الفايننشال تايمز- إصلاح عميق من دون الإضرار بالاقتصاد

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, December 21, 2021

الفايننشال تايمز تناولت فوز مرشح اليسار غابريال بوريك برئاسة تشيلي.

وقالت إنه "تحت إحصاءات الاقتصاد الكلي المثيرة للإعجاب عن النمو والتضخم في تشيلي، رأى التشيليون اقتصادا يخدم الأثرياء وذوي العلاقات الجيدة ولكنه ترك الكثير من المواطنين وراءهم".

وأوضحت الافتتاحية أن التفاوت في الدخل في تشيلي "يعتبر من بين الأسوأ في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، على الرغم من أنه غير ملحوظ بمعايير أمريكا اللاتينية، وهي منطقة غير متكافئة للغاية".

وأضافت "أدى نظام المعاشات التقاعدية الخاص الرائد في البلاد إلى ازدهار أسواق رأس المال، لكنه لم يقدم دخلا كافيا للجيل الأول الذي تقاعد".

وخلصت إلى أن "مثل هذه العوائق تفسر الانتصار المقنع لليساري غابرييل بوريك في الانتخابات الرئاسية يوم الأحد".

وأضافت "كان بوريك، زعيم طلابي سابق، متعاطفاً بشكل وثيق مع مطالب المتظاهرين الذين احتشدوا في شوارع سانتياغو خلال الاحتجاجات التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019".

وذكرت الصحيفة بأن بوريك "وعد بتنفيذ العديد من مطالب المحتجين: ضرائب أعلى، وخدمات عامة أفضل، وبناء مجتمع أكثر حماية للبيئة و أكثر انسجاماً".

وقالت "ما إذا كان يستطيع القيام بذلك من دون تدمير الازدهار الذي تحقق على مدى الثلاثين عاما الماضية هو السؤال المركزي الذي يواجه تشيلي".

وأضافت أنه في الشهر الأخير من الحملة "تحرك بوريك نحو الوسط. وقد قام بتعديل خطط زيادة الضرائب بنسبة 7 نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي وأشار إلى رغبته في بناء تحالف أوسع".

وقالت الفايننشال تايمز إنه "في مواجهة كونغرس منقسم بالتساوي بين اليسار واليمين، سيكافح الرئيس الجديد لتمرير سياسات راديكالية. قد يأمل أن تقوم الجمعية التأسيسية في تشيلي، حيث يتمتع اليسار بأغلبية، بتبني التغييرات الأكبر التي يسعى إليها عندما تعيد رسم الدستور".

واعتبرت الصحيفة أن انتخابات الأحد حملت رسائل مشجعة حيث جرى الاقتراع بطريقة ديمقراطية ملائمة وفعالة. وأوضحت أن هذه العملية قدمت إلى جانب التصويتات السابقة في تشيلي لدستور جديد ومؤتمر جديد، تذكيرا مرحبا به بقوة الديمقراطية في إحداث تغيير كبير.

وقالت الصحيفة إن الرئيس المنتخب "يجب أن يحقق توازنا صعبا لتحقيق إصلاح عميق دون الإضرار بالاقتصاد".

وختمت بالقول "تقدم أمريكا اللاتينية أمثلة لقادة يساريين اعتدلوا في السلطة، مثل أولانتا هومالا من البيرو أو البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. آخرون، مثل فنزويلا هوغو شافيز أو كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، فعلوا العكس، وكانت النتائج كارثية. يأمل التشيليون - والمستثمرون الدوليون - أن يتمكن بوريك من إتقان الجمع بين التطرف والكفاءة والواقعية".