خاص - هذا الميلاد.. الدولار بلا سقف! وهيبة بابا نويل على المحك!

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 3, 2021

خاص - الكلمة أونلاين

زينة عبود

عام 2020 حلّ عيد الميلاد المجيد على دولار 8500 ليرة في السوق السوداء مع استقرار سعر الصرف في مصرف لبنان المركزي عند 1507.5 ليرة، بينما كانت المصارف اللبنانية تتداول بالدولار بسعر 3900 ليرة عند سحب صغار المودعين.. يومها كانت الظروف صعبة على اللبنانيين المفجوعين بواقع مرير في ظل غياب أي تصحيح للأجور، فكانت فرحة العيد ممزوجة بغصّة الفقر والعوز لدى الكثير من العائلات التي لم تتمكّن من الاحتفال بالعيد كما يطيب لها ولأطفالها.
اليوم هو الواقع نفسه، دولار المركزي لا يزال مستقرا عند 1507.5 ليرة ودولار المصارف عند 3900 ليرة لكن مع فارق أن دولار السوق السوداء بلغ عتبة الـ25000 ليرة، أي أن الليرة اللبنانية تهاوت ثلاثة أضعاف في غضون عام واحد، فيما الأجور إما على حالها لدى شريحة كبيرة من المواطنين وإما خضعت لتعديل طفيف بلغ بأفضل الأحوال صرفاً على 3900 ليرة! والعترة على المواطن الذي يجد نفسه في كل مرّة مضطرا لا بل مرغماً على التأقلم مع أوضاع فرضتها عليه زمرة من المسؤولين المتربّعين على عروش السلطة والحُكم لا يحرّكون ساكناً لانتشاله من مستنقع الانهيار الذين أسقطوه فيه.. ويلُ لهكذا حكّام لم يحكّموا ضميرهم لحظةً واحدة وتركوا شعبهم يتخبّط في أزمات لا ناقة له فيها ولا جمل!

هذا الميلاد لا سقف لدولار السوق السوداء يؤكّد الخبراء الاقتصاديون الذين يشددون على ان الاقتصاد مرتبط وبشكل أساسي بالاستقرار السياسي وأوّله اجتماع الحكومة لاتخاذ القرارات وتسيير شؤون البلاد والعباد لكن أفق الحلول في هذا المجال تبدو غائبة حتى اللحظة ما يزيد منسوب التوقعات بارتفاع إضافي في سعر الدولار.

هذا الميلاد لا ألعاب ولا هدايا بالجملة للأولاد، بالكاد سيحصل كل ولد على هديّة واحدة، إن حصل، كي لا يفقد العيد رونقه ولا يفقد بابا نويل هيبته فلا تخيب الأغنية الأحبّ الى قلب الأطفال "جايي بابا نويل من النجمة البعيدة..جاي ومعو الهدايا ولحظات السعيدة"!

هذا الميلاد لا موائد فخمة على مدّ عينك والنظر لـ"جمعة العيلة" وقد تقتصر قوائم الطعام على بعض المكوّنات البسيطة التي تعدّها الجدّة أو الأمّ في المنزل احتفاء بولادة المخلّص!

هذا الميلاد لا ثياب عيد جديدة لكثير كثير من الأطفال الذين سيدبّر لهم أهلهم ملابس بما تيسّر في الخزانة، لأن "لبس العيد صار غالي كتير" تشكو الأمّهات اللواتي يتجوّلن في الأسواق للفرجة فقط والشراء ممنوع لأن الراتب بالكاد يكفي لتأمين الأكل والشرب فيما لا بزّة أو فستاناً يقدّر ثمنه بأقل من 16$ ما يوازي أربعمئة الف ليرة على أقل تقدير إذا ما احتسب سعر الصرف على 25000 ليرة، ناهيك عن الحذاء والمبلغ هنا لا يقلّ عن ثلاثمئة ألف.

على قول أبو الطيب المتنبّي "عيدٌ بأية حال عدتَ عيد"! ولكي لا يفقد الميلاد المجيد معانيه، هلمّوا نساعد بعضنا البعض ومن لديه لقمة كريمة فليتقاسمها هذا العام مع أخيه وجاره. ومن هو قادر على شراء لعبتين لولده فليفكّر بذاك الطفل الذي لن يحصل على هديّة العيد.. ومن لديه حاجات وملابس وأغراض ما عاد بحاجة اليها فليكن مفيداً لأخيه الإنسان.. هنا وهكذا فقط يحلّ عيد ميلاد يسوع مجيداً ومباركاً على اللبنانيين!