خاص - ماذا قال سعد الحريري لتيمور جنبلاط في الإمارات؟- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Monday, November 22, 2021

خاص - محمد المدني

الكلمة اونلاين

في عز الخلافات السياسية والإنقسامات الحزبية وما يرافقها من تعطيل يطال مجلسي الوزراء والنواب، وعشية حصول الإنتخابات النيابية العامة وخطر تأجيلها الوارد جداً، لا يزال غياب الرئيس سعد الحريري عن المسرح السياسي هو القضية الأبرز، لأن ببساطة لم يحصل أن اعتزل زعيم سياسي بحجم سعد الحريري السياسة منذ قيام لبنان حتى يومنا هذا، ولعل أبرز من قد يتأثر بغيابه هم الطائفة السنية وتيار المستقبل، إضافة إلى حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي.

مصادر بارزة في تيار المستقبل تؤكد إن غياب الحريري يؤثر على جزء كبير من حضور الطائفة السنية التي ترى بأن في هذه المرحلة المصيرية ليس هناك قائداً لها موجود في لبنان يواكب التطورات ويدير الأوضاع ويعالج الأزمات، خاصة في ظل الإنهيار الإقتصادي والمالي وتعطل المؤسسات الحكومية والدستورية، فالحكومة معطلة والقضاء معطل ومجلس النواب لا يجتمع، بالتالي لا توجد خيارات أمام الدولة اللبنانية لمعالجة الأزمات المستعصية.

وتشير المصادر ،إلى أنه في الوقت الذي تجد فيه طوائف أخرى قياداتها تقف إلى جانبها في هذه المرحلة الحرجة، هناك غياب كامل للقيادة في الطائفة السنية، وهذا يضعف وضع الطائفة على مستوى واسع. لكن أيضًا، هذا الضعف يمنح فرصة لكل من ينادي بأن تكون الإنتخابات من خارج القيد الطائفي أو من خارج الإصطفافات الحزببة والسياسية، وتكون انتخابات منسجمة مع روحية ثورة 17 تشرين التي ترفض كل الأحزاب.

ولفتت المصادر إلى أن هناك جزءاً كبيراً من الطائفة السنية تعتبر غياب الحريري فرصة لإنتاج قيادات وشخصيات جديدة تهتم بشؤون البلاد والعباد، بدل الإهتمام بطائفة معينة أو بفئة معينة، تماما كما يفعل الثنائي الشيعي الذي يصب إهتمامه على بيئته. لذلك، بقدر ما هناك شريحة من اللبنانيين تعتبر غياب الحريري إضعافاً لها، بقدر ما هناك جزءًا اخر من السنّة يعتبرون وجود سعد الحريري على رأس الطائفة لا يغير شيئاً، بالتالي نحن يجب أن نذهب الى خيارات أخرى وننتخب كفاءات من خارج الإصطفاف الطائفي والمذهبي، أو كفاءات قادرة على وضع حلول للأزمات بدل من الحلول التقليدية التي عرفتاها من العام 2005 حتى اليوم.

من جانبها، تعتبر أوساط سياسية مطلعة على أجواء المختارة أن السؤال عن تأثر الحزب التقدمي الإشتراكي بغياب الحريري عن المشهد السياسي يطرح من زاوية الأحزاب التقليدية التي اعتادت أن تتنافس أو تتحالف فيما بينها، لكن إنسحاب الحريري من الساحة السياسية، وإن كان مرجحاً، فإنه ليس نهائياً. مع العلم بأن الحريري لم يعطِ أي إجابة حاسمة لوفد الحزب التقدمي الإشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط وعضوية الوزير السابق وائل أبو فاعور خلال اللقاء الذي جمعهم في أبو ظبي.

وأكدت أن تيمور جنبلاط لم يحصل على إجابة نهائية حول الأفق السياسي للحريري إنتخابياً، وهذه نقطة لا تزال مدار بحث. خصوصاً أن في الآونة الأخيرة كان هناك إحتمالاً بأن ينسحب الحريري من المشهد الإنتخابي لهذه الدورة فقط على أن يواصل نشاطه السياسي بشكلٍ عادي، إنما القرار ليس نهائياً.

أما فيما يتعلق بما يمكن أن يؤثر غياب الحريري على الحزب التقدمي الإشتراكي، فالتأثير هو على الصعيد اللبناني العام أكثر منه على صعيد الأحزاب، وإن كانت هناك خصوصية للحزب التقدمي الإشتراكي في تحالفه الدائم والتقليد والتاريخي مع تيار المستقبل في منطقة الشوف والبقاع الغربي وبيروت، وهذا الأمر يشكل فراغاً وضعضعة، ولا سيما بأن هذان الحزبان لهما تقليد عمره أكثر من ثلاثين عاماً في التحالف الإنتخابي.
لكن للحزب التقدمي القدرة والقابلية لتجاوز هذه الحالة مهما كانت صعبة، وإن كانت الساحة السنية ساحة متفلتة في حال غاب عنها الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل.

مصادر القوات اللبنانية كان لها رد مختلف كلياً، فهي تعتبر أنه بمعزل عن الإتفاق مع الرئيس سعد الحريري أم الإختلاف، من قال أن الرئيس سعد الحريري لم يعد في المشهد السياسي؟ وكيف يجوز حسم مسألة من هذا القبيل؟"، مشيرة إلى أن تيار المستقبل هو فريق سياسي موجود، لديه حضوره وتمثيله، بمعزل عن ما إذا كان هناك اتفاق معه أم لا.

وأكدت أنه لا يجوز الحسم في مسائل من هذا النوع قبل أن يقرر صاحب المسألة ،أي الحريري نفسه. بالتالي، القوات اللبنانية تتعامل مع هذا الأمر وفق اللحظة السياسية، ومن المبكر لأوانه الكلام عن تحالفات انتخابية أو سياسية، لأن أولويات كل فريق سياسي هي تهيئة وضعيته السياسية الإنتخابية، وبعد أن يتبلور الوضع النهائي للقانون الإنتخابي وفق صيغته النهائية ويصبح قيد التنفيذ، يتم الإنتقال لاحقاً إلى التفكير بالتحالفات.
فالأولويات اليوم هي لإنتظار الصيغة النهائية للقانون، وفي هذه الأثناء، كل فريق هو بمعرض الإستعداد لهذه اللحظة الحاسمة.

وأشارت إلى أن القوات اللبنانية تحضر للإنتخابات النيابية وتضع كل ثقلها من أجل إجراءها، وهي تعول عليها لأنها تعتبر بأن الإنتخابات النيابية هي المدخل الأساس للتغيير لأن إرادة الناس هي الوحيدة القادرة على نقل لبنان من هذا الواقع الكارثي إلى الواقع السياسي المطلوب لناحية الخروج من الإنهيار من أجل الوصول إلى الإزدهار. وبالتالي، أي تأجيل اللإنتخابات هو مرفوض.

وقالت: "القوات اللبنانية كانت دعت منذ سنتين إلى إنتخابات نيابية مبكرة لأنه لا يمكن تحقيق نقل لبنان من الإنهيار إلى الإزدهار سوى من خلال إعادة إنتاج سلطة جديدة، لأن السلطة الحالية كارثية على لبنان وعلى اللبنانيين، والمطلوب نقلة نوعية من خلال إعادة إنتاج سلطة جديدة. لذلك كل تركيز القوات على إجراء الإنتخابات، ومسألة تأجيلها أو تطييرها هي غير مطروحة، وستواجه من قبل القوات اللبنانية والرأي العام اللبناني، وهذه مسألة لا يمكن أن تمر وننصح بعدم محاولة تطيير الإنتخابات، لأن من سيطير الإنتخابات سيدفع الثمن غالياً على المستويين السياسي والشعبي،"


Alkalima Online