بوليتيكو- الفوضى تهزم بايدن

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, December 21, 2021

رأى كبير مراسلي مجلة "بوليتيكو" في البيت الأبيض جوناثان لومير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتوجه نحو سنته الثانية في البيت الأبيض ووعده الانتخابي معرض للخطر.

لقد خاض حملته بناء على حجة أساسية وجهها إلى الشعب الأمريكي مفادها أنه قادر على جعل الحكومة تعمل مجدداً وأنها ستتمكن من القيام بإنجازات كبيرة وأن النظام لا الفوضى سيعود إلى واشنطن.

لكن في نهاية 2021، يواجه البيت الأبيض مجموعة من الأزمات: ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 على امتداد البلاد، وبقاء التضخم مرتفعاً في موسم الأعياد، وتوقف دفع متجدد بشأن حقوق التصويت حتى قبل أن يبدأ، وإصابة الجزء الأساسي من أجندة بايدن بجروح خطرة إن لم تكن مميتة.

هزيمة مؤلمة
إن القرار المذهل الذي اتخذه السيناتور الديموقراطي جو مانشين يوم الأحد عبر معارضته مشروع قانون "إعادة البناء بشكل أفضل" سلم الرئيس هزيمة مؤلمة. وإذا لم يتمكن البيت الأبيض من تغيير رأي السيناتور فلن تتمثل النتيجة بالإخفاق العميق في مكافحة التغير المناخي وتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي وحسب، بل أيضاً في تقويض الفرضية المركزية للكفاءة والتعهد بإمكانية صياغة إجماع في زمن التحزب والقبلية.

معاناة
حتى قبل قرار مانشين، تابع لومير، كان بايدن يعاني على هذه الجبهات. أعاقت صور ارتفاع حالات كورونا والطوابير الطويلة أمام مراكز الاختبار والأسعار المرتفعة بشكل عنيد على رفوف المتاجر حجة بايدن الأساسية أمام الناخبين. وهي ساهمت أيضاً في انتشار شعور وطني بالاستياء تسبب له بالأذية في استطلاعات الرأي. على الرغم من أن حزب بايدن ممسك بجميع سلطات الحكم، سيطرت تقارير الجمود وانعدام الثقة بين الديموقراطيين على عناوين الأخبار طوال أشهر. رسم كل ذلك صورة قبيحة عن حكومة لم تفشل في صنع النتائج بناء على وعود الرئيس وحسب بل عن حكومة غرقت أيضاً في المشاكل التي واجهتها.

إيجابيات مترافقة بسلبيات
أشار المساعدون في الأيام الأخيرة إلى النقاط الإيجابية التي تصب في خانة بايدن: نسبة بطالة منخفضة، توفر اللقاحات لجميع من يرغب تقريباً، وانطلاقة قريبة لتمويل مشروع قانون البنية التحتية، مما يسمح للإدارة بمتابعة الأعمال الجوهرية والبارزة مثل إزالة الرصاص من أنابيب المياه في البلاد. لكن مع هذه الخطوات المتقدمة طرأت خطوات متراجعة. ينهي بايدن سنة 2021 بأرقام متدنية في استطلاعات الرأي وذعر متنام بين الديموقراطيين من خسارة مجلس واحد إن لم يكن مجلسين في الكونغرس خلال الانتخابات النصفية. لقد كان بايدن نفسه مَن رفعَ سقف التحدي التاريخي بالنسبة إلى رئاسته، راسماً مقارنات مع رئاستي فرانكلين روزفلت وليندون جونسون اللذين أقرا برامج حكومية شاملة في أوقات الأزمات الكبيرة.
بعد بداية مثيرة، أتى النصف الثاني من السنة بسلسلة من التحديات. الانسحاب من أفغانستان كان فوضوياً، والغالبيتان الضئيلتان للديموقراطيين في الكونغرس جعلتا الحكم صعباً. كذلك، فقد بايدن حليفاً وثيقاً في انتخابات الحاكمية بفرجينيا وارتفعت حالات الإصابة بكورونا بينما تعثرت حملة التلقيح.

ما دور الجمهوريين؟
ينفي الكاتب أن تكون جميع الانتكاسات نابعة من أخطاء ارتكبها بايدن. حاول الحكام الجمهوريون عرقلة جهود الإدارة في الحث على وضع الكمامات والتلقيح بينما غذى الإعلام المحافظ الشكوك في جدوى اللقاحات، مبقياً أعداد غير الملقحين مرتفعاً بشكل خطير. لكن بايدن انتُخب جزئياً لقيادة الدولة نحو الخروج من الجائحة وقد ساعد استمرار انتشارها بلا شك في خفض شعبيته. وازدادت الأمور سوءاً مع ظهور متحور أوميكرون. وسط أسئلة عما إذا كانت الحكومة قد فوجئت بهذا التطور، من المتوقع أن يوجه الرئيس كلمة إلى الأمريكيين الثلاثاء للتحدث عن الموضوع.

الرئيس مانشين
تباهى مساعدو بايدن خلال الحملة الانتخابية والأشهر الأولى على وجودهم في البيت الأبيض بقدرتهم على تفادي تشتت الانتباه، والتركيز على المهمات التي يواجهونها مع تجاهل الهستيريا الصادرة حتى عن حلفائهم. لكن التصرفات الهستيرية أصبحت صاخبة بشكل يفوق إمكانية تجاهلها بحسب لومير. إن تدمير مانشين لمشروع قانون إعادة البناء بشكل أفضل تسبب بإحباط هائل في البيت الأبيض خلال الأيام الأخيرة. لقد دأب المساعدون في البيت الأبيض على إبداء علامات الازدراء كلما شاهدوا مانشين أمام عدسات التصوير، كما أن عبارة "الرئيس مانشين" التي تضمنت فكرة أنه يملك السلطة الكبرى في حزبه لقيت سخرية من حلفاء بايدن كما توبيخاً علنياً من نائبة الرئيس كامالا هاريس الأسبوع الماضي.

صدمة
لطالما كان بايدن على توافق شخصي مع مانشين وساد شعور مؤخراً بأنه أمكن التوصل إلى اتفاق معه. بعدما عرض مانشين نسخته من مشروع القانون البالغة قيمته 1.8 تريليون دولار على بايدن، قال الرئيس لحلفائه إنه يمكن بلوغ اتفاق في أوائل 2022 وفقاً لمساعدَين في البيت الأبيض. عزز هذا الاعتقاد الشعور بالصدمة عند سماع تصريح مانشين الأحد عن عدم إمكانية دعم مشروع القانون على الإطلاق، مما أدى إلى إصدار بيان لاذع بشكل غير معهود عن الناطقة باسم الأبيض جين ساكي والذي هاجمت فيه السيناتور عن فرجينيا الغربية.

تكتيك؟
على الرغم من أن بعض مراقبي شؤون الإدارة الفيديرالية يعتقدون باحتمال تغيير مانشين رأيه مجدداً، وبأن ما قاله مؤخراً لا يعدو كونه تكتيكاً تفاوضياً، فإن المساعدين في الأبيض كانوا في غاية الغضب من مانشين لأنه لم يطلع الرئيس مسبقاً على توجهه. وكان هنالك شعور بالقلق من أن المشهد بأكمله قوض حجة بايدن بأنه قادر على جمع الديموقراطيين. بحسب لومير، كان من المفترض أن يجلب بايدن النظام إلى الفوض في واشنطن. لكن الفوضى هي السائدة.