خاص- تيار المستقبل يصف جعجع بـ"المتآمر على سعد الحريري"- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Friday, January 7, 2022

خاص- الكلمة أونلاين
محمد المدني


مخطئ من يظن أن العلاقة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية قد تعود للحياة من جديد، لا بل بات واضحاً أن الطرفين على خصام شديد لن تطفي ناره نقاشات ولا مبادرات وتسويات، فغضب قيادة تيار المستقبل من القوات اللبنانية تخطى كل الحدود بحيث بات سمير جعجع خصمًا لدودًا للتيار الأزرق.

تدهور العلاقة بين المستقبل والقوات اللبنانية هي حالة تراكمية سبقت التسوية الرئاسية عام 2016، بدأت عبر خلافات داخل جبهة 14 آذار ثم عند احجام القوات عن المشاركة في حكومة ربط النزاع برئاسة تمام سلام، ثم بالنقاشات التي دارت حول قانون الانتخاب المعروف بالقانون الارثوذكسي، بالإضافة إلى غضب القوات من الحريري عقب تبنيه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ثم ذهابه نحو دعم العماد ميشال عون في معركة الرئاسة بعد اتفاق معراب بين القوات والتيار الوطني الحر.

انتقل الخلاف بين الطرفين إلى أروقة مجلس الوزراء، وذلك بسبب غضب القوات من سلوك الرئيس سعد الحريري الذي قدم كل شيء للتيار الوطني الحر، بدءاً بالتعيينات وصولاً إلى تسهيل ملف بواخر الكهرباء، ما سبب امتعاضًا من القوات دفعها إلى تغيير تعاطيها مع الحريري وباسيل، إلى أن أتت حادثة توقيف الحريري في المملكة العربية السعودية وتقديم استقالته من الرياض، وهنا انكسرت الجرة.

بحسب مصادر تيار المستقبل، فإن جعجع لم يكن حليفًا صادقًا للحريري منذ ما قبل التسوية الرئاسية، كما أنه لعب دورًا كبيرًا في تحريض السعودية على الحريري ما أدى إلى إحتجازه في الرياض واجباره على تقديم استقالته، حينها سارع جعجع إلى تبني استقالة الحريري في حين أن حزب الله والتيار الوطني الحر وعلى رأسه رئيس الجمهورية ميشال عون رفضوا الاستقالة وطالبوا بعودة الحريري إلى لبنان ليأخذ القرار الذي يراه مناسبًا.

وتشير المصادر، إلى أن جعجع لم يحترم موقع رئاسة الحكومة، وامتنع عن المشاركة في الحكومات التي ترأسها الحريري في خطوة انقلابية واضحة على تيار المستقبل ورئيسه، بل بادر جعجع إلى ركوب خيل الثورة التي أطاحت بالحريري فقط، ولم يكمل جعجع نضاله الثوري باتجاه الاطاحة بالرئيس ميشال عون وبرئيس مجلس النواب نبيه برّي، كل هذه الامور وضعت جعجع في خانة المتآمر على الحريري.

وتؤكد المصادر نفسها، أن تيار المستقبل لن يتحالف مع القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية مهما كلف الثمن، ولو أدى الأمر إلى خسارة المستقبل لنصف مقاعده النيابية، لا بل ستعمل قيادة المستقبل على عدم تجيير اصوات سنية للقوات حتى في الدوائر التي لن يشارك بها تيار المستقبل، كبعبدا والكورة ودائرة بيروت الأولى والضنية.

اللافت في النزاع بين الجانبين، أن نسبة كبيرة من السنّة باتت تعتبر جعجع زعيمًا قوياً قادرًا على مواجهة مشروع حزب الله في لبنان، وهي لن تتأيد بتعليمات قيادة المستقبل بعدم دعم القوات، وهذا يبدو واضحًا في الضنية وبيروت وغيرها من المناطق التي رفعت صور جعجع واثنت على قراراته ومواقفه خصوصًا بعد أحداث الطيونة.

وكشفت مصادر المستقبل، أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يعمل على تهدئة الاوضاع بين المستقبل والقوات ليخوض الثلاثي المعركة الانتخابية في لوائح موحدة، لكن يبدو أن جنبلاط لن ينجح في مساعيه، خصوصًا أن الحريري سعد كلف امين عام تيار المستقبل احمد الحريري بقيادة الانتخابات في جميع الدوائر باستثناء بيروت، ومعروف أن احمد الحريري ليس على علاقة طيبة بالقوات ورئيسها، وقد توجه إلى جعجع اليوم الخميس بالقول "‏نصيحة من حليف سابق للحكيم. العب في ملعبك كما تشاء وعش الاحلام التي تتمناها .. لكن اترك الاكثرية السنية بحالها وتوقف عن سياسة شق الصفوف بينها وبين قيادتها السياسية .. النصيحة كانت بجمل لكنها اليوم ببلاش!".