الفايننشال تايمز- الرحلة المحفوفة بالمخاطر

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, December 1, 2021

نشرت صحيفة الفايننشال تايمز تحقيقا لآنا غروس وروبرت رايت، بعنوان "الرحلة المحفوفة بالمخاطر للأفغان للوصول بالقوارب إلى بريطانيا".

ويتناول التحقيق قصة الجندي هاريف أحمدزاي، الذي فر من أفغانستان يوم 6 أغسطس/آب الماضي، دون أن يودع والديه، بعد أن سمع عن تقدم طالبان، في رحلة استغرقت 106 أيام إلى مخيم مؤقت في شمال فرنسا، وفرصة ركوب قارب محفوف بالمخاطر إلى بريطانيا، تذكر الصحيفة.

ويشير التحقيق إلى أن "أحمدزاي جمع حوالى 10 آلاف دولار مقابل هروبه. جاء نصف الأموال من بيع الأراضي والمدخرات المخبأة في المنزل، والنصف الآخر من قرض. واستخدام معضمها لدفع أموال للمهربين للوصول إلى إيران من مقاطعة نمروز، والسفر عبر أوروبا. وفي دونكيرك، أنفق 2500 جنيه إسترليني للحصول على تذكرة على متن قارب مطاطي بمحرك للوصول إلى بريطانيا، أو اللعبة، كما يسمي الناس في المخيم عبور البحر المحفوف بالمخاطر".

وفي مقابلة مع الفايننشال تايمز، قال أحمدزاي إنه حاول العبور ثلاث مرات، في المرة الأولى توقف المحرك، وقامت الشرطة بتقطيع القوارب على الشاطئ في المحاولتين الأخريين. وأضاف "إذا لم يصلوا إلى الجانب الآخر، فيمكنهم المحاولة عدة مرات للوصول إلى هناك، دون أي تكلفة إضافية".

وتتطرق الصحيفة أيضا إلى قصة هارون كابولي، الذي قال إنه كان مترجما للقوات الألمانية، وإن رحلته بدأت قبل الانسحاب العسكري الأمريكي والبريطاني.

وبعد أن تم القبض عليه وهو يقود سيارة حكومية ألمانية، وسجن في بلدة قندوز الشمالية الشرقية وتعرض للضرب بانتظام لعدة أسابيع في فبراير/شباط، تمكن من الفرار، بحسب الصحيفة، وتوجه مباشرة إلى نمروز، حيث انطلق من هناك عبر الشرق الأوسط إلى أوروبا، ودفع 3 آلاف دولار للمهربين على طول الطريق.

وقال هارون "إنه رُفض اللجوء لأول مرة في اليونان بعد أن قيل له إنه يتوجب عليه تقديم أوراق لجوئه في ألمانيا بسبب عمله السابق في الترجمة. وبعد دفع 2500 يورو أخرى للمهربين، وصل إلى ألمانيا، حيث أمضى شهرين في محاولة التقدم بطلب اللجوء. وفي النهاية قيل له إنه لا يستطيع بسبب اتفاقية دبلن".

وتوضح الصحيفة أن اتفاقية تلزم اللاجئين بتقديم طلب الحصول على اللجوء في أول بلد يعتبرونه آمنا وطأوه بأقدامهم، أو الانتظار 18 شهرا دون الحق في العمل قبل أن يتمكنوا من التقدم بطلب اللجوء مرة أخرى".

وتشير الصحيفة إلى أن "الاتحاد الأوروبي استقبل ما مجموعه 56 ألف طلب لجوء في شهر أغسطس/آب 2021 وحده، وفقا لبيانات الاتحاد الأوروبي. خُمسها من المتقدمين الأفغان، الذين تفوقوا على السوريين ليصبحوا أكبر مجموعة متقدمة".

وقال كابولي "الناس يريدون البقاء في فرنسا .. كل الأفغان هنا حاولوا الحصول على اللجوء لكنهم لم يتمكنوا بسبب دبلن. دبلن تعني أنت لا شيء".

وتشرح الصحيفة "بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لم تعد بريطانيا جزءا من اتفاقية دبلن، مما يعني أنه في حين أن النظام البريطاني صعب وبطيء في التحرك، فمن غير المرجح في الوقت الحالي إعادتهم إلى أوروبا. كما أن حقيقة أن العديد منهم يتحدثون الإنجليزية ولديهم أقارب في بريطانيا هي أيضا عوامل جذب رئيسية. فقد تلقت المملكة المتحدة 1،974 طلب لجوء من مواطنين أفغان في العام المنتهي في سبتمبر/أيلول، أي 5 في المئة من جميع الطلبات".