خاص- من سيلعب الورقة الأمنية ومتى؟- بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, January 13, 2022

خاص- الكلمة اونلاين
بولا اسطيح

فيما تنشغل القوى السياسية بنية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الدعوة لحوار وطني يعتقد انه يستطيع من خلاله كسر الجمود القاتل الذي يفرضه "الثنائي الشيعي" بتعطيله جلسات مجلس الوزراء، بدأت الخشية من تحريك الوضع الامني تتسع، من منطلق ان التأزم السياسي المترافق مع انهيار مالي حاد وتردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية سينعكس هزات أمنية تتخذ أشكال شتى خاصة على عتبة الانتخابات النيابية.
ويتقاذف حزب الله وأخصامه الطابة الامنية. ففي الوقت الذي ينبه فيه مقربون من الحزب من تهيئة اخصامه وبالتحديد الولايات المتحدة الاميركية الساحة اللبنانية لانفجار امني في حال بينت لها الاحصاءات المكثفة التي تجريها حاليا ان لا حظوظ لحلفائها في الداخل في الانتخابات المقبلة وان هذا الاستحقاق سيعيد انتاج المجلس النيابي نفسه مع تعديلات طفيفة غير مؤثرة لمصلحة واشنطن، يحذر اخصام الحزب من احتمال ان يلعب الورقة الامنية في حال تأكد ان الانتخابات ستؤدي لدخول مجموعة من النواب الى البرلمان قادرة على ان تخرب عليه من الداخل وتشكل كرة ثلج تكبر في الانتخابات التي تلي في السنوات المقبلة. ويربط هؤلاء هذا التوجه بما يقولون انه خطة للحزب للاطاحة بالدولة بكامل مؤسساتها تمهيدا لاعلان نفسه الآمر الناهي فيها.
وتقول مصادر سياسية مطلعة ردا على سؤال عما اذا كانت الاحوال ستستمر على ما هي عليه حتى ايار المقبل، موعد الانتخابات، لجهة الجمود الحكومي واستمرار تحليق سعر الصرف:" استمرار الاوضاع على ما هي عليه قد يكون ما نتمناه.. لكن الواقع اسوأ من ذلك، اذ نترقب تدهورا كبيرا اضافيا على المستويات كافة يطيح بكل شيء".
وبالرغم من اصرار قادة الاجهزة الامنية على بث الاخبار المطمئنة امنيا لجهة ان لا معطيات مقلقة وان الامن ممسوك، باستعادة للتجربة المالية حين كان المعنيون بالوضع النقدي والمالي يجزمون ان الليرة بألف خير، تشير المصادر الى ان الاجهزة الامنية تتابع عن كثب تحركات سواء في شمال لبنان او في مناطق محيطة ببيروت قد تشكل منطلقا لعمليات امنية لم تتضح معالمها بعد في ظل مخاوف من ان تكون الشرارة عملية اغتيال او اكثر من عملية تنفذ مع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي، فتخلق ردود فعل في الشارع تطيح بالانتخابات.
ويدرك رئيس الجمهورية حجم المخاطر المحدقة، لذلك سار بنصيحة بعض مستشاريه الدعوة للحوار، ظنا انهم بذلك يهدئون النفوس وبالتالي يقطعون الطريق على اي مخطط لتفجير الوضع الامني. لكن المصادر تقول:"التعويل على ترفع الاقطاب السياسيين في هذه المرحلة على بعد ٤ اشهر من موعد الانتخابات في غير مكانه على الاطلاق. الكل يعي ان صفارة الاستعداد للانتخابات اطلقت وبالتالي لن يتوانى الفرقاء عن استخدام كل اسلحتهم للحفاظ على حجم كتلهم النيابية ومن خلالها على موقعهم في السلطة"، مضيفة:"من رفضوا المشاركة في الحوار لم يراوغوا.. اما حزب الله مثلا فيدرك ايضا لن الدعوة للحوار في غير مكانها، لكنه خرج سريعا لتأكيد تلبيتها ليقطع الطريق على الاتهامات المعلبة بأنه يرفض النقاش بملف الاستراتيجية الدفاعية وضمنا بموضوع سلاحه.. فلماذا يتلقى السهام وهو يدرك ان الحوار وفي حال حصل سيكون صوريا وبين اهل البيت الواحد بغياب معظم الاقطاب الرئيسيين عنه!؟"