خاص- عون يخوض وحيداً آخر معاركه.. هل ينتفض بوجه الحزب؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, December 12, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

لم تصل النقمة والاستياء في قصر بعبدا منذ سنوات للمستوى الذي وصلته اليوم، بحيث يشعر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في العام الاخير من ولايته انه شبه عاجز، ولعله وصل ولو متأخرا الى قناعة بأن صلاحيات رئاسة الجمهورية ليست مغرية لاي شخصية لتبوؤ هذا المنصب. فبعد فشل كل محاولاته استعادة بعض الصلاحيات التي سلبت من الرئاسة الاولى في اتفاق "الطائف"، يقف اليوم متفرجا ومتحسرا في آن على بلد يتداعى بمشهد يشبه الى حد بعيد فيلم "تايتتنك" حين وقف الربان متفرجا على سفينته تغرق وهو غير قادر على القيام بأي مبادرة لانقاذها وانقاذ من على متنها.

ولعل أكثر ما يحبط الجنرال الثمانيني هو التفاؤل الذي تسلح به مع تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.. بحيث ظن بحينها ان انفراجات اقليمية - دولية تلوح بالافق ستسمح له في العام الاخير من العهد بتعويض بعض خسارات الاعوام ال٥ الماضية، فاذا بالتعطيل يطرق الباب الحكومي باكرا جدا فيجمد عمل مجلس الوزراء الى أجل غير مسمى وينسف بذلك الفرصة الاخيرة التي كانت امام عون لحفظ ما وجه عهده. اما العنصر الذي يفاقم حالة الاحباط العوني فهو ان الصفعة هذه المرة تأتيه مباشرة وبلا مواربة من حليفه حزب الله الذي وان كان العونيون قد يغفرون له بيوم من الايام التفريط بالعهد من خلال اعطائه الأولوية لحلفه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ولاجندته ومشاريعه، فالمؤكد انهم لن يغفروا له ربط مصير الحكومة ومن خلالها العام الأخير للعهد بمصير القاضي طارق البيطار، بتدخل سافر وغير مسبوق بعمل القضاء اللبناني يهدد ما تبقى من هيبة هذا البلد ومؤسساته.

وقد وصلت النقاشات داخل التيار الوطني الحر حول جدوى التحالف والتفاهم مع حزب الله الى مراحل متقدمة خاصة بعدما تبين للاكثرية ان كل ما فعله الحزب هو المساهمة بايصال عون الى سدة الرئاسة، ومنذ ذلك الوقت تركه "يقلّع شوكه بيديه". ومن ظن من القياديين العونيين لوهلة ان وجود عون في الموقع الاول في الجمهورية كفيل بحلحلة ازمة حزب الله وسلاحه سواء من خلال الاستراتيجية الدفاعية التي وعد عون ببتها وها هو عهده ينقضي دون ان يقوم بأي خطوة في هذا الاتجاه لاقتناعه بعدم جداواها او من خلال حوار مباشر بينه وبين قيادة الحزب، وصل هو الآخر لقناعة متأخرة بأن امتداد الحزب الخارجي يجعل اي حوار مع قيادته اللبنانية دون جدوى طالما هي نفسها تأخذ الاوامر والتعليمات من طهران. فكيف تعد او تتعهد هذه القيادة بلبننة الحزب مجددا وايران الممول والداعم الاساسي له تتعاطى معه كأحد أدواتها واذرعها الاساسية في المنطقة؟! فهل من يقبل بتحجيم قوة عسكرية صرف عليها مليارات الدولارات لتصبح بالحجم الذي اصبحت عليه كرمى عيون عون او باسيل؟!

والارجح ان ما يزيد الاحباط العوني هو هذه القطيعة العربية والغربية للعهد والتي كانت آخر اوجهها تهميش دور الرئاسة الاولى بعد قمة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان. فبعد ان كانت القيادة الفرنسية الاقرب الى عون، شكلت المستجدات الاخيرة نكسة اضافية للعونيين الذين باتوا متروكين ومعزولين تماما من الدول العربية والغربية على حد سواء، ما يجعلهم اكثر من اي وقت مضى يسألون عن جدوى استمرار التحالف مع حزب الله الذي لم تقتصر تداعياته عليهم على ذلك انما وصل لحدود ادراج رئيس "التيار" النائب جبران باسيل على لائحة العقوبات الاميركية.

فهل يؤدي كل ما سبق لقلب عون قريبا جدا الطاولة على الجميع وعلى رأسهم حزب الله بعدما تفاوتت اقترافاتهم بحقه، بحسب العونيين، ما بين الطعن والخذلان؟! المؤكد ان عون يدرس جديا كل خياراته وانه لن يترك القصر في تشرين الاول المقبل رئيسا مخذولا خائبا.. واي خيار سيتخذه سينطلق حكما بعد كل ما عايشه من معادلة "عليي وعلى أعدائي"!