خاص- ماكرون اخطأ بحق عون… هل تتكرر تجربة جاك شيراك مع رفيق الحريري؟- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, December 8, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
محمد المدني

هدأت الاجواء السياسية وعادت الى الامور الى ما كانت عليه، وكأن الاتصال الذي حصل بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان بمثابة حبة دواء ينتهي مفعولها بعض بضع ساعات دون ان تعالج المرض الحقيقي الذي يصيب لبنان ويوجع اللبنانيين، لكن اللافت خلال زيارة ماكرون الى المملكة انه اتصل بميقاتي، متجاوزًا او متجاهلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وقدًصوره البعض انه خطأً بروتوكولياً يجب الوقوف عنده.

وبحسب مصادر متابعة لزيارة ماكرون الى السعودية، اشارت الى ان عدم اتصال ماكرون بالرئيس عون ليس خطأً بروتوكولياً فحسب، بل هناك تجاهل كلي لوجود رئيس الجمهورية في سدة الرئاسة، وهناك قناعة لدى فرنسا كما عند السعودية ومعظم دول العالم، أن الرئيس ميشال عون ليس رئيس لبنان، بل هو حليف حزب الله يجلس في القصر الجمهوري، وبالتالي، لا يتعاملون معه كرئيس للبلد، بل يتعاملون معه على أساس المعادلتين التي أرساها هو، حليف حزب الله ولا يزال حتى الآن هو رئيس التيار الوطني الحر والداعم الأساسي لصهره النائب جبران باسيل للوصول إلى المراكز التي يتوخاها هو.

ولفتت الى انه "ليس هناك خطأً بروتوكولياً، وحتى الرئيس ماكرون عندما سُئل لماذا لم تتكلم مع الرئيس ميشال عون، قال أنه عندما يعود إلى باريس سأتكلم معه، ولم يفعل حتى الآن، وهم يعلمون تماما أن الحديث مع عون لا يقدم ولا يؤخر لأنه ليس صاحب القرار وليس رئيس السلطة التقريرية في البلد لأنه ارتضى لنفسه أن يكون ملحق بفريق على حساب أن يكون رئيساً للجمهورية وحامي وحدته ووحدة جميع اللبنانيين".

واعتبرت انه يمكن أن يكون هناك علامات استفهام في عدم اتصال ماكرون ولن سلمان برئيس الجمهورية باعتبار أن ماكرون هو على مستوى رئيس الجمهورية بروتوكولياً، لكن المسألة الإقتصادية ومسألة العلاقات مع السعودية تمر عبر مجلس الوزراء وليس عبر رئيس الجمهورية، لان الحكومة هي السلطة التنفيذية ورئيس مجلس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية وبالتالي هو من يتحمل المسؤولية في الإطار الحكومي، مسؤولية عملية، بينما رئيس الجمهورية لا يتحمل مسؤولية عملية وليست لديه أدوات
تنفيذية.

واوضحت المصادر أن المجتمع الدولي من جهة، والدول العربية من جهة أخرى لا ترغب بالتعامل مع الرئيس ميشال عون، والحقيقة أن عون يعاني من عزلة خارجية واضحة، وقد أصبح بالنسبة للمجتمعين الدولي والعربي بمثابة خبر كان، ما معناه ان صفحته طويت إلى غير رجعة، لان ولايته شارفت على النهاية ، وإنجازاته تدل على واقع عهده.

واشارت الى ان كل التركيبة التي يمثلها عون من الناحية العائلية ومن ناحية إدارته لشؤون البلاد إضافة إلى تحالفه الوثيق مع حزب الله وكونه عضواً في التحالف العريض الذي يدار من طهران، فانه من الطبيعي أن لا يكون هناك اتصالاً مباشراً معه عندما يتعلق الأمر بالعلاقات اللبنانية العربية.

من جهة اخرى، أكدت مصادر مقربة من الرئيس عون ان ماكرون أخطأ ليس بحق الرئيس عون فقط بل في حق رأس النظام واعلى سلطة مسيحية في لبنان، مسيرة الى انه لا يمكن تجاوز موقع رئاسة الجمهورية لان لبنان ليس كالمانيا او ايطاليا يكون رئيس الدولة فيها مشرفاً عام على البروتوكلات فقط، بل رئيس الجمهورية في لبنان هو راس السلطة التنفيذية ويترأس جلسات مجلس الوزراء عندما يحضر ويوقع على مراسيم وقوانين تعنى بشؤون البلاد والعباد.

وكشفت المصادر انه من المتوقع ان يتصل ماكرون بالرئيس عون بين اليوم والامس، لكن هذا لا يحجب انه تم تجاوز رئيس الجمهورية خلال زيارة ماكرون الى السعودية، سائلة "هل هناك نية فرنسية - عربية لتجاهل موقع رئاسة الجمهورية؟، وهل هناك نية لتكرار تجربة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ وهل هناك توجه لضرب التراتبية السياسية ومبادئ اتفاق الطائف؟.