خاص- ماذا يُحضر للبنان من بوابة المخيمات؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, December 15, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

لا يبدو، بحسب المعطيات الجديدة، ان ما حصل في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين الاسبوع الماضي عبارة عن احداث عابرة. فلا رواية "حماس" عن انفجار مخزن يحوي كمية من أسطوانات الأكسجين والغاز المخصصة لمرضى الكورونا، وكمية من المنظفات نتيجة تماس كهربائي أقنعت الخبراء والامنيين ولا الحديث عن اشكال عابر خلال مأتم تشييع احد عناصر الحركة الذي قضى بالانفجار انتهى بسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، يبدو منطقيا. اذ تعتبر مصادر سياسية لبنانية مطلعة عن كثب على واقع المخيمات ان "ما حصل يحمل اشارات خطيرة، وهو لا شك غير مرتبط حصرا بخلافات فلسطينية داخلية، انما يتعداه لمشروع خارجي ما يُحضر للبنان من بوابة المخيمات". وتشير المصادر الى ان "المخاوف الامنية عادت لتقض مضاجع الاجهزة الامنية والمسؤولين اللبنانيين.. فبعد مرحلة كان فيها الاستقرار شبه تام والامن ممسوك بقرار خارجي قضى بعدم استثمار الازمات المعيشية والاقتصادية والمالية أمنيا، يبدو اننا قد نكون بصدد قرار جديد يقضي باستخدام العنصر الفلسطيني لتفجير الوضع".

وتؤكد المصادر ان "المرجعيات المعنية لم تقتنع على الاطلاق برواية حركة حماس لانفجار المخزن"، معتبرة ان عدم صدور اي بيان للجيش اللبناني تبنى هذه الرواية او قدم رواية مختلفة يؤكد ان هناك ما يفضل الطرفان اللبناني والفلسطيني عدم التداول فيه لاعتبارات أمنية. وتضيف المصادر:"الرواية الاقرب الى الواقع والتي يتم تداولها هي لانفجار مخزن اسلحة.. لكن الخطير يكمن بالمعلومات عن امكانية ان يكون الانفجار مدبرا وغير ناتج عن تماس كهربائي.. ولعل ما يرجح هذه الفرضية هو ما حصل خلال التشييع بحيث يبدو واضحا ان هناك من يسعى لافتعال اشكال امني كبير والا كيف نفسر ان يُقدم شخص واحد على قتل ٣ بالتصويب عليهم مباشرة؟"

وترى المصادر ان "وضع ما حصل في خانة الخلاف التاريخي المتواصل بين فتح وحماس وباطار تصفية الحسابات الفلسطينية الضيقة تبسيط لما حصل"، منبهة من مخطط متكامل قد تكون آخر مراحله التفجير الامني باعتبار ان باقي مراحل المخطط قد تكون انجزت سواء حقن الداخل بأزمات معيشية واقتصادية ومالية وسياسية وقضائية.. ليبقى العامل الامني هو الوحيد الذي لم يتم اللجوء اليه ولعله يكون الورقة الاخيرة التي سيتم اللجوء اليها قريبا".

ولعل الخشية التي تعبر عنها المصادر في مكانها تماما خاصة اذا شاهدنا المشهد بكليته بحيث يبدو واضحا ان هناك من يسعى لتفخيخ البلد من خلال افتعال ازمات على المستويات كافة ليُقدم بتوقيته الخاص على انجاز عملية التفجير والذهاب به ليس الى نظام جديد حصرا انما للانطلاق بعملية بناء من الصفر . وهنا يتقاذف حزب الله وأخصامه هذه التهمة. ففيما تتحدث مصادر مطلعة على جو الحزب عن "خطة متكاملة في هذا المجال بدأت بمحاولة ضرب البيئة الحاضنة للحزب معيشيا واقتصاديا ما يدفعها للفظ الحزب بعد تصويره السبب الرئيسي لازماتها وهو ما تسعى اليه بشكل واضح من خلال تسعير الازمة مع الخليج"، مرجحة ان "تكون المرحلة المقبلة محاولة اقحامه بتطورات امنية داخلية تمهد لوضع ملف سلاحه على طاولة مؤتمر دولي بدأ الترويج له"، يرى خصوم الحزب انه "هو من يخطط لضرب المؤسسات وتعطيلها وهو ما يقوم به علنا سواء بهجومه غير المسبوق على المنظومة القضائية او من خلال تعطيله العمل الحكومي من دون استبعاد سعيه لعدم اجراء انتخابات نيابية ورئاسية بهدف الوصول لفراغ على كل الصعد، وطالما هو الفريق الاقوى بقوة سلاحه يفرض التسويات التي تلبي طموحاته وطموحات ايران".

وفي كل الاحوال، ايا كان الطرف الذي يسعى للفراغ الكلي او ينشده، يؤكد المسار الحالي للامور اننا نتجه اليه بخطوات واثقة..والاخطر ان الفراغ هذه المرة يترافق مع واقع مالي واقتصادي غير مسبوق والارجح سيترافق مع تطورات امنية، ما يجعل المشهد بكليته مخيف لدرجة يبدو فيه الكيان اللبناني مهددا!