خاص- الحزب ردا على باسيل: لن ننتحر في حال قررت فك التحالف!- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 24, 2021

خاص- بولا أسطيح

قد يكون حجم الغضب والاستياء العوني من حزب الله جراء ما آلت اليه الامور بعد "لا قرار" المجلس الدستوري ردا على طعن "التيار الوطني الحر" بقانون الانتخاب اضافة لاستمراره بتعطيل عمل الحكومة، يساوي الى حد كبير حجم الغضب والاستياء لدى حزب الله نفسه من الآداء العوني وبخاصة من التهديد والوعيد العلني سواء من قبل رئيس "التيار" جبران باسيل او من قبل نواب وقياديين عونيين بفك التحالف مع الحزب.

فاذا كان ما ادى لسلوك "الوطني الحر" مسارا تصعيديا في العلاقة مع الحزب مرتبط وبشكل اساسي باصرار الاخير على اعطاء الاولوية لعلاقته برئيس المجلس النيابي نبيه بري سواء من خلال قراره ان يكون رأس حربة بمواجهة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وربط مصير الحكومة بمصيره علما ان من يتهمهم البيطار بالتقصير حتى الساعة من "أمل" وليسوا من الحزب او من خلال الوقوف عند خاطر بري في ما يقول "التيار" انه تعطيل للمجلس الدستوري، فان لحزب الله رؤية مختلفة تماما للمستجدات الاخيرة تجعله ينفر من الآداء العوني الحالي. وتقول مصادر مطلعة على موقف الحزب انه "استغرب خروج باسيل ليهاجم "الثنائي الشيعي" بعد "لا قرار المجلس الدستوري" بدل التصويب حصرا على بري خاصة وانه يعي ان عضوي المجلس الشيعيين محسوبين عليه وليس على الحزب الذي كان مستنفرا لمحاولة التوصل الى تسوية ترضي الجميع وتؤدي لما يريده العونيون ورئيس الجمهورية الا وهو تفعيل عمل الحكومة"، لافتة الى انه "وبخلاف الحزب يخرج العونيون عند كل مفترق او خلاف بوجهات النظر لينتقدوا ويصوبوا مباشرة على الحزب، وهو ما حصل مؤخرا، بالمقابل لا يعتمد حزب الله هذه الاستراتيجية على الاطلاق ويصر على حل الخلافات مع العونيين بعيدا عن الاضواء، ولعل هذا مؤشر واضح جدا لمن هو حريص على العلاقة الثنائية وتفاهم مار مخايل ولمن يعرضه لاهتزازات شتى كل مرة ولمخاطر وصلت لحد تهديده بالكامل ولاول مرة منذ العام ٢٠٠٦".

وتعتبر المصادر ان المرحلة التي تفصلنا عن مطلع العام ستكون لاعادة قراءة المستجدات الاخيرة بهدوء من قبل كل القوى السياسية على ان يبنى على الشيء مقتضاه بعد فرصة الاعياد، مستبعدة ان يكون هناك "اي محاولات او جهود لحلحلة الازمة الحكومية خلال هذه المرحلة وبخاصة ان سقوط التسوية الاخيرة لا يزال حديثا ويتطلب اعادة نظر بما حصل للبناء على النتائج". وتضيف المصادر:"ففي حال ارتأى العونيون مواصلة التصعيد وحتى اعلان فك التحالف مع مطلع العام الجديد، فحزب الله لن ينتحر للمحافظة على التفاهم.. فاذا كان استراتيجيا ومصيريا بالنسبة اليه قبل العام ٢٠١٠، فهو لا شك لم يعد كذلك اليوم وان كان قيمة اضافية بالنسبة اليه".

ويبدو ان فائض القوة الذي بات يتمتع به الحزب يجعله غير آبه كثيرا بقرار عوني سلبي تجاهه، فالغطاء المسيحي الذي كان حيويا بالنسبة له بالسابق لم يعد كذلك اليوم بعدما بات متحكما بالواقع اللبناني بالقوة وبات امتداده الاقليمي يخوله ان يكون طرفا رئيسيا على اي طاولة مفاوضات اقليمية كانت او دولية. وهنا تتحدث المصادر عن "احصاء على المستوى الشعبي اجراه الحزب اخيرا بين له ان يحظى بتأييد ٦١٪؜ من اللبنانيين بعد تغير المزاج السني الى حد بعيد ".. سواء اذا بدت هذه النسبة منطقية او لا، فان الحزب لا يتوانى ومنذ مدة باستعراض عضلاته خاصة وانه وبخلاف الكثير من القوى السياسية مطمئن لوضعيته الانتخابية، من دون ان نستبعد ان يكون اي توجه لفك التحالف مع "التيار" مدروسا وباطار مسرحية تشبه مسرحيات اخرى تتقنها قوى المنظومة لتقوية بعضها البعض.. واليوم خلاف مع الحزب كفيل بشد العصب الطائفي بما يخدم الطرفين وبخاصة "التيار" الذي يحتاج لاي فرصة لتحسين وضعيته الشعبية المتهالكة!