التايمز- حرب الزومبي

  • شارك هذا الخبر
Thursday, December 16, 2021

نشرت التايمز تقريرا لريتشارد لويد باري محرر الشؤون الآسيوية فيها، بعنوان "قد تعلن كوريا الشمالية والجنوبية السلام لكن حرب الزومبي لن تنتهي".

ويقول الكاتب إن وثيقة إعلان انتهاء الحرب بين الكوريتين "لن تكون معاهدة سلام، الأمر الذي سيستغرق وقتا طويلا وسيتضمن مفاوضات. سيكون تصريحا سياسيا، معبرا عن حسن النية، ولكن بدون أساس قانوني على الإطلاق".

ويرى الكاتب أنه بالنسبة إلى الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، الذي كان يروج للفكرة منذ شهور، "سيكون الإعلان بمثابة صدمة كهربائية لإعادة تنشيط الدبلوماسية المحتضرة في شبه الجزيرة".

ولكن لدى مون سببا آخر لرغبته في الحصول على إعلان قريبا، بحسب الكاتب، وهو كتابة الأمر في سجل تاريخه، علما بأن ولايته ستنتهي في مايو/أيار المقبل.

ويشير الكاتب إلى أن "المشكلة أصبحت اللاعبين الآخرين على الطاولة. لا أحد يريد أن ينظر إليه على أنه معاد للسلام، لذلك فهم لا يقولون لا على الإطلاق، ومن هنا جاءت الاتفاقية من حيث المبدأ التي قدمها كل منهم على ما يبدو. لكن كيم، الرئيس الأمريكي بايدن والرئيس الصيني تشي، ليس لديهم أسباب مقنعة لتأييد الفكرة بقوة".

فالولايات المتحدة ستكون قلقة بشأن تداعيات إعلان السلام على ترتيباتها الدفاعية، بينما يتمركز 28500 جندي أمريكي في كوريا الجنوبية، وهم "عنصر مهم في الوجود الأمريكي طويل الأمد في شرق آسيا"، سيما في ظل تنامي قوة الصين، وفق الكاتب.

ويوضح الكاتب أن "مثل هذه الفرص لتقويض الوجود الأمريكي تصب في مصلحة الصين، والتي يمكن أن تغتنم الفرصة أيضا للضغط من أجل سحب نظام الدفاع من كوريا الجنوبية، وهو درع أمريكي مضاد للصواريخ تخترق راداراته أراضيها".

"يمكن القول إن انخراط الولايات المتحدة في كوريا يحد من العتاد العسكري الذي كان سيتمتع بحرية التعامل مع الصين. كوريا الشمالية هي منطقة عازلة لبكين، فالتقسيم المستمر لشبه الجزيرة يؤجل اليوم الذي سيتحد فيه البلدان كدولة حرة وديمقراطية ورأسمالية وموالية للولايات المتحدة على حدود الصين. وفكرة مون لكشف النقاب عن إعلان نهاية الحرب في أولمبياد بكين الشتوية قد لا تروق للحكومة الصينية، التي تتعامل بالفعل مع مقاطعة دبلوماسية من دول عدة".

أما الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، فيشرح الكاتب أنه "يعلم أن إعلان نهاية الحرب هو مقدمة لجهود جديدة لإقناعه والضغط عليه وخداعه للتخلي عن أسلحته النووية. ليس لديه نية لفعل هذا، بعد أن وجد فيهم بوليصة تأمين مثالية لدولة قمعية ومعزولة وغير ودية تقريبا. على الرغم من أنه سيتم سحق كوريا الشمالية بسرعة في أي حرب كورية ثانية يمكن تصورها، إلا أن قدرته على إنزال قنبلة نووية واحدة على مدينة أمريكية واحدة تفرض تكلفة محتملة لن يرغب أي رئيس أمريكي في دفعها".

ويختم الكاتب "أصبحت حرب الزومبي في كوريا راسخة حيث يصعب على المشاركين فيها التفكير فيما يتجاوزها. حتى لو تم تحقيق إعلان انتهاء الحرب في الواقع، وليس من حيث المبدأ، فقد لا يحدث أي فرق في الحقائق على الأرض".