خاص- الحريري… وفي حال عودته! - محمد مدني

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 17, 2021

خاص- الكلمة أونلاين

محمد مدني

ضاق أهل بيروت ذرعاً من الاخبار التي تثير مخاوفهم، تارة أنهم باتوا دون زعيم وقائد يحمي مصالحهم ويستعيد حقوقهم، وتارة أن خلايا مسلحة تغزو شوارعهم وتقلق أمنهم، حتى اصبحوا قاب قوسين او ادنى من الانتفاض على كل من يبتزهم لغايات في نفوس اخصامهم، لتبقى مسألة عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى الحياة السياسية معلقة إلى أجلٍ غير معلوم.

ذكر مصدر نيابي رفيع المستوى، أن مسألة عدم خوض الرئيس سعد الحريري الانتخابات النيابية المقبلة لم تحسم بعد، مشيراً إلى أن الاسابيع القادمة يحمل مفاجأة فيما يخص مستقبل الحريري السياسي، لانه لم يحصل سابقًا في تاريخ لبنان أن يقدم زعيما وطنيًا بحجم الحريري على اعتزال العمل السياسي مهما كانت ظروفه الداخلية والخارجية.

وكشف المصدر، أن مقربين من الحريري يبعثون له تقارير يومية تفيد بأن غيابه عن الساحة السياسية انعكس ايجاباً على وضعه الشعبي وأن الطائفة السنية بأكملها تفتقد زعيمًا وقائدًا يحرص على مصالحها ويوحد صفوفها، في محاولة واضحة لدفع الحريري باتجاه تغيير رأيه والعودة إلى لبنان.

ما ذكره المصدر النيابي، تؤكده أوساط سياسية بيروتية، حيث أكدت أن الحريري لم يحسم قراره بعد، وهو ينتظر الاعلان الرسمي عن موعد الانتخابات النيابية والتي من المرجح أن تكون في أيار 2022، لكنها تعتبر أن عودة الحريري إلى الملعب السياسي لن يغير في نتيجة الانتخابات إلا في بعض الدوائر.

وتشير الأوساط، إلى أن عودة الحريري قد تخدم كل من القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي أكثر من تيار المستقبل، وذلك نظرًا لتحالفهم الدائم في الاستحقاقات الانتخابية، وعلى سبيل المثال في البقاع الغربي - راشيا فإن النتيجة شبه محسومة مع وجود الحريري أو بدونه، وهي 3 مقاعد نيابية لقوى 14 آذار و3 لـ 8 آذار، اما في دائرة مرجعيون حاصبيا ففي حال تحالف القوات والاشتراكي والمستقبل، قد ينجح الاخير في حصد مقعد كان قد خسره عام 2018 بفارق بسيط من الأصوات، إلى البقاع الأوسط التي تضم ما يقارب 40 ألف صوتاً سنياً، إن وجود الحريري يشكل خطرًا على المقعد الشيعي للثنائي حزب الله وحركة أمل بإلإضافة إلى أن التيار الوطني الحر قد يخسر أحد المقعدين، اما الكاثوليكي واما الأرمني، وذلك نظرا لان الصوت السني هو الأقوى في تلك الدائرة.

اما في طرابلس المنية - الضنية - طرابلس، فلن يكون بمقدور الحريري في حال قرر العودة احراز أي تقدم انتخابي مغاير لنتائج العام 2018، وذلك بسبب غياب نشاطات تيار المستقبل عن الشارع الطرابلسي الغاصب من كل اركان السلطة، وبالتالي لن ينجح تيار المستقبل في حصد اكثر من 3 مقاعد ومن المتوقع أن يخسر مقعدين ( ديما جمالي وسمير الجسر)، وقد تذهب هذه المقاعد إلى الوزير السابق أشرف ريفي وقوى المجتمع المدني، كذلك في عكار فإن حسابات تيار المستقبل مقعدة جدًا، وتشير التوقعات إلى أنه قد يخسر نصف نوابه، وقد تبرز في هذه الدائرة شخصيات جديدة على الساحة السياسية.

في بعلبك الهرمل، قد ينجح تيار المستقبل في الحفاظ على مقعد النائب بكر الحجيري الذي فاز بأصوات طائفته التفضيلية، ايضاً في الشوف وعاليه فإن أقصى ما يمكن لتيار المستقبل فعله هو الحصول على مقعد سني يشغله حاليًا النائب محمد الحجار، علما أن المقعد السني الآخر يفوز به الحزب الاشتراكي للنائب بلال عبدالله.

إلى أم المعارك بيروت الثانية بحسب ما يطلق عليها مطلعين على الاجواء الانتخابية، فإن عودة الحريري لن تكون لصالحه ابدا، خصوصًا أن الخسارة فيها لا يشبه الخسارة في أي دائرة اخرى، لانها مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعقر دار تيار المستقبل منذ ولادته، وتضم 11 مقعداً نيابياً، من بينهم 6 مقاعد سنية.

وتؤكد الأوساط أن اقصى ما يمكن للرئيس الحريري تحقيقه هو الفوز في 3 مقاعد نيابية، علمًا أن تيار المستقبل بوجود الحريري قد يحصد 30 الف صوتا انتخابيًا ما يعادل 3 حواصل، فهل سيقبل الحريري أن يخوض معركة انتخابية يحصل خلالها على أقل من 25% من الحصة النيابية في مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ سؤال جدير بالمراجعة بحسب الأوساط التي تشير الى أن البيارات يعلنونها بصراحة أن ما يحصل هو حصاد القانون الانتخابي المجحف بحقهم، فهم من كانوا ينتخبون 19 نائبًا باتوا اليوم يعانون بايصال 4 او 5 نواب فقط إلى الندوة البرلمانية، فما هي الحجة التي سيقدمها الحريري لأهل بيروت، إن كانت لديه أصلاً!

وختمت الاوساط، بعد عرض هذه النتائج شبه المحسومة، يبقى امام الحريري حلاً وحيدًا وهو العزوف عن الترشح للانتخابات النيابية، تاركًا المجال امام تشكيل لائحة بيروتية توافقية تضم معظم أطياف العاصمة.