خاص- ماذا يجري في الجنوب؟- بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, January 9, 2022

خاص-الكلمة أون لاين

بولا اسطيح

لا يبدو الوضع جنوب لبنان مطمئنًا على الاطلاق. فتعرض قوات "اليونيفل" خلال أقل من شهرين لاعتدائين مباشرة بعد زيارة لافتة بالتوقيت والمضمون للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للبنان، يطرح أكثر من علامة استفهام خاصة في ظل تعارض روايتي القوات الدولية وحزب الله وغياب اي رواية رسمية للدولة اللبنانية.

ففيما تلمح "اليونيفل" ولأول مرة الى دور مباشر لحزب الله متحدثة عن "جهات فاعلة في جنوب لبنان تتلاعب بسكان المنطقة لخدمة أغراضها"، يحذر حزب الله، عبر مصادر مطلعة على جوه من "مخطط دولي يقضي بتوسيع مهام القوات الدولية بما يتعارض مع القرار ١٧٠١، من خلال قيامها بمهام من دون موافقة الجيش اللبناني او اطلاعه عليها بوقت مسبق".

وتقول رواية حزب الله ان "هذا المخطط ليس بجديد، فهم يحاولون فرضه كل عام عند تمديد ولاية اليونيفل من خلال الدفع باتجاه تعديل مهامها، وعندما يفشلون بذلك ينتقلون لتنفيذه بقوة الأمر الواقع، لكن الحزب يدرك تماما ما يخططون له ويقف لهم بالمرصاد. اما الجديد اليوم فهو ان محاولتي توسيع المهام من خلال تخطي الجيش حصل لمرتين على التوالي ومباشرة بعد زيارة غوتيريس، كما ان الحادثة الاخيرة حصلت في بنت جبيل التي لها رمزيتها بالنسبة للحزب.. اضف ان معلوماتنا تفيد بأن الدورية التي تعرض لها الاهالي لم تبلغ الجيش بهذه المهمة ولم تطلب مؤازرته، وهو ما يثير القلق من نية لتفجير الوضع في جنوب لبنان تنفيذا لاجندة دولية معينة".

بالمقابل، تخشى مصادر معارضة للحزب ان يكون انتقل لمرحلة "استثمار فائض قوته جنوب لبنان وبالتحديد من خلال الحد من حركة القوات الدولية وفرض نفسه مجددا الطرف المتحكم بالمنطقة من دون حسيب او رقيب"، معتبرة ان "ذلك من شأنه ان يؤدي الى قرار بسحب هذه القوات من المنطقة في حال استشعرت الدول المعنية بها خطرا على عناصرها، ولعل هذا ما يريده حزب الله ويدفع باتجاهه ليصبح بذلك الآمر الناهي على كل الاراضي اللبنانية".
وتضيف المصادر:"بعدما بات هو المتحكم بالحياة السياسية منذ سنوات، والحاكم بأمره امنيا وعسكريا، وفي ظل محاولاته الاخيرة لتدجين القضاء والقضاة وبسط سيطرته على السلطة الاهم في البلد، ليس مستغربا ابدا ان ينصب اهتمامه حاليا على استعادة معقله الجنوبي".

ولن يكون مستبعدا ان تطالب القوات الدولية بموقف لبناني رسمي وحازم مما يحصل بحقها من اعتداءات، وهو ما سيؤدي لمزيد من الانقسامات والشرخ الداخلي، باعتبار ان رئاستي الجمهورية والحكومة اعتمدتا حتى الساعة سياسة "النعامة" في التعامل مع التطورات جنوبا، وهي سياسة ترى فيها طوق نجاة حين يتعلق الامر بملف مرتبط بحزب الله…
فهل ينفجر الوضع اللبناني من بوابة الجنوب؟ ومن يضمن ومع الخروج القوات الدولية من لبنان، استمرار الاهتمام الدولي بالبلد الذي سيكون بذلك يكتب الفصل الاخير من حكايته…