خاص- الكيدية السياسية.. مفتاح الانتخابات في البقاع الغربي؟- سحر الزرزور

  • شارك هذا الخبر
Thursday, January 13, 2022

خاص- الكلمة أونلاين

سحر الزرزور

ما يحصل اليوم من تسكير للطرقات في بلدة جب جنين-البقاع الغربي نتيجة الانقطاع الدائم للكهرباء، لم يكن نتيجة عدم تقيد مناوبي المصلحة الوطنية لنهر الليطاني بتعليمات مركز التنسيق في مؤسسة كهرباء لبنان، كما جاء في البيان الصادر عن المؤسسة. انما نتيجة نهج قديم جديد، بدأت ملامحه بالظهور منذ الزيارة التي قام بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى البقاع الغربي العام 2019 والتي خصص فيها بلدة تل ذنوب بالقول "إن السنية السياسية نشأت على جثة المارونية السياسية". في حينها، اعتبر البعض هذا الكلام بمثابة مشروع فتنة بين المسلمين والمسيحيين. الا ان الأمورلم تقف عند هذا الحد بل تم استتباعها بحجب التيار الكهربائي عن الحي المسلم في البلدة ذاتها، ما رفضه المسيحيون قبل المسلمين، وقد تظاهروا جميعاً مطالبين بالكهرباء. فإن للبقاع الغربي خصوصية فريدة، خصوصاً وأنه شكل نموذجاً للعيش المشترك على مدى السنوات ولم يتعرض لأي حدث أمني طائفي حتى في اصعب الظروف خلال الحرب الأهلية.

بعد سنوات، عاد المشهد ليتكرر بأسلوب مختلف. فمنذ أسابيع حتى الآن، غابت الكهرباء عن مجموعة من بلدات البقاع الغربي ذات الغالبية السنية من بينها جب جنين، مركز القضاء في البقاع الغربي، مقابل تمتع القرى الباقية بأكثر من 20 ساعة في اليوم. مع العلم، ان جميع هذه القرى قد قدمت من أراضيها مساحات واسعة لمشروع سد الليطاني، ما يعطيها الحق بأن تتساوى في ساعات التغذية الكهربائية.

بعد مراجعات عديدة من نواب وفعاليات البقاع الغربي لوزارة الطاقة، قدمت الأخيرة عذراً بأنها بحاجة لبناء عامود ربط لايصال الكهرباء الى محطة جب جنين، وأنها غير قادرة على تكبد تكاليف هذا العامود.
عليه، قامت اتحادات البلديات في المنطقة بتأمين العامود على عاتقها وقد اصبح ايصال الكهرباء تقنياً متاحاً الى محطة جب جنين، كما توزيعها على ضفاف بحيرة الليطاني. الا ان ذلك لم يحصل رغم كل المناشدات لوزير الطاقة وكهرباء لبنان.

هذا الواقع، يدفع العديد من المراقبين الى التساؤل عن النية في هذا التوقيت بالذات وراء هذا الاستهتار في موضوع تأمين الكهرباء، والتي يحتاجها "اللبنانيون". هل أن شد العصب الطائفي في موسم الانتخابات يبرر هذا التحريض؟ هل تسعى بعض الجهات السياسية الى الفتنة الطائفية؟ ماذا يريد المسؤولون عن هذا الملف وتحديداً التيار الوطني الحر؟ وأين المعنيين ومسؤولي المنطقة من هذا الملف؟