثير من لبنان ومن موضوع عودة دوران عجلة الحكومة.
وليس مستغربا اصلا اصرار "الثنائي" على نفي اي ارتباط لقراره بتطورات خارجية، اذ يكفيه الصفعة التي مني بها بتراجعه عن قراره دون مقابل وبعد ٣ اشهر من تعطيل البلد وبالتالي المساهمة بانهيار العملة الوطنية التي كانت بأمس الحاجة لبعض الاستقرار السياسي الذي يقوم بشكل اساسي على ضمان اجتماع الحكومة وانتاجيتها وبخاصة بملف الموازنة والتفاوض مع صندوق النقد الدولي.. وهو لا شك لن يجر نفسه لتلقي صفعة جديدة باقراره بارتباطه وارتباط قراراته كليا بأجندة طهران، وهنا المقصود بشكل اساسي حزب الله الذي بات يجد الكثير من الصعوبة باقناع حلفائه وعلى رأسهم "التيار الوطني الحر" بسير مصلحة لبنان ومصلحة ايران على السكة نفسها.
وتعتبر مصادر معارضة للحزب انه سواء اكتشفنا في وقت لاحق ان هناك نوعا من المقايضة وراء قرار الحزب الاخير او انه قرار اجبر على اتخاذه من دون مقابل، ففي كلتي الحالتين، اكدت هذه الواقعة ان ما يحكى عن فائض قوة حزب الله لا يمكن دائما استثماره في الداخل اللبناني.. اذ يبدو ان الفيل الكبير داخل الغرفة الصغيرة يتخبط مسببا الكدمات لنفسه اولا، باعتبار ان الغرفة التي يتخبط فيها هي اصلا متداعية ومهددة بالانهيار بأية لحظة!